غلايات ووحدات كهرباء وديزل وبخار: مشاهد حية عن "مصر المستقبل"
مصانع الأمونيا
طريق رملى ممهد يشبه الفاصل بين الماضى والمستقبل، يفصل بين المصنع القديم ببواباته الصدئة وآلاته المتهالكة وبواباته المتآكلة، والمصنع الجديد بمكوناته العملاقة ومعداته المهيبة والطلاءات الحديثة نفاذة الروائح.. هذا ما وجدته «الوطن»، خلال جولتها داخل وحدات مصنع «كيما 2» الجديد ومرافقه وخدماته، ويعد إحدى القلاع الصناعية المهمة فى إنتاج الأسمدة والأمونيا، الذى يقع على مساحة 164 ألف متر مربع، بصحبة الدكتور حجازى محمد، مدير عام المشروع، والمهندس عصام خضرى رئيس قطاع الأمونيا.
وينقسم المصنع الجديد إلى 3 وحدات، أولها منطقة المرافق والثانية منطقة الأمونيا، والثالثة منطقة إنتاج اليوريا.
«محتاج غاز وهواء وماء وكهرباء ونيتروجين، بيتوفرلى غاز طبيعى، نحو 1000 متر مكعب فى الساعة»، هكذا بدأ «خضرى» حديثه عن مكونات منطقة المرافق، مشيراً بسبابته إلى الوحدات الموجودة فى منطقة المرافق قائلاً: «عندى وحدة معالجة ميه بجيبها من النيل، جزء منها بيدخل فى عملية الصناعة وجزء آخر لتبريد المعدات، وجزء ثالث بصنع منه دايرة حماية حول المصنع لتأمينه من أى احتمالات حرايق».
"خضرى": "إحنا أول مصنع استخدم التوربينة الغازية لتوفير الطاقة"
«عندى وحدة إنتاج هواء، خالى من الرطوبة بستخدمه فى الأجهزة اللى شغالة فى المصنع وفى العمليات نفسها، وعندى وحدة إنتاج نيتروجين بتدينى 1500 متر فى الساعة بستهلكه فى تطهير الوحدات اللى بشتغل فيها صيانة»، ويواصل حديثه عن معدات متشابكة أخرى، قائلاً: «يضاف إلى مكونات المصنع وحدة إنتاج كهرباء توربينة بخارية تنتج 27 ميجا، والاستهلاك الفعلى للمصنع من الكهرباء نحو 17 ميجا فقط، وفى حالة حدوث انقطاع للكهرباء لأى سبب، فهناك وحدتا ديزل للطوارئ تنتجان 5 ميجا كهرباء»، وإلى جانب ما سبق هناك وحدة إنتاج البخار، عبارة عن غلاية ضخمة تنتج 170 طناً فى الساعة يستخدم فى العمليات الإنتاجية.
وتبرز وحدة إنتاج الأمونيا بأنابيبها فارعة الطول شاهقة الارتفاع وتشابكها المعقد، تعكس حجم المشروع وضخامته، يشير إليها قائلاً بفخر: «وحدة إنتاج الأمونيا الحالية من أحسن الموجودات فى العالم، طن الأمونيا بيستهلك عندى نحو 6.89 ميجا كالورى، يعنى أقل من أى مصنع آخر بيستهلك نحو 7.4، وده بيدينى فرصة كبيرة أنافس بقوة»، مضيفاً: «الشركة المنفذة وفرت لى تكنولوجيا التوربينات البخارية والتوربينات الغازية، احنا أول مصنع فى مصر يستخدم التوربينة الغازية، توفر فى استهلاك الطاقة، إضافة إلى وحدة تنقية الغاز لدرجات عالية جداً».
وعلى نقطة أعلى أحد الأبراج فى المشروع يشرح «حجازى»، أجزاء المصنع ويبسط معداته المتشابكة، ويشير إلى قسم إنتاج الأمونيا قائلاً: «هحصل على 50 طن أمونيا فى الساعة، بدخلها على خزان يسع 10 آلاف طن، وعندى 3 مصادر لتوزيع الـ1200 طن اللى هحصل عليها يومياً، 300 للمصنع القديم و900 لتصنيع اليوريا، وعندى محطة تحليل أمونيا تمكنى من بيع الأمونيا خاماً سائلاً».
"حجازى": "الموقع ده كان صحرا.. وحالياً صورته النهائية حلم شايفه اتحقق"
ينظر «حجازى» من الأعلى على الموقع فى الأسفل، ويقول: «من سنين كان الموقع ده صحرا، مفيش غير كراكات ولوادر لزوم الحفر والإنشاءات الأولية، حالياً صورته النهائية دى كانت حلم شايفه اتحقق».
ويحكى مدير عام المشروع قائلاً: «أثناء الدراسات الهندسية للمشروع خرج إصدار جديد لقانون البيئة، ألزمنى أنزل بحدود انبعاثات الأمونيا من 150 لـ50 بى بى إم، حينها تم إجبار الشركة الأجنبية المنفذة تعمل تحديث للنسبة المقررة فى القانون، بحيث أكون أقل من القانون، وبعد مرور 10 سنوات أصبح متوافقاً مع البيئة».
سياسة إعادة الاستخدام، وإعادة تدوير المخلفات والاستفادة منها حاضرة بقوة فى المصنع الجديد، هكذا يضيف «حجازى»: «طلّعت منتج من المخلفات والانبعاثات اللى كانت هتتسرب للجو، بحجم 2 طن نترات أمونيوم تركيز 10%».
يختتم حديثه بتعبيره عن انتمائه الشديد للمصنع الجديد، الذى يعتبره «ابنه البكرى الذى يكبر أمام عينيه»، مستطرداً: «اللى شفناه فى نهايات المصنع القديم يجبرك إنك تراهن على نجاح المصنع ده، احنا بنشتغل فوق الـ18 ساعة فى اليوم، ما بنمشيش غير لما شغل اليوم يخلص والدنيا تستقر مهما كان التوقيت، مفيش حاجة اسمها ساعات عمل، احنا بنيجى الصبح الساعة 7 ونكمل طول اليوم لحد آخره، بنخرج نقضى مصالحنا ونرجع تانى».