خياران أمامهن كلاهما مر، إما أن يبحثن عن شقة يصل إيجارها الشهرى إلى ٤ آلاف جنيه أو يكتفين بسرير بسعر يتراوح بين 650 و١٠٠٠ جنيه، فى رحلة للبحث عن راحة مفقودة منذ أن قررن ترك أسرهن، والاغتراب إما للعمل أو الدراسة.
معادلة صعبة عنوانها المشقة وبطلها الاستغلال، روتها فتيات مغتربات فى مهمة للبحث عن سكن مناسب، حيث انقسمن لفريقين، الأول يرجح دفع مبالغ باهظة لاستئجار شقة مفروشة، من أجل الحصول على امتيازات تهون عليه البعد عن الأهل، ليدخل فى دوامة من المسئولية، ويتعرض لحوادث سرقة، ويعانى من مشادات وشجار لا ينقطع بين المستأجرين.
أما الفريق الثانى فقد فضل الإيجار بنظام السرير، باعتباره الأرخص، مقابل الخصوصية ودخول غرباء لغرفتهن، والنوم على فراشهن دون إذن.
"سارة": "أجَّرت أوضة وصالة بـ2100 جنيه فى بين السرايات"
جاءت سارة حسن، من السعودية لأداء امتحانها داخل كلية تربية قسم رياض أطفال بجامعة القاهرة، ظلت تبحث عن سكن مناسب لها، حتى وجدت غرفة مجهزة فى منطقة فيصل بألف جنيه شهرياً، لكنها كانت تريد مكاناً أقرب إلى الجامعة، فوجدت غرفة وصالة ثمنها 2100 جنيه فى منطقة بين السرايات: "المكان مش كويس بس غالى عشان قريب".
4000 جنيه للشقة و1000 جنيه للسرير
تتعجب "سارة" أن أقل سكن مناسب سعره 800 جنيه للسرير الواحد: "بدون تجهيزات، والحمام مشترك، أما السرير المقبول إيجاره 1000 جنيه"، مطالبة بتخفيض الأسعار، وإخضاعها للرقابة، رأفة بالأهالى.
"دعاء": "عايز سكن كويس ادفع كتير"
لم تجد دعاء فاروق، مكاناً فى المدينة الجامعية للطالبات، فاضطرت للبحث عن سكن خارجى، وتحكى تجربتها الأليمة فى أول سكن، حيث وجدت حشرات فتركته سريعاً، ثم تكرر الأمر فى السكن الثانى، وكان بـ700 جنيه، بينما استقرت فى سكن أفضل نسبياً أجرته بـ1300 جنيه فى الشهر: "كان بـ1500 اتحايلنا على صاحب السكن لحد ما وافق"، تدرس "دعاء" فى كلية علاج طبيعى، وتحتاج لمكان مستقل كى تستطيع المذاكرة: "اللى عايز مكان كويس يدفع كتير".
تشتكى أمانى سامى، من سوء المعاملة، التى وجدتها فى إحدى دور المغتربات بعد أن التحقت بها، بسبب المشرفة التى كانت تفرض سيطرتها بشكل مبالغ فيه، وتتحكم فيها بطريقة لم تتحملها، ورغم أن المبلغ كان فى متناول يدها، إلا أنها قررت المغادرة سريعاً لتبدأ رحلة البحث عن شقة للإيجار.
وواجهت أيضاً قيوداً، متمثلة فى سعر أعلى واهتمام أقل: "أنا جربت النظامين، كل ما أقابل حد ألاقيه مادى، يا إما أدفع له فلوس كتير يا إما هيتعبنى"، فضلاً عن جلوسها مع أشخاص غرباء عنها، الأمر الذى تسبب فى فقدانها الإحساس بالأمان: "فكرة إنى أقعد فى شقة من غير صحابى قاسية جداً".
تعليقات الفيسبوك