"حريق دمر جهازهما ومكالمة 8 دقائق بصديق".. حكاية "إسراء وأسماء" قبل ذبحهما على يد الوالد
"حريق دمر جهازهما ومكالمة 8 دقائق بصديق".. حكاية "إسراء وأسماء" قبل ذبحهما
10 أيام عاصفة في حياة الشقيقتين "إسراء" و"أسماء"، شهدت فصولا درامية لم تخطر على بال الأسرة الصغيرة، فمن حريق أتى على شقتهما إلى جريمة قتل كتبت الكلمة الأخيرة في حياتهما بالأمس، وعلى يد أقرب الناس إليهما والدهما، حادث مأساوي بدأ بمكالمة هاتفية للشقيقة الكبرى مع زميلها في الجامعة انتهى بكمين نصبه الأب لأبنتيه ليتخلص منهما بالسكين دون رأفة ويلقي بجثتيهما في الترعة، بدعوى الانتصار للشرف.
تفاصيل الجريمة كشف عنها رجال المباحث، فكانت البداية بحديث هاتفي لا تزيد مدته على 8 دقائق جمع إسراء ناصر، 23 سنة، الطالبة بالفرقة الرابعة بكلية الآداب جامعة عين شمس بصديق لها، كان كفيلًا بنسف حياتها هي وشقيقتها الصغرى "أسماء"، 21 سنة، الطالبة بالفرقة الثالثة كلية دار العلوم جامعة القاهرة، ذبحهما والدهما على طريقة قطاع الطرق، زاعما أنه كان يدافع عن "شرفه" بعدما داس عليه ابنتيه في الوحل بسبب علاقة ابنته الكبرى بصديقها وتستر شقيقتها عليها.
"فتاتان في قمة الأدب والأخلاق وسمعتهما جيدة بين أبناء الحوامدية بالكامل"، هكذا تحدث جيران الضحايا إلى رجال المباحث، ولم ينكروا أيضا أن الأب كان معروف عنه السمعة الجيدة وحسن الأخلاق.
حريق هائل كان دمر شقة الأسرة منذ قرابة 10 أيام، التهم محتوياته بالكامل، بما فيه جهاز إحدى الفتاتين وأموال لجهاز الأخرى، وكأنه فأل شر يلوح بالنهاية الحزينة للشقيقتين، وبحب جارة الضحايا تمكن الأهالي من جمع الأموال كتبرعات وتعويض للموظف العجوز عما لحق به.
وكان عامل في العقد السادس من عمره، أقدم على ذبح ابنتيه في منطقة زراعية قريبة من سكنه بعدما استدرجهما من بيته في الحوامدية بمحافظة الجيزة، وألقى بجثتيهما في ترعة الحوامدية، بزعم أن سلوكهما سيئ وتربطهما علاقة غير شرعية بأحد الشباب.
وتلقى اللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، إخطارًا من قسم شرطة الحوامدية، بتلقي بلاغا من "نصر . أ" 65 سنة، يفيد باستدراج ابنتيه إلى ترعة الحوامدية وذبحهما لسوء سلوكهما وعلاقتهما مع أحد الشباب بالمنطقة، وجرى التحفظ عليه.
وانتقلت قوة أمنية أشرف عليها اللواء سامح الحميلي نائب مدير الإدارة العامة للمباحث والعقيد أحمد نجم مفتش مباحث جنوب الجيزة إلى مكان الواقعة، وبالفحص عثر على جثتين لفتاتين أحدهما في العقد الثاني من عمرهما والأخرى في بداية العقد الثالث، مصابتين بجروح قطعية بالرقبة وطعنات متفرقة بجسدهما، وجرى نقلهما إلى المشرحة.