شراكة مطلوبة.. كيف يتدخل المجتمع الدولي لحل مشكلات أفريقيا؟
الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة الدول السبع الكبرى
في كلمته أمام أمام قمة الدول السبع المنعقدة في مدينة "بياريتز" بفرنسا، تطرق الرئيس عبدالفتاح السيسي، للحديث عن مشكلات قارة أفريقيا، مثل الإرهاب والتطرف والهجرة غير الشرعية، والفقر وخفض البطالة، ومكافحة الأمراض المتوطنة، والتصدي لظاهرة تغير المناخ.
السيسي أكد في كلمته أن الحديث عن النهوض بأفريقيا، ينبغي أن يتأسس على إرادة جماعية، تستهدف تسوية أزمات القارة، موضحًا أن تلك التحديات تفرض مسؤولية التعاون لمواجهتها، وتحتاج للعمل الجماعي لإيجاد حلول لها، وفق أولويات دول القارة.
"قضايا القارة عبارة عن دائرة مغلقة، تتصل جميعها ببعضها في النهاية، وفي حال التعامل مع مشكلة وحلها يؤدي للتعامل مع مشكلات أخرى والوصول لحلول لها"، حسب الدكتورة هبة البشبيشي، خبيرة الشأن الأفريقي.
وأضافت البشبيشي، لـ"الوطن"، أن قضايا القارة التي تحتاج إلى تعاون وشراكة دولية من أجل الوصول لحلول لها، يمكن اختصارها في ثلاث مشكلات يؤدي حل كل منها للأخرى، كما تؤدي في النهاية لحل مشكلات أخرى، والتي تأتي على رأسها قضية الإرهاب.
خبيرة الشأن الأفريقي ترى أن الإرهاب في أفريقيا مشكلة لا يمكن حلها دون وجود شراكة دولية وجهود جماعية، فدول مثل نيجيريا ومالي والنيجر غرقت تمامًا في الإرهاب، ولا يمكنها التخلص منه دون مساعدة دولية، بالإضافة للجماعات والميليشيات الإرهابية التي تستوجب مشاركة دولية لمواجهتها.
حل مشكلة الإرهاب يؤدي لخلق استقرار أمني في القارة، والذي يساهم بدوره في حل المشكلة الرئيسية الثانية المتمثلة في الاستثمارات، وفقًا للبشبيشي، لافتةً إلى أنها واحدة من المشكلات التي تواجه القارة، وحلها يتوقف على القضاء على الإرهاب ويؤدي للقضاء على مشكلات الفقر والبطالة.
وأردفت خبيرة الشأن الأفريقي أن المشكلة الرئيسية الثالثة في القارة التي لا يمكن حلها دون شراكة عالمية وجهود دولية، توطين التكنولوجيا في القارة ودولها والاعتماد عليها، والتي لا يمكن للقارة ودولها حلها دون الاعتماد على الدول الغربية المتقدمة في مجال التكنولوجيا.
من جانبه، يتفق عادل نبهان، الباحث في الشؤون الأفريقية، مع سابقته، في أن الإرهاب هو القضية الأولى والأهم، والتي تحتاج لجهود دولية لمواجهتها في القارة والقضاء عليها، حيث تُعتبر قضية عابرة للحدود لا يمكن حلها في القارة دون جهود دولية.
وأضاف نبهان في تصريحات لـ"الوطن"، أن قضية الفقر كذلك في القارة تحتاج لمساندة الهيئات والمنظمات العالمية، مثل الأمم المتحدة وغيرها، بالإضافة إلى قضية مشكلة الصحة والأمراض المتوطنة التي تحتاج إلى أبحاث علمية متقدمة من أجل القضاء عليها.