إزاحة الستار عن ليالي "القاهرة التجريبي".. وما الدنيا إلا مسرح كبير
عروض مسرح القاهرة التجريبي
ساعات قليلة مُتبقية على افتتاح مهرجان القاهرة للمسرح المعاصر والتجريبى فى دورته الـ26، برئاسة الدكتور سامح مهران، ويعرض عشرات المسرحيات من شتى أنحاء العالم، تتناول الثقافات المختلفة، وتُحلق فى فضاء الدراما المتسع، وتتنوع بين الاجتماعى والموسيقى والسياسى، وتتسق مع الهدف الأول للمهرجان الذى يتمثل فى تبادل الثقافات بين الشعوب.
ترتيبات نهائية منظمة، جهود شبابية مدعومة بآراء من المسرحيين المخضرمين، شهور من التحضيرات المضاعفة من أجل خروج هذه الدورة من المهرجان برئاسة الدكتور سامح مهران بشكل يليق بحدث فنى كبير، وستكون الولایات المتحدة الأمريكية هى ضیف شرف الدورة الجديدة، وذلك لتحمل الأجور وتذاكر سفر المدربین الأمریكیین، بالإضافة إلى جهود البیئة العربیة للمسرح بسبب دعمها للورش المتنوعة والتى اهتمت بشكل كبير بالمسرح الأفریقى، وتَحمل قیمة تذاكر المدربین وبدل سفرهم والمعهد الدولى للمسرح لدعمهم الجانب الأفریقی المشارك بالمهرجان.
22 مسرحية بينها 8 عربية و4 أفريقية.. ومصر تكتفي بمسرحيتين: "بهية" و"ديستوبيا"
يحقق مهرجان المسرح التجريبى رقماً قياسياً جديداً فى عدد الدول والعروض التى تقدمت للمشاركة خلال دورته الجديدة، حيث تقدمت 68 دولة بـ197 عرضاً، منها 39 دولة أجنبية تقدمت بـ92 مسرحية، وتأتى الهند كأكثر الدول مشاركة بـ8 عروض، تليها اليونان والبرازيل بـ7 عروض لكل منهما، فيما تشارك 16 دولة عربية بـ87 عرضاً، على رأسها تونس بـ15 مسرحية، إضافة لعرضين آخرين، إنتاج مشترك بين دولة عربية وأخرى أجنبية.
10 مسرحيات أجنبية تتنوع بين التراجيديا والخيال.. وافتتاح المهرجان بالمسرحية الموسيقية الأمريكية "الخياليون"
وشكلت إدارة المهرجان لجنتى مشاهدة، إحداهما للعروض الأجنبية برئاسة المخرج عصام السيد، وعضوية كل من دينا أمين، مصطفى رياض، سحر الموجى، وجليليان كمبانا، ولجنة أخرى للعروض العربية برئاسة المخرج ناصر عبدالمنعم، وعضوية كل من المخرج فهمى الخولى، والناقد محمد مسعد، د.ياسمين فراج، الناقدة رنا عبدالقوى، ووقع اختيار الإدارة العليا على مشاركة 10 مسرحيات أجنبية، و8 عروض عربية، إضافة لـ4 عروض أفريقية من أصل 18 عرضاً تمثل 13 دولة أفريقية غير عربية.
واختارت اللجنة الأولى 10 عروض أجنبية، غلب على معظم أحداثها التراجيديا والخيال والدراما الراقصة، أولها مشاركة العرض المسرحى البرتغالى «موجة من بعيد» للمخرج رافايل آلفاريز، والعرض المسرحى «أرض البشر» من كتابة وإخراج أوڤوندا إهونو، وهو دراما راقصة تؤرخ للأفريقى قبل قدوم الجنس الأبيض، والعرض الثالث يحمل اسم «رومیو، رومیو» للمخرج چوشوا مونتن، وتدور أحداثه حول الرقص باعتباره طقساً للتزاوج، ومدى أهميته فى العثور على الرفيق.
العرض الرابع الأمريكى «اكتشاف غموض غرفتك» للمخرج دان سیفر، إضافة للعرض البرازيلى «دار الأحلام» للمخرج هينريك سيتشن، وهو عرض خيالى يبحث أبطاله الثلاثة عن الطعام والشراب فى الصحراء وقاع البحار والفضاء الخارجى، بينما يناقش العرض المسرحى الكوميدى «البخيل» للمخرج إلمیز نورا، فكرة البحث عن المال والحب، والعرض المسرحى «النظام» للمخرج سیفیمو موتسویرى، ويحكى بالتعبير الجسدى قصة الفقر والمجتمعات التى مزقتها الجريمة، والخيانة.
وتدور قصة العرض المسرحى «التقليدى يواجه الحضرى» للمخرج فاراجا باتومايك، حول صعوبة تقبل راقصى الحضر لأسالیب الرقص التقلیدیة فى الكونغو، إضافة للعرض المسرحى السويسرى «تحيا الحياة» للمخرج أندرى بينات، ويهتم بالأغنية والرقصة والأداء التمثيلى وألعاب السيرك والموسيقى، ویحكى عن تحول المجتمع من الریفى إلى الافتراضى، ومسرحية «وزرا البرت» للمخرج هامیلتون دلامینى، وتقع أحداثها فى جنوب أفریقیا فترة الثمانینیات.
وتشارك 8 عروض عربية بالمهرجان تطغى عليها التراجيديا، وتعمدت لجنة التحكيم اختيار عروض غير بعيدة عن استيعاب الجمهور، وأولهما العرض المسرحى «اعترافات زوجية» للمخرج مأمون خطيب، ويدور فى إطار اجتماعى رافعاً شعار «تكلم حتى أراك»، والعرض المسرحى «أفيون» للمخرج أسامة الحفيرى، وتدور أحداثه حول إدمان الحالات الّتى نعیشها فى مسرحیاتنا، والذكریات والأشخاص الّذین نُحب ألا تمضى حیاتنا من دونهم، والعرض المسرحى «الساعة الرابعة» للمخرج إبراهيم سالم البيرق، ويدور فى عیادة نفسیة حيث تعانى جمیع الشخصیات من مرض الوسواس القهرى، والعرض المسرحى «جزء من الفانية» للمخرج عبدالعزيز النصار، حول اضطهاد السلطات الدكتاتوریة، وتأثیرها على حیاة الإنسان البسیط.
ويستعرض العرض المسرحى التونسى «دون كيشوت» للمخرج معز العاشورى، فى دراما اجتماعية سیاسیة، الحياة فى تونس قبل الثورة التونسیة، وتحديداً بین عامى 2004 و2005، بينما يناقش العرض المسرحى العراقى «سندباد» للمخرج أحمد محمد عبدالأمير، جدلیة الوجود والعدم، وتمثل فی شخصیة (السندباد) السفیر المادى والروحى للإنسانیة المعذبة التى تبحث عن الاستقرار والأمان الروحى، إضافة إلى العرض المسرحى المغربى «علاش» للمخرج عبدالفتاح عشيق، وسبق للفرقة المسرحية المغربية أن نالت عن العمل نفسه، الجائزة الكبرى لمهرجان «ليالى مسرح جسور» فى نسخته الخامسة، وأقيم بمدينة أسفى بالمملكة المغربية واقتصرت المشاركة المصرية على عرضين فقط، أولهما العرض المسرحى «بهية» للمخرجة كريمة بدير، عن روایة نجیب سرور (یاسین وبهیة)، ويدور فى إطار رومانسى بين بطلى العرض، وتتطور الأحداث حتى تشتعل نار الثورة فى قلوب أهل القرية ضد مظالم الإقطاع وقسوته وجبروته، ومسرحية «ديستوبيا» للمخرج محمد الخشاب، وتناقش التناقضات التى يعيشها الإنسان بين سيطرة الآلة وجمود المشاعر الإنسانية، حيث یخون الإنسان خیاله وأفكاره ونفسه بحثاً عن الاستقرار، ولیس الطموح.
ويقدم فى الافتتاح العرض المسرحى الأمريكى «الخياليون»، وهى المسرحیة الموسیقیة الأطول عرضاً فى العالم، تنتمى إلى الدراما هزلية الرومانسية، بينما يعرض فى الختام العرض المسرحى «دموع حديد» لوليد عونى، بدار الأوبرا المصرية، وعلى الهامش العرض المصرى «انتحار معلن»، للمؤلف سامى الجمعان، وإخرج مازن الغرباوى، وتَشكل فریقُها من 3 دول، فالتألیف سعودى، والإخراج مصرى، والتمثیل تونسى، إلى جانب فریق عمل من تونس ومصر، وتعتبر المسرحیة هى النموذج التجریبى الأول لفكرة «ATPA» القائمة على الشراكة العربیة فى إنتاج العروض المسرحیة.
محمد بهجت: الجودة الفنية والمعيار الأخلاقى أهم أسس اختيار العروض.. وحرصنا على الطرافة والجدية
من جانبه، أكد الشاعر محمد بهجت، رئيس اللجنة الإعلامية، أن اختيار العروض المسرحية بالمهرجان يعتمد على معيار الجودة الفنية والمعيار الأخلاقى، حتى يصبح لائقاً للعرض خلال الدورة، إضافة إلى تحمل الميزانية عدداً معيناً من العروض، فضلاً عن ضرورة تنوعها، أى تقديم بانوراما شبه كاملة للأحداث الدولية، وما وصل إليه المسرح فى الوقت الحالى، مضيفاً: «حرصنا على أن نجمع بين الطرافة والجدية فى اختيار العروض، لخروج الدورة بشكل متميز».