الاتجار بالأطفال: إياك وسياسة «شير فى الخير»
حين نشرت الصورة لأول مرة عبر صفحات التواصل الاجتماعى، رق قلب المتابعين، فهى لطفلة شديدة الجمال تتوسل فى الشوارع، وحظيت بعدد هائل من «الشير والإعجاب»، الكل يحاول مساعدتها، بعضهم توقع أنها سورية، وآخر أفتى بأنها ربما تكون مخطوفة، وجزم ثالث بالأمر مؤكداً أنها ابنة عائلة ثرية تم اختطافها ووضع صورة الطفلة الثانية ليؤكد جزمه، قضى النشطاء فى هذا ما يقرب من يومين، قبل أن يكتشفوا أن كل هذه المعلومات خاطئة، فعادوا أدراجهم تاركين الصغيرة فى الشوارع تواصل التسول.
نشر الصورتين للمخطوفة والمتسولة، باعتبارهما واحدة، تسبب فى أذى متبادل لكلتيهما، الأولى ابنة العائلة الثرية، التى نفت اختطافها: «الحمد لله البنت كويسة والصورة دى قديمة، البنت كبرت وشكلها بقى حاجة تانية خالص، بس استخدام صور الأطفال بالشكل ده جريمة»، بحسب رشا، إحدى أقارب الطفلة. والثانية التى لم يهتم أحد بمساعدتها بعد اكتشاف أنها مجرد متسولة فى الشارع. «خط نجدة الطفل هو الحل»، بحسب عزة العشماوى، أمين عام المجلس القومى للطفولة والأمومة: «عندنا خط منصوص عليه بموجب قانون الطفل، وإدارة عامة لنجدتهم، وكمان عندنا آلية كويسة جداً للإنقاذ عن طريق لجان عامة وفرعية، لكنها غير مفعلة».
16000، 16021 رقمان مخصصان لنجدة الطفل لا يعرف بهما كثيرون، تؤكد «العشماوى» على فعاليتهما، وإن أشارت إلى بعض المساوئ الأخرى: «المفروض نفعل اللجان الخاصة بإنقاذ الطفل، ويبقى فيه منظومة متكاملة لحمايته من كل حاجة، اللى بيتم على شبكات التواصل تشهير، ونوع من الاتجار بالأطفال، فالطفلة المذكورة مثلاً تم وصمها بالتسول، فيما وصم أطفال الملاجئ باليتم وهكذا».