مذاق المانجو المميز، ورائحتها النفاذة، وشكلها المعروف، وأصنافها المتعددة تستهوي الملايين، طوال موسم الصيف، إلا أن حب "آلاء" الشديد لها منعها من إلقاء بقاياها هذا العام، فقررت أن "تتفن" في بذرتها، لتصنع منها لوحات فنية متعددة.
استعانت آلاء عرف، 29 عاما، معلمة التربية الفنية بإحدى المدارس الابتدائية، بحبها الشديد للفن وحسها كأم لثلاثة أطفال، لتطوع في يدها بذرة وقشر المانجو، بدلا من إلقائها في سلة المهملات، وتجعل منها لوحة فنية تجسد بها أشخاص وأفكار جديدة، "لقيت شكلها مغري أوي وشكل شعرها كده، خلاني شوفت فيها أشخاص فقعدت ألعب بيهم كده ورصيتهم وعملت شخصيات".
تجربة الرسم على الفاكهة، بدأتها السيدة التي اقتربت من عامها الثلاثين، الصيف الماضي، بأن بدأت بالرسم على قشر البطيخ، واستغلاله لصناعة مجسمات طفولية في مطبخها بأدواتها البسيطة من السكين والملعقة، بجانب بعض بواقي الخضروات والفواكهة، وهو ما أبهر أطفالها حينها "عملتلهم الحاجات اللي بيشفوها على النت"، ليبدأوا ابتكار الجديد منها معهم.
لم تقتصر تلك الفكرة لديها على الاستماع بها في المنزل مع أبنائها، فقررت أن تنقلها مع العام الدراسي المقبل إلى الطلاب، بعد تدشين مركز لتنمية القدرات بها، الذي لجأت فيه لاستخدام مواد بيئية لابتكار سبل إسعاد الأطفال وتعليمهم نظرا لضعف الميزانية، حيث إنها: "مؤمنة أن الخامة الطبيعية دايما فيها روح مختلفة عن الخامات المصنعة، وبحب استغل أي حاجه حواليا ولأني شايفه كمان إن إعاده التدوير قيمة في حد ذاتها.. يعني عملنا عمل فني و مكلفناش غير الألوان وبس".
غسل البذور، كان أول طرق عمل "آلاء"، ثم تنشيفها والرسم عليها لتكون بها لوحة، بمواد بسيطة وموهبة عالية، ليقلدها الطلاب لديها وأطفالها، ما يضفي السعادة والبهجة على قلوبهم.
"أنا أصلا بحب الرسم بالأكل، بشوف فيه درجات لونيه مش موجوده في الخامات المصنعة، فبتفنن فيه".. لذلك حولت العديد من الخضروات والفاكهة مسبقا للوحات فنية تراها بعينها فجأة، لتحوله إلى حقيقة بمتعة شديدة منها في دقائق معدودة، لذلك كانت في بعض الأحيان ترسم به أولا ثم تتناوله، كنشاط فني مع الطلاب والأطفال، مضيفة أن المميز في لوحات المانجو أنه يمكن الاحتفاظ بها وعدم إلقائها.
تعليقات الفيسبوك