"سياسة جديدة".. خبراء يوضحون دلالات إقالة ترامب مستشاره للأمن القومي
جون بولتون
عدم اتفاق في الرأي بين الرئيس الأمريكي ومستشاره أفضى إلى إقالة الأخير، حيث أعلن دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، إقالة مستشاره للأمن القومي الأمريكي جون بولتون، وذلك بسبب عدم الاتفاق معه في العديد من اقتراحاته.
وكتب تغريده عبر تويتر: "أخبرت جون بولتون الليلة الماضية أن خدماته لم تعد مطلوبة في البيت الأبيض.. اختلفت بشدة مع العديد من اقتراحاته، كما فعل آخرون في الإدارة.. أشكر جون جزيل الشكر على خدماته.. وسأقوم بتعيين مستشار جديد للأمن القومي الأسبوع المقبل".
وعلى الجانب الآخر رد بولتن على الرئيس الأمريكي في تغريدة له إنه عرض "الاستقالة الليلة الماضية وقال الرئيس ترامب (دعونا نتحدث عنها غداً)".
وعن دلالات إقالة مستشار الأمن الأمريكي، قال السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعرف جون بولتون منذ كان في عهد بوش الابن، موضحا أن بولتون من اليمين المتشدد.
وأضاف رخا لـ"الوطن"، أن ترامب استعان بجون بولتون، لأنه كان في تلك الفترة بحاجة إلى فرض عقوبات ضد إيران وعدد من الدول، بالإضافة إلى الخروج لعدد من الاتفاقات، مشيرا إلى أنه اختار بولتن لهذه الفترة لآن آراءه تميل لهذا الاتجاه، لذلك سيساعده في تنفيذها.
جون بولتون: العقوبات ستأتي بإيران إلى مائدة المفاوضات
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق أن خلال الفترة الحالية اكتشف ترامب أن سياسته مع إيران في فرض العقوبات لن تساعده في الوصول لهدف خاصة لوقوف عدد من الدول الأوروبية بجانب إيران، موضحا أنه خلال قمة الـ"G7" بفرنسا قال ترامب إن "إيران كانت تخالف الاتفاق النووي ولكن الآن ملتزمة به"، وهو ما قال عكسه جون بولتون وبومبيو.
وتابع أن ترامب خلال الفترة الحالية بحاجة إلى خوض سياسة جديدة مع عدد من الدول تعتمد على الحوار والمناقشة، وهو الذي يُعد مخالفا لطبيعة جون بولتون، مؤكدا أنه يجب أن يتوافق الرئيس ومستشاريه في السياسة المراد اتباعها خلال الفترة المقبلة منعا لوقوع أي تخبط.
من جانبه، قال الدكتور سيد مجاهد خبير الشؤون الأوروبية، إن الرئيس الأمريكي اختار بولتون خلال الفترة التي كان بها بحاجة لسياسة العقوبات حتي يجلب عددا من الدول إلى طاولة المفاوضات بشروطه.
وأضاف مجاهد لـ"الوطن"، أن الفترة المقبلة ستشهد الكثير من المفاوضات بين الولايات المتحدة وعدد من الدول من بينها إيران وافغانستان والعراق، مشيرا إلى أن بولتون لن ينجح في هذه السياسة لأن توجهاته وقناعاته تخالف ذلك الاتجاه.
ويعد جون بولتون أحد قادة "الصقور" في إدارة جورج دبليو بوش قبل أن يصبح معلقا على شبكة "فوكس نيوز"، وهو من أشد المعارضين للاتفاق النووي الإيراني الذي وقعته القوى الكبرى في يوليو 2015 لمنع إيران، كما تعتبره إسرائيل أحد أصدقائها.
وكانت تل أبيب عبَّرت على لسان عدد من وزرائها عن سعادتها عند تعيين ترامب في مارس من العام الماضي "صديقهم القوي" بولتون مستشارا للأمن القومي، وقالت وقتها وزيرة العدل المنتمية إلى اليمين المتشدد في بيان: "يواصل الرئيس الأمريكي ترامب تعيين أصدقاء حقيقيين لإسرائيل في مناصب عليا، جون بولتون أحد البارزين منهم، ويتمتع بخبرة واسعة ولديه تفكير أصيل استثنائي".