"جاد" اختنق في بئر شطورة.. ابنه حاول إنقاذه فلقي مصيره
عادل جاد السيد
فاجعة كبيرة شهدتها قرية شطورة بمحافظة سوهاج، عقب مصرع 6 أفراد من أبنائها، أمس، داخل بئر مياه لري الأرض الزراعية واحدًا بعد الآخر، أثناء محاولتهم إنقاذ بعضهم.
جاد السيد مرسي، ونجلة أحمد، توفيا بعدما أقدم الأب على تنظيف بئر مياه لري الأرض الزراعية بإلقاء كمية من "مية النار" فيه، ما تسبب في تفاعلات كيمائية كبيرة نتج عنها غازات خانقة تسببت باختناق المزارع، وتوفي في الحال، فأسرع نجله لإسعافه فنال نفس المصير، واستغاثت زوجة المزارع بجيرانها فحضروا وتوفي الباقون واحدًا بعد الآخر حتى وصل عددهم لـ6 أفراد.
أحمد قبيص أحد أقارب المتوفين الاثنين، يروي لـ"الوطن"، أن جاد السيد مرسى، يبلغ من العمر 65 عاما، ولديه من الأبناء 8، ونجله أحمد يبلغ من العمر 35 عاما ولديه 5 أطفال.
جاد، هو مالك البيارة و"الماتور" الذي يعمل بداخلها، ويمتلك قطعة أرض صغيرة يزرعها ويبيع محصولها في الأسواق للإنفاق على أسرته، ونجله يمتلك مقهى صغير ويساعد والده في بعض الأحيان في عمله في الأراضي الزراعية، وفقا لحديث "قبيص".
حالة هستيرية من البكاء دخلت بها زوجة المزارع عقب وفاة نجلها وزوجها، فلم تستطع أن تتمالك نفسها من الصدمة، "بتصرخ وهي بتبكي.. تنادي على زوجها وابنها، ومبتردش على حد خالص".
من المعتاد أن يتم تنظيف البئر باستخدام الفأس ويتم بواسطة إزالة الطين الذي يمنع حركة المياه، وفي حالة استخدام مياه النار يستخدم عبوة أو اثنين على الأكثر، إلا أنه هذه المرة استخدم كميات كبيرة جدا تسببت في حدوث التفاعلات وحالة الاختناق، حسب "قبيص".
وتابع: "لولا البوليس والمطافي وصلوا بسرعة كان عدد المتوفيين وصل لأكثر من 50، لأن الناس كانت بتجري تحاول تساعد وتتخنق، بس لما البوليس وصل منع دخول أي شخص".