البحيرة: وحدة الطب الرياضى ضمن المراكز المميزة على مستوى الجمهورية
وحدة الطب الرياضى بالبحيرة
مبنى صغير مكون من 3 طوابق بجوار استاد دمنهور الرياضى، فى محافظة البحيرة، لا يعرفه سوى بعض الرياضيين وقليل من أهالى البحيرة، الذين يحتاجون إليه فى بعض حالات الإصابات، أصبح بمثابة تجربة ناجحة بين وحدات الطب الرياضى على مستوى الجمهورية، وتم تصنيفه ضمن مراكز متقدمة بين أمثاله من المراكز الرياضية المتخصصة، مما دفع الكثيرين إلى المطالبة بتكرار التجربة فى عدد من المراكز الأخرى.
وأعرب عدد من الرياضيين، تحدثوا لـ«الوطن»، عن رغبتهم فى استنساخ وحدة الطب الرياضى فى أكثر من موقع بالبحيرة، مؤكدين أنها لا تخدم اللاعبين فقط، بل تقدم الدعم الطبى لكثير من المواطنين الذين يحتاجون إلى علاج طبيعى، وعمليات متعلقة بهذه التخصصات، وعلى الرغم من المزايا العديدة التى يقدمها مركز دمنهور للطب الرياضى، فإن الكثير من الصالات الرياضية لا تعرفه، ويلجأ غالبية اللاعبين إلى المراكز الخاصة التى توجد فى الإسكندرية على الأغلب، الأمر الذى يكلفهم مبالغ باهظة خلال رحلة علاجهم.
"غريب": إدارات الشباب تتكتم على الخدمات
على غريب، مدرب كمال أجسام، أكد أن هناك المئات من الصالات الرياضية المتخصصة فى تدريب كمال الأجسام، يخرج منها آلاف الأبطال فى هذه الرياضة، وأضاف: «نحن نصنع بطل كمال الأجسام بصعوبة، ولم يكن الغذاء والمكملات والتحميل فى التدريب هى العائق الأكبر لدى اللاعبين، بل تكون الإصابات خلال التدريب من أكثر العقبات التى تواجه اللاعب خلال فترة تجهيزه»، مشيراً إلى أنه فى كثير من الأحيان تسببت الإصابات فى حرمان أبطال من خوض المباريات المحلية والدولية.
وتابع «غريب» قائلاً: «لم نسمع عن مركز الطب الرياضى الموجود بالبحيرة إلا من وقت قريب جداً، كل ما نعرفه هو التوجه إلى الإسكندرية لعلاج اللاعبين، ولا نقبل أن يتهمنا أحد بالجهل بسبب عدم معرفتنا، بل نحن من نلقى باللوم على إدارات الشباب والرياضة لتعتيمها على الخدمات التى تقدمها للرياضيين»، واعتبر أن معظم إدارات الشباب والرياضة تختزل جميع الأنشطة الرياضية فى كرة القدم، ووجهت اهتمامها لهذه الرياضة دون غيرها من الألعاب الجماعية والفردية، والدليل على ذلك هو وجود المركز الطبى الرياضى باستاد دمنهور، وهو إشارة إلى أن المركز يخدم لاعبى كرة القدم المصابين فقط، على حد وصفه، واستطرد بقوله: «إذا توجه أى لاعب آخر تتم معاملته مثل الجمهور العادى، وهو ما نعتبره تمييزاً بين الرياضيين»، واختتم حديثه لـ«الوطن» قائلاً: «لا ننكر وجود خدمات طبية مميزة داخل المركز، ولكن لمن تقدم هذه الخدمات؟.. هذا هو السؤال».
بطل ملاكمة سابق: الخدمة موجهة للاعبى كرة القدم ونطالب بالمساواة
ومن داخل مركز الطب الرياضى بدمنهور، فى ساحة الانتظار الخاصة بالجماهير، داخل مكان لا ينقصه أى شىء من النظام والترتيب، تشعر بداخله وكأنك توجد فى أحد أكبر المستشفيات المتخصصة، التقينا محمد عنتر، بطل الجمهورية السابق فى الملاكمة، ومدرب حالى، حيث أكد أن مئات اللاعبين المصابين يتحملون أعباءً مالية باهظة، بسبب حرمانهم من العلاج داخل مركز الطب الرياضى بدمنهور، معتبراً أن «وزارة الشباب والرياضة تخلت عن دورها الرئيسى فى رعاية الرياضيين، وتصنف الرياضة حسب أهوائها».
وأوضح «عنتر» بقوله: «نحن هنا نصنع أبطالاً يرفعون اسم مصر عالياً فى العديد من المحافل الدولية، وكثيراً ما حصد لاعبونا الميداليات الذهبية وغيرها، ولم يعرف التكريم والتقدير طريقه إلينا، وإذا كنا لا نتلقى أى دعم مادى، فيجب على الدولة أن تقدم أبسط أنواع الدعم، فنحت لم نطلب سوى الرعاية الطبية للرياضيين، علماً بأن اللاعبين الذين نطلب لهم الرعاية الطبية، مسجلون فى الاتحادات الرياضية المختلفة، ومن حقهم التمتع بالرعاية الطبية، مثل لاعبى كرة القدم».
وأضاف بطل الملاكمة السابق أنه جاء إلى وحدة الطب الرياضى بدمنهور مصطحباً أحد اللاعبين بعد تعرضه لإصابة بالكتف أثناء التجهيز للبطولة التنشيطية، المقرر إقامتها بالنادى الأولمبى خلال الفترة المقبلة، وتابع بقوله: «للأسف فوجئت بأن مختلف الرياضيين، على عكس لاعبى كرة القدم، لا يحصلون على الدعم المالى، وهو عبارة عن تخفيض فى سعر التذكرة والكشف والعلاج الطبيعى»، مؤكداً أن اللاعب المصاب مقيد بالاتحاد المصرى للملاكمة، وإصابته حدثت أثناء التدريب، إلا أن التمييز حال بين اللاعب وحصوله على خدمة طبية مخفضة، بسبب أنه كان يقوم بالتدريب فى إحدى الصالات الخاصة.
وتساءل «عنتر»: «إذا كانت مراكز الشباب قد أغلقت أبوابها أمام راغبى ممارسة الرياضة، والجميع يعلم جيداً أن الألعاب فى مراكز الشباب حبر على ورق، وإذا خاض أى مركز شباب أى بطولة، فيكون من خلال لاعبى الصالات الخاصة، ونحن لا نمانع فى التدريب بمراكز الشباب، وكل ما نطلبه هو فتح الأبواب أمامنا فقط».
"الشباب": لدينا أفضل مركز بمصر
من جانبه، قال وكيل وزارة الشباب والرياضة فى البحيرة، الدكتور إبراهيم خضر: «لدينا أفضل مركز طبى رياضى على مستوى الجمهورية»، لافتاً إلى أن الطب الرياضى فرع من علم الطب، الذى يهتم بتقديم العلاج والتأهيل اللازم للاعبين الرياضيين، ويعتمد على تطبيق مجموعة من طرق علاج الأمراض والإصابات الرياضية، وتحديد نوعية الوسائل المناسبة للتعامل معها، وأيضاً يُعرف بأنه نوع من أنواع التأهيل الرياضى، الذى يتم تقديمه للرياضيين، والأشخاص الذين يمارسون الألعاب الرياضية، ويساهم فى توفير الوقاية اللازمة من الإصابات الرياضية.