عمال إصلاح تلفيات «القومى للأورام»: نواصل الترميم تحت حرارة الشمس
العمال يواصلون أعمال الترميم بالمعهد القومي للأورام
أمام المعهد القومى للأورام، تحت أشعة الشمس الحارقة، بدا العمال منهمكين فى ترميم وتجديد وإعادة بناء الأجزاء التى دمرها الانفجار الذى وقع أمامه قبل 10 أيام، والذى أدى إلى تدمير الواجهة الخارجية بشكل كامل، كما طال الانفجار جميع الغرف المطلة على الشارع وأجزاء من الغرف الداخلية الخاصة بالأشعة والتحاليل وغرف حجز المرضى.
ورغم حلول عيد الأضحى تزامناً مع أعمال الترميم التى بدأها المعهد بعد مرور يوم واحد فقط على الانفجار، بالاستعانة بعمال تابعين لشركة «المقاولون العرب» لترميم الواجهة الخارجية، وعمال لصيانة التكييفات والأسقف داخل المعهد، فإن العاملين لم يُمنحوا أيام راحة للعيد واستمر العمل كما هو، حيث من المقرر أن يستأنف المعهد عمله فى استقبال المرضى السبت المقبل.
وأجْرت «الوطن» جولة داخل الأدوار السبعة للمعهد، وكذلك المبنى الإدارى، حيث كان الطابق الأرضى الذى يضم المكاتب الإدارية التى دمرها الانفجار يخلو من العمّال والأثاث باستثناء بعض الكراسى التى يستريح عليها عمّال ترميم الواجهة فى منتصف اليوم.
وداخل الطابق الأول الذى تضررت فيه غرفة التكييفات الخاصة بالعمليات كان العّمال وفنيو الصيانة قد انتهوا من عملهم باستبدال التكييفات المدمرة بغيرها وصيانة بعض القطع وبصدد تسليم الغرفة بانتهاء اليوم قبل أن يلقى المهندس المسئول عنهم النظرة النهائية على الغرفة، كما تضرر سقف الطابق بشكل كبير إلى الحد الذى وصلت فيه عدة غرف عمليات إلى تدمير سقفها بالكامل، وكان العمل على قدم وساق قبل أن يمنح رئيس العاملين العمّال المسئولين عن الترميم قسطاً من الراحة بدأت مع أذان الظهر ولمدة نصف ساعة لتناول طعام الغداء والتقاط أنفاسهم ومن ثم مباشرة العمل مرّة أخرى.
بينما لجأ آخرون إلى الاستلقاء على السلم لأخذ قيلولة تجدد من نشاطهم، حيث يبدأ العمل منذ الثامنة صباحاً وحتى 12 ليلاً، ولجأت إدارة المعهد إلى الاستعانة بعمّال معهد الأورام الخاص بأورام الثدى فى التجمع الأول، فبمجرد أن تنتهى ساعات العمل هناك يتجه العمال مباشرة إلى المعهد القومى فى وسط القاهرة للمشاركة فى الترميم لإنهاء العمل قبل نهاية الأسبوع.
وفى الطابق الثانى المخصص لأورام الأطفال بدا المكان كخلية النحل، وكان الأشخاص المسئولون عن المحارة وطلاء الجدران قد انتهوا من الغرف فى وقت قصير وزينوا جدرانها برسومات بعض الشخصيات الكرتونية لاستقبال الأطفال المرضى مطلع الأسبوع المقبل، فى محاولة من المعهد لتحسين نفسية الأطفال بعدما شهدوا حادث الانفجار المروع، بينما قامت عاملات النظافة بتنظيف تلك الغرف على امتداد الطابق قبل الانتقال إلى تنظيف باقى المَرافق بعد انتهاء العمّال منها.
وفى الطابق الثالث وحتى السابع، حيث غرف الرعاية والعزل الصحى للمرضى الذين يعانون من أمراض أخرى بجانب إصابتهم بالسرطان كانت عمليات الترميم قد انتهت بشكل شبه كامل حيث لم تتضرر هذه الأدوار جراء الانفجار سوى جزء بسيط لا يقارَن بما حدث فى الأدوار السفلى وباتت جاهزة لاستقبال المرضى بمجرد بدء المعهد بالعمل.
«عبدالمحسن»: «إحنا بنقف إيد واحدة عشان المرضى»
وقال المهندس عمرو عبدالمحسن، المشرف العام على ترميم الأسقف المعلقة، إننا «نحاول إنجاز الترميم عشان المرضى ترجع تستكمل علاجها بشكل كويس فى المعهد»، مشيراً إلى أنهم «يعملون طوال ساعات اليوم بنظام الورديات، والتى تبدأ من الساعة 8 صباحاً حتى الساعة 12 صباحاً».
وأضاف «عبدالمحسن»، لـ«الوطن»، أن «عدد العمال المتخصصين فى ترميم الأسقف نحو 30 عاملاً»، لافتاً إلى أنه تم الانتهاء من ترميم المبنى الرئيسى بداية من الدور الأول حتى الدور السابع بما فيه من غرف العمليات، والرعاية المركزية، بجانب غرف الأطفال، ونواصل العمل فى المبانى الإدارية، مستطرداً: «بنقف إيد واحدة عشان المرضى، ومتعودين إجازة العيد تكون أربع أيام دلوقت خدناها يوم واحد»، مشيراً إلى أنهم كانوا يعملون فى مبانى مجلس قيادة الثورة والبرلمان ثم انتقلوا للمعهد عقب وقوع الحادث مباشرة.
«عبدالرحمن»: «بنضغط نفسنا عشان نخلص الشغل بالرغم من الإصابات»
وأكد عبدالرحمن محمد، من عمال التكسير، أن «أعمالهم تتسم بالمشقة لاختصاصهم بتكسير الخرسانات باستخدام (المرزبات) التى يتجاوز وزنها 15 كيلوجراماً، وأجهزة (الهيلتى)، مضيفاً: «بنضغط نفسنا عشان نلحق نخلص الشغل المطلوب بالرغم من حرارة الشمس»، مشيراً إلى أنهم يتعرضون لإصابات جسيمة بسبب طبيعة عملهم، قائلاً: «زميلى خد 10 غرز فى إيده بسبب الرخام».
وأضاف أنهم حصلوا على إجازة يوم العيد فقط، ثم واصلوا عملهم، لافتاً إلى أنهم يعملون طوال ساعات اليوم بتعليمات المشرفين، مؤكداً أن العمال يتحدون الزمن فى إصلاح تلفيات المعهد، موضحاً أن جولات الوزراء المتكررة بشكل يومى على المعهد تحفزهم أكثر على بذل مزيد من الجهد والعمل.
وقال أحمد محمد، المشرف العام على طاقم تمريض عمليات المعهد القومى للأورام، إن «المبنى الشمالى للمعهد، هو أكثر المواقع تضرراً بالحادث»، موضحاً أنه يتكون من 6 أدوار متكررة، تبدأ بغرف العمليات والرعاية المركزة بالدور الأول بعد الأرضى، وبعدها غرف الحجز للمرضى بدءاً من الدور الثانى وحتى السادس، لافتاً إلى أن هناك 5 غرف عمليات كبرى لجميع الجراحات بالمعهد.
وأضاف «أحمد»، لـ«الوطن»، أن هناك عدداً من الغرف تضررت بالحادث، وإنه تم الانتهاء من 90% سواء كانت تجهيزات لوجستية أو بنية تحتية، موضحاً أن غرف عمليات «3 و4 و5» كانت أكثر الأماكن تضرراً بسبب قربهم من موقع الحادث، لافتاً إلى أن أكثر الخسائر كانت بالسقف والتكييف، منوهاً بأنه تم إعادة تجهيز وتشطيب غرف 2 و3 و4، مشيراً إلى أن غرف 4 و5 و2 سيبدأ العمل بها السبت المقبل، لافتاً إلى أن هناك تعليمات من قبل الإدارة بسرعة الانتهاء من التشطيبات والتجهيزات الخاصة بالعلميات.
وأكد المشرف على طاقم التمريض أن العمل يجرى على قدم وساق بالمعهد للانتهاء من جميع التجهيزات والتشطيبات، وهناك أكثر من دوام للعمل بالمعهد فى أكثر من قطاع، مؤكداً أنه سيعود العمل طبيعياً بدءاً من السبت المقبل.وقال محمد حمدى، مشرف أمن بالمعهد، إن «هناك أكثر من قطاع سواء كان للعيادات أو الأشعة بالمعهد الرئيسى أو بالعيادات الخارجية»، لافتاً إلى أنه يحتوى على أكثر من قسم للأشعة والتحاليل، لافتاً إلى أن جميع العاملين بالمعهد يتناوبون فيما بينهم لتبديل مواعيد الشيفتات، وهناك أكثر من دعم جاء للمعهد للعمل به.
«أشرف»: شبكة «الغازات» لم تتأثر بالحادث
وقال محمد أشرف، المسئول عن شبكة الغازات، إن «الشبكة لم تتضرر بسبب حادث المعهد قبل عيد الأضحى بأيام»، لافتاً إلى أن غرف العمليات وغرف الرعاية والحجز للمرضى لم تتأثر أيضاً، قائلاً: «الشبكة لو تأثرت جزئياً أو نسبياً بالحادث كانت أصبحت كارثة بكل المقاييس، نظراً لوجود عدد من المواد سريعة الاشتعال كأنابيب غاز الأكسجين وكذلك أكثر من 6 أطنان سولار».
وأضاف «أشرف»، فى حديثه لـ«الوطن»، أن «الإدارة الهندسية بالمعهد أجرت صيانة شاملة للغرف والعمليات وخطوط الغاز والهواء والأكسجين خلال فترة إجازة العيد»، لافتاً إلى أن هناك 300 سرير بالمعهد، كل سرير موصل بأنبوب غاز أكسجين وأنبوب هواء وأنبوب شفط، وتابع: الخزان الخاص بالوقود للمولدات كان قريباً من موقع الانفجار، وعلى بعد أمتار بسيطة جداً، فضلاً عن قرب مخزن أنابيب الأكسجين منه، موضحاً أن الخزان لو تأثر بالحادث لكانت وقعت كارثة بكل المقاييس.