الجامعات فى «الاختيار الصعب»: عنف الإخوان.. أو «عودة الحرس»
تحولت الجامعات إلى خلية نحل استعداداً لبدء الفصل الدراسى الثانى، مطلع الأسبوع المقبل، حيث تم إعداد المدرجات وفصول الدراسة، وكذلك المرافق لاستقبال الطلاب، كما تم تدريب أفراد الأمن الإدارى فى مراكز تابعة لوزارة الداخلية، حتى يكونوا مستعدين لمنع أى خروج عن النظام العام، فى الوقت ذاته أعلن طلاب تنظيم الإخوان الإرهابى عن استكمال فعالياتهم، بحجة رفض عودة الحرس الجامعى والإفراج عن المعتقلين.
ففى جامعة بنها، أعلن الدكتور على شمس الدين رئيس الجامعة، أن بدء الدراسة بكليات الجامعة سيتم فى موعده السبت، مشيراً إلى أنه تم رفع حالة الطوارئ القصوى لاستقبال 65 ألف طالب بمختلف كليات الجامعة وكذلك 14 ألفاً بالتعليم المفتوح.
وفيما يتعلق بالحالة الصحية، قال شمس الدين: إن اللجنة الصحية المكلفة من وزارة الصحة وكذلك مسئولى مكافحة العدوى بالجامعة، أنهوا جميع الإجراءات الصحية منذ أكثر من أسبوع، لافتا إلى أنه ليس هناك أى معوقات لتأجيل التسكين بالمدن الجامعية.
ووجه «شمس الدين»، إنذاراً شديد اللهجة لطلاب الإخوان من خطورة أى تجاوز للقانون، لافتاً إلى أنه اجتمع مع رؤساء اتحادات الكليات بالجامعة لتحميلهم المسئولية فى حفظ الأمن، وانتظام العملية التعليمية بالجامعة.
وأكد زين سرحان، رئيس إدارة الأمن الجامعى، أنه تم تشكيل فرق أمنية مكونة من 300 فرد أمن مدنى، نفذوا خلال الفترة الماضية العديد من التدريبات، واستخدام الأجهزة الحديثة فى كشف المتفجرات، لتأمين جميع الكليات ومنشآت الجامعة.
من جانبه، أكد الدكتور السيد عبدالخالق، رئيس جامعة المنصورة لـ«الوطن» أن الجامعة ستبدأ فى عملها من اللحظة الأولى، مشيراً إلى أن المحاضرات ستتم لنهايتها، ويمكن استغلال الإجازات الأسبوعية فى بعض الكليات التى تتراوح بها الإجازات من يومين إلى ثلاثة.
وأضاف أنه تم توزيع الجداول وإعادة تأهيل بعض المبانى فى المدن الجامعية، خصوصاً الحمامات، وتم تشكيل لجنة صحية لمراقبة الوجبات الغذائية ولجنة لمدى انتشار العدوى من عدمه، ليتم اتخاذ قرار التسكين.
وعن عنف بعض الطلاب قال «عبدالخالق»، إن الوقاية خير من العلاج، ولذلك اتخذنا بعض الإجراءات لمواجهة عنف بعض الطلاب، مثل وضع كاميرات مراقبة وبوابات إلكترونية وأجهزة الكشف عن المعادن ليتم الكشف عن مثيرى الشغب والعنف ومن ثم اتخاذ القرارات اللازمة مثل تحويلهم لمجالس تأديب.
وأوضح الدكتور أحمد كامل نعمان، نائب رئيس جامعة المنيا لشئون التعليم والطلاب، أن الجامعة كثفت الاستعدادات الأمنية من تدريب أفراد الأمن الإدارى بالجامعة، مشيراً إلى أنه سيتم توفير كاميرات للمراقبة وبوابات إلكترونية لتلافى أى سلبيات، استعداداً لاستقبال الفصل الدراسى الثانى.
وصرح مسئول بمديرية أمن المنيا، بأنه تم وضع خطة لمواجهة تظاهرات طلاب الإخوان المتوقع انطلاقها بالجامعة فى أول أيام الدراسة، ومن المحتمل أن تتسبب فى عرقلة سير العملية التعليمية، موضحاً أنه لن يسمح بخروج هذه التظاهرات والمسيرات خارج الحرم الجامعى، والتى تتسبب فى قطع الطريق الزراعى مصر- أسوان، بالقرب من كمين دمشير وحى شلبى بالقرب من كلية الآداب، مضيفاً أنه فى حالة وقوع أى أعمال عنف أو شغب سيتم التعامل معها بمنتهى الجدية والحسم.[FirstQuote]
فى السياق ذاته طالب أولياء الأمور بوضع حد للمظاهرات التى يحركها طلاب الإخوان بجامعة المنيا، مؤكدين أن هذه الفعاليات تفسد العملية التعليمية.
وأكد الدكتور ماجد عبدالتواب القمرى، رئيس جامعة كفر الشيخ، أنه تم عقد جلسة لمجلس العمداء، لمناقشة استعدادات الكليات لبدء الدراسة للفصل الدراسى الثانى، المقرر 8 مارس، والإحاطة بحكم محكمة القضاء الإدارى بخصوص الأمن الجامعى وقرارات المجلس الأعلى للجامعات، لافتا إلى أن الجامعة أنهت الاستعدادات لبدء الدراسة، بصيانة المنشآت والمعامل والورش والمدن الجامعية، وإعلان الجداول الدراسية وتأمين العملية التعليمية.
وقال «القمرى»: إنه سيفُعِل بروتوكول التعاون بين وزارتى التعليم العالى والداخلية والمجلس الأعلى للجامعات، لاتخاذ التدابير اللازمة لضمان استقرار وتأمين العملية التعليمية داخل الجامعات، مع وجود الشرطة خارج أسوار الحرم، والتى أعلنت استعدادها للتدخل السريع فى حالة تعرض الجامعات لأى حالات شغب أو اعتداءات من أى عناصر خارجية، وذلك بناءً على طلب رئيس الجامعة أو من يحل محله.
وألغت جامعة الإسكندرية، إجازة مناسبة شم النسيم وذلك بسبب تأجيل الدراسة لفترتين متتاليتين، وذلك لتكون الإجازة يومين فقط، هما 20، 21 من شهر أبريل المقبل، على أن تعقد امتحانات نصف التيرم الثانى من 26 إلى 30 أبريل.[SecondImage]
واعتمدت الجامعة موعد امتحانات نهاية العام الدراسى فى الفترة مـا بين 7 إلى 26 يونيو المقبل، لينتهى بعد ذلك العام الدراسى الحالى، على أن تصبح الدراسة 13 أسبوعاً فقط بعد التأجيل مرتين.
وقال الدكتور أسامة إبراهيم، رئيس جامعة الإسكندرية، إن الشرطة ستقف خارج أسوار الجامعة لحماية وتأمين المنشآت والطلاب، لافتا إلى أنها مستعدة لدخول الحرم الجامعى، إذا استدعت الحاجة الأمنية، وذلك بناءً على طلب رئيس الجامعة.
وأضاف أن هذا لا يعنى حرمان الطالب من حقه فى التعبير عن رأيه بسلمية واحترام، مؤكداً أن حرية الرأى مكفولة لجميع الطلاب ولكن دون أى تعدٍ على الأفراد أو المنشآت.
من جانبه، قال الدكتور خالد حجلة، عميد كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، إن طلاب المرحلة النهائية بالكلية يحضرون للأساتذة، للانتهاء من مشروع التخرج بسبب ضيق الوقت وتقليل أيام الدراسة، مشيراً إلى أن الأساتذة كلفوا الطلاب بالمهام للانتهاء منها لحين بدء الدراسة، واصفاً تأجيل الدراسة بأنه أمر واقعى ولا بد من التعامل معه.
وفى بورسعيد، أكد الدكتور عاطف علم الدين، نائب رئيس جامعة بورسعيد لشئون التعليم والطلاب، أن الجامعة استعدت لاستقبال الفصل الدراسى الثانى، مشيراً إلى أنه تم وضع الجداول الدراسية فى المبانى حتى يعلم الطلاب مواعيد الدراسة، إلى جانب الانتهاء من كافة الإجراءات الصحية والأمنية.
ولفت الدكتور محمد الطوخى، نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون التعليم والطلاب، إلى أن الجامعة أنهت جميع الاستعدادات الأمنية والصحية، استعداداً لبدء الفصل الدراسى الثانى، مشيراً إلى أنه تم تدريب أكثر من 250 فرد أمن إدارى فى مراكز تابعة لقوات الشرطة، حتى يتمكنوا من التعامل مع حالات العنف والشغب التى تشهدها الجامعات من قبِل طلاب الإخوان خصوصاً.
وأوضح نائب رئيس جامعة عين شمس، فى تصريحات خاصة، أنه سيتم زيادة عدد المحاضرات، وترحيل الفصل الدراسى الثانى لمدة أسبوع، وتقليص إجازة شم النسيم لتصبح يومين فقط بدلاً من أسبوع، كما كان يحدث سابقاً لتعويض فترة التأجيل.
وفى جامعة حلوان، أكد الدكتور ياسر صقر رئيس الجامعة أنهم أنهوا كافة أعمال الصيانة وأن كليات الجامعة مستعدة لاستقبال الطلاب، وتم تدريب أفراد الأمن الإدارى ليتمكنوا من أداء دورهم فى حفظ الأمن والنظام بالجامعة والحفاظ على انتظام العملية الدراسية، وكذلك تركيب كاميرات مراقبة على الأبواب الرئيسية، وأيضاً حول المنشآت الحيوية والرئيسية داخل الجامعة، وحول الكليات التابعة للجامعة خارج أسوار الحرم الجامعى، وذلك لتؤدى دورها فى مراقبة محيط الجامعة الخارجى والحرم الرئيسى والأسوار، ورصد المخالفين من مثيرى الشغب لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضدهم من تحويلهم للتحقيق ومجالس تأديب، واتخاذ قرارات الفصل المناسبة ضدهم.
وحول إنشاء نقاط شرطة جامعية داخل الحرم الجامعى، قال «صقر»: إن الأوضاع داخل الجامعة لا تستدعى مثل هذا الأمر حالياً، معللاً قوله بأن مظاهرات وأنشطة عناصر الإخوان داخل الحرم الجامعى فى الفصل الدراسى الأول كانت محدودة داخل الجامعة، وأن الحالة الأمنية مطمئنة إذا ما قورنت بأحداث العنف التى شهدتها الجامعات الأخرى، ولا تستدعى من إدارة الجامعة التطرق لهذه الخطوة بإنشاء نقطة شرطية جامعية مستقلة عن الشرطة العسكرية والمدنية، وهناك تعليمات صارمة بتفتيش سيارات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، ومنع دخول أى شخص لا يحمل كارنيهاً أو تصريحاً للجامعة، وكذلك منع أى طالب من إدخال منشورات أو بيانات تحرض الطلاب على التظاهر، قائلا: «جامعة حلوان ملتزمة فى الفصل الدراسى الثانى بقرار المجلس الأعلى للجامعات بمنع أى عمل حزبى، أو تأييد مرشح داخل الحرم الجامعى».
وأضاف رئيس جامعة حلوان، أن مشكلة التأمين فى الجامعة تختلف عن باقى الجامعات، لكونها من أكبر الجامعات مساحة، لافتا إلى أن أعداد أفراد الأمن بها ليست كبيرة، وتحتاج للزيادة نظرا لأن الجامعة تضم 480 موظف أمن فقط، وهى بحاجة إلى ما لا يقل عن 1000 موظف أمن. وفيما يتعلق بتظاهرات طلاب الإخوان قال «صقر»: إنه يؤيد حرية التعبير للطلاب بكافة شرائحهم، مشدداً على رفضه ممارسة العنف من قبلهم.
أخبار متعلقة
المدارس والجامعات تواجه امتحان الإرهاب والأزمات
رئيس جامعة الأزهر: «الفصل» عقوبة المشاغبين.. وأعمال التطوير وراء التأجيل
«هجوم مزدوج» على الشرطة من طلاب الإخوان والحركات الثورية
المدارس تستعد: طوارئ قصوى فى مديريات التعليم.. وقوات الشرطة تتولى التأمين والتصدى لعمليات العنف المحتملة
«أبوالنصر»: «اللى عايز يتكلم فى السياسة.. بره المدرسة»