"في ليلة تطول ولا تنتهي.. أنا الآن وحيدة، لا يعلمون أين تكمن أعمق جراحي وما الذي يحرق كياني، لا يعلمون كيف تعود الوجوه التي فقدتها إلى ذاكرتي واحدة تلو الآخر" جملة قالتها الفنانة التركية نورغول يشيلتشاي، في نهاية مسلسل قوسيم الجزء الرابع، في مشهد وفاة السلطانة قوسيم التي جسدت شخصيتها، ويحل اليوم ذكرى الـ368.
قوسيم، أشهر سلاطنة الدولة العثمانية التي حكمتها فعليا في عام 1617، اسمها الحقيقي "أناستاسيا"، ولدت في عام 1590، وهي ابنة قديس يوناني في جزيرة تينوس، وقعت في أسر بكلربيك البوسنة، وأرسلها ضمن مجموعة هدايا إلى قصر الباب العالي في إسطنبول، وحضرت كفتاة صغيرة في قافلة للأسرى إلى إسطنبول، لتصبح فيما بعد زوجة السلطان أحمد، وتنجب منه أولادها الأربعة "محمد ومراد وقاسم وإبراهيم"، وفقا لصحيفة "البيان" الإماراتية.
عرفت قوسيم بنفوذها، حيث وصفها المؤرخ التركي، يلماز أوزتونا في كتابه "تاريخ الدولة العثمانية"، قائلا: "كانت ذكية إلى درجة استثنائية، ماكرة ومراوغة، أستاذة في صنع خطط سياسية ومؤامرات متعددة الوجوه، مؤثرة ومقنعة في كلامها، كانت تُعنى بإرضاء الشعب، لذا تركت خلفها مؤسسات خيرية كثيرة العدد إلى درجة لا يستوعبها العقل، ثروتها الضخمة جداً انتقلت إلى الخزينة العامة للدولة فأنعشتها".
وعن قصة وفاتها التي يحل ذكراها اليوم، ترجع إلى ليلة ظلماء يوم 3 سبتمبر 1651، حيث دخل العبيد جناح نائبة السلطانة "قوسيم سلطان" ونفذوا فيها حكم الإعدام خنقا، لتلقى حتفها وهي في الـ62 من عمرها، ودُفِنت بجانب قبر زوجها السلطان أحمد الأول.
ويرجع المحرض وراء قتلها، هي "خديجة تارخان" والدة السلطان "محمد الرابع" حفيد السلطانة قوسيم، الذي تولى الحكم في الـ7 من عمره، حيث اشتد العداء بين والدته وجدته لمدة 3 سنوات، حتى قررت "قوسيم سلطان" قتل حفيدها ويتولى أخوه الطفل "سليمان" السلطنة، وفقا لصحيفة الأنباء "الكويتية".
ومع الوقت كشفت السلطانة "خديجة تارخان"، مخطط "قوسيم سلطان" فأمرت باغتيالها بمساعدة رئيس آغوات الحرملك، وكان خروج السلطانة "قوسيم سلطان" من المشهد السياسي حدثا جللا، حيث عرفت كيف تكسب ودّ رعايا الدولة العثمانية من خلال أعمالها الخيرية.
تعليقات الفيسبوك