"مَن يدير التنظيم الآن؟".. الصراعات تضرب "الجماعة" للوصول لكرسى "المرشد"
عزت وكمال
شهد تنظيم الإخوان، خلال السنوات الماضية، حالة شتات وانقسام داخل صفوفه، وذلك بعد الصراعات التى دبَّت بين قياداته للسيطرة على كرسى الإرشاد، بعد حبس محمد بديع، المرشد الحالى للتنظيم، عقب فض اعتصامَى رابعة والنهضة.
بدأت الصراعات داخل الإخوان، عقب فض اعتصامَى رابعة والنهضة، بعد أن حاول كل من القيادى الإخوان محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، ومحمد كمال، قائد الجناح المُسلح، الذى تم قتله بعد أن كان يدير عدداً من العمليات الإرهابية داخل مصر، السيطرة على كرسى المُرشد.
جبهة "عزت" تجمِّد عضوية 8 من أعوان "كمال".. وتستغل مقتل قائد الجناح العسكرى للسيطرة على التنظيم
ووصلت هذه الصراعات فى ذلك الوقت إلى حد إصدار جبهة محمود عزت، حسب البيانات التى خرجت منها فى 2016، بتجميد عضوية 8 من قيادات الجماعة البارزين والمحسوبين على «محمد كمال»، إلا أن جبهة محمد كمال أصدرت تصريحات شديدة اللهجة فى ذلك الوقت رداً على قرارات جبهة محمود عزت، كان أحدها على لسان رضا فهمى، أحد القيادات الصادر بحقها قرار بالتجميد، قائلاً: «يبدو أن ساعة الحسم الداخلى قد اقتربت وعلى نفسها جَنَتْ بَرَاقش».
ورغم مقتل القيادى الإخوان محمد كمال، قائد الجناح العسكرى، على يد قوات الأمن، فإن الصراع قد اشتد بين جبهته وجبهة محمود عزت ومحمود حسين، الأمين العام لتنظيم الإخوان، حيث حمَّلت جبهة «كمال»، محمود عزت وأعوانه مسئولية هذا الأمر، وقال عز الدين دويدار القيادى الإخوانى المحسوب على جبهة محمد كمال، عبر صفحته بـ«فيس بوك» عقب مقتل محمد كمال، إن جبهة محمود عزت تريد استغلال فرصة مقتل محمد كمال لتشويه جبهته والتصوير لقواعد الإخوان أنها فشلت. وكشف حفل إفطار الجماعة فى 2019، استمرار الخلاف بين جبهة محمود عزت ومحمود حسين، وبين ورثة محمد كمال، حيث أطاح محمود حسين، الميكروفون الخاص بقناة «مكملين»، المحسوبة على جبهة محمد كمال.
وانتقلت أصداء هذه المعركة إلى القواعد الإخوانية فى تركيا والسودان، حيث نشر مجموعة من شباب جماعة الإخوان الهاربين إلى هناك مقطع فيديو يوضح تفاصيل طردهم من المنازل التى تؤويهم، بعد قيام قيادات الجماعة بالسودان، بإخلاء المساكن التى يقيم بها شباب الجماعة، واتهامهم بأنهم مخرِّبون، وذلك فى إطار الصراع بين الجبهات الإخوانية.
وفى تركيا أكبر بقاع الشتات، بلغ الصراع بين جبهتى الإخوان للجوء لأقسام الشرطة وتبادل المحاضر، روى تفاصيلها أشرف الزندحى، أحد كوادر التنظيم، والمقيم بإسطنبول، عبر صفحته على موقع التواصل «فيس بوك»، قائلاً: «المشهد المؤلم الذى حدث أنه كانت هناك دعوة لجمعية عمومية للإخوان فى تركيا، لبحث التجاوزات الحادثة فى مصر، وتم إعلان الجميع بهذه الدعوة من خلال أعضاء مجلس شورى الجماعة المخولين بمثل هذه القرارات دون اعتراض من المكتب التنفيذى، ثم فوجئنا بإلغاء الجمعية والدعوة لإجراء انتخابات داخلية بالمخالفة للائحة، وتم إخبار الجميع بأن هذه اللائحة تم رفضها من قِبل الرابطة».
وتابع: «تم إبلاغ كل شُعبة بموعد الانتخابات قبل يوم واحد من إجرائها فى وقت متأخر جداً، دون تحديد الأماكن حتى آخر لحظة، أما فيما يخص موضوع الانتخابات فى منطقة (شرين أفلر) فى إسطنبول، فتوجهت إلى مكان انعقاد الانتخابات وبحثت عن اسمى فى الكشف وجلست فى البهو الخاص بالمكان حتى أغلق أحد الإخوة الباب لكى يمنع الآخرين غير المسجلة أسماؤهم من الدخول، فصوّرت الباب من الداخل لكى أثبت الحالة واضطررت لترك المكان.. وبعد ساعة تقريباً اتصل بى بعض الشباب يبلغوننى أنهم فى المكان، فعدت مجدداً فوجدت العديد من الشباب موجودين بالفعل بالداخل، وأن موظفاً إخوانياً طلب لهم الشرطة».
من جانبه، قال ثروت الخرباوى، القيادى الإخوانى المنشق، لـ«الوطن» إن محور الخلاف هو أن «عزت» كان يريد تكوين جيش أولاً ومن ثم الدخول فى مواجهة مع الدولة، حيث إن «كمال» يرى أنه يجب الجهاد حتى لو لم يكن معنا إلا أقل القليل.
وقال أحد شباب الإخوان فى السودان، رفض نشر اسمه، لـ«الوطن» إنه منذ الإطاحة بالرئيس السودانى السابق، عمر البشير، هناك اتجاه من شباب الجماعة للهروب السريع، خوفاً من الملاحقات الأمنية أو التسليم لمصر، ما دفع للتعامل مع جماعات سورية، تسهل لهم إصدار أوراق مزورة للسفر لدول أوروبا على أنهم مواطنون سوريون يرغبون فى اللجوء السياسى بسبب سوء الأحوال فى سوريا وعدم قدرتهم على العيش فيها.