قليل من الحقيقة وكثير من الأوهام.. كل ما تريد معرفته عن خلطة الشائعات
جانب من جلسة مؤتمر الشباب الثامن
باتت الشائعات أحد الأسباب المؤرقة للمجتمع والدول، لاسيما بعد أن فقدت "السوشيال ميديا" دورها لتواصل الأفراد، وتحولت لمنصة للادعاءات والأكاذيب، وهو الأمر الذي وصفه حسام كامل الباحث التنموي والمذيع في "راديو مصر"، بـ"خلطة للشائعة".
وخلال فعاليات الجلسة الثانية من المؤتمر الثامن للشباب والتي جاءت بعنوان "تأثير نشر الأكاذيب على الدولة في ضوء حروب الجيل الرابع"، قال الباحث التنموي إن الأخبار السيئة لا تكون شائعات دائمًا، فمن الممكن أن تكون سيئة فحسب، وبها إثارة وغموض، مشيرًا إلى أن للخبر السيء جاذبية.
كامل: "خلطة الشائعة" تعتمد على جزء من الحقيقة والباقي أوهام
وأضاف "كامل" أن الشائعات لا تكون دائمًا وهمًا، موضحا "لها خلطة عبارة عن قليل من الحقيقة وكثير من الأوهام، ولازم الحقيقة تكون متداولة ومسموعة ورقم وصورة وفيديو، ولو قلت إن 20% حقيقة بيحقق الغرض"، حيث تنتشر في بيئات الخوف والشك مثل الحروب: "لدينا مشكلتان فيما يتعلق بخلطة الشائعات، فالموروث الشعبي للمصريين يحب القصص، المصريون يحبون الحكي، وهناك قنوات تمهد الأرض للشائعات عبر الاستمرار في نشر الشك، وهو ليس موجودًا في مصر فقط، بل في العالم كله، يقولون الحكومة مش هتقولكم كل حاجة وهتخبي عنكم حاجات، وعندنا مزاج لتقبل الشائعات على أعدائنا أو في بيننا وبينهم منافسة".
وأوضح الباحث التنموي، أن منصات التواصل الاجتماعي أتاحت نشر الشائعات بسرعة وبشكل مضمون وواسع الانتشار يصل إلى جميع البشر حول العالم، موضحًا أن الشائعات دائمًا ما تنطلي على البسطاء، الذين لا يمتلكون القدرة على التحقق من المعلومات.
صفوت العالم: الشائعات تعتمد على أهمية الموضوع وغموض الإعلام تجاهه
وافقه أيضا في القول الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، الذي أوضح أن "خلطة الشائعات" تتضمن جزء من الحقيقة، على أن يتم إضافة أكاذيب أخرى، لافتا إلى أنها إذا كانت بأكملها إدعاءات لن تكون لها مصداقية، لذلك يروج لها بجزء من الحقائق لتعطي جانب من المصداقية الزائفة.
وأضاف "العالم"، لـ"الوطن"، أن "خلطة الشائعة" ليست قاصرة على ذلك الشكل البسيط فقط، وإنما تتضمن أيضا جزء هام، وهو طبيعة الموضوع نفسه، حيث يجب أن يكون موضوع الشائعة يتسم بدرجة كبيرة من الأهمية، ويفرض عليه الواقع الغموض من الجانب الإعلامي والمعلوماتي، وهو ما يجعلها ثمينًا في ذلك.
وتابع أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أنه لذلك يجب على الإعلام أن يتسم بوسائله وأساليبه الأساسية من الوضوح والشفافية لدحض وكشف الشائعات، وعليه ألا يغيب عن أي قضية حتى يكون واضحًا أمام الجمهور ومنع الغموض عن القضايا للقضاء على الشائعات.