مسؤولون بشأن تقرير "الإحصاء": الطبقة المتوسطة ما زالت تعاني
صورة ارشيفية
تباينت الآراء بشأن تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات بأن بورسعيد هي أقل نسبة فقر على مستوى المحافظات، حيث وصلت إلى 7.6%، وقال يسرى رجب رئيس جمارك بورسعيد، إن طبيعة بورسعيد كمنطقة حرة جعلها تتمتع بمزايا منها إعفاءات كثيرة طبقا للقانون 12 الخاص بالمنطقة الحرة بإعفاء البصائع المستوردة التى تعفى بورسعيد من ضريبة الوارد، بالإضافة إلى أن الدولار يحسب حتى اليوم بـ70.7 قرض داخل الجمارك للبضائع بنظام المنطقة الحرة فيجعل البضائع رخيصة، ويقبل عليها أبناء المحافظات الأخرى وتعمل على انتعاش بورسعيد، وكذلك بيع أبناء المحافظة الحصص الاستيرادية بمبلغ يدعمهم معيشيا والإعفاءات الجمركية للسيارات المستوردة بنظام المنطقة الحرة تجعل أهل المحافظة يقبلون عليها.
وأضاف رجب أن هناك إقبالا على قطع غيار السيارات بأسعار منخفضة وكله يؤدي إلى زيادة الدخل، والمساعدات التى يخرجها الجهاز التنفيذي للمنطقة الحرة لأبناء المحافظة، بالإضافة إلى تشغيل أبناء المحافظة في مشروعات قومية منها حقل ظهر وشركات البترول والمنطقة الاقتصادية بشرق بورسعيد بمرتبات كبيرة أدى إلى إنعاش الاقتصاد.
وتابع رجب أن قانون الترشيد للقيمة الفعلية للبضائع بالجمارك وليس على حجم الحاوية المتبع سابقا والذى أصدره اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، قضى على التزوير وتحول لانضباط وعدالة وزيادة الانتعاش والإيرادات للمحافظة، وتضاعفت الحصيلة الجمركية مؤخرا لتكون جمارك بورسعيد من أعلى الإيرادت التى يتم تحصيلها على مستوى جمارك مصر وكلها أموال تذهب للجهاز التنفيذى لتدعم مشروعات منها أن بورسعيد أول مدينة رقمية وطبق بها التأمين الصحي الجديد وإنشاء مجمع 55 التابع للمنطقة الحرة وكلها تساعد الشباب على إيجاد وظائف لهم.
وأكد ممدوح حافظ رئيس نقابة المستخلصين الجمركيين ببورسعيد، أن تقرير الجهاز المركزي لم يظهر الحقيقة، حيث إن شباب بورسعيد يعاني البطالة والتجارة انتهت بالمحافظة بعد انتهاء المنطقة الحرة ومصانع الاستثمار بالمحافظة تقل يوميا آلاف العمال من خارج بورسعيد من القرى بالمحافظات الأخرى الذين يناسبهم المرتبات الضئيلة ويقبلون بأعمال لا يقبل بها أهل المدينة.
وأرجع السبب في التقرير إلى إمكانية وجود فئة في بورسعيد تحيا على التسول المقنن من خلال بيع البطاقات الاستيرادية مرة في العام وعددهم 36 ألف عائلة فقط ولهم سجل تجاري مثلهم مثل "فريد خميس" وهم يعيشون على فتات ثمن البطاقات وهي مثل إعانة وتذكرة بأيام الهجرة عندما كانوا يصرفون لكل مواطن 5 جنيهات وبطانية.
ولفت حافظ إلى أن الوضع غير آدمي في بورسعيد وآلاف الشباب لا يجد العمل ولا الزواج وارتفاع نسبة الطلاق بسبب الفقر.
مجدي كمال رئيس جمعية المستثمرين ببورسعيد، قال إن كثيرا من المراكز البحثية وليس تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات أظهر أن بورسعيد أعلى نسبة في زيادة معدلات الدخل وأقل نسبة فقر على مستوى المحافظات، مضيفا أنه عند تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل الجديد وجدوا عددا ليس قليلا من العائلات لديهم من اثنين إلى 8 سيارات خاصة وهي حقيقة لا ننكرها وتظهر بالعين المجردة في محافظة تكدس السيارات في الشوارع.
وأعزى رئيس جمعية المستثمرين ببورسعيد أن السبب هو المرتبات العالية في عدد من الشركات العالمية الموجودة بالمحافظة والبترول وبعض الشركات العامة، مشيرا إلى أن ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب يرجع إلى أن الشاب البورسعيدي يرفض العمل الذى لا يدر له دخل فوق المتوسط.
وأوضح خالد علام، مدير قرية المرجان التابعة للجهاز التنفيذي للمنطقة الحرة والمسؤول عن لجنة متابعة وتشغيل المصانع لشباب المستثمرين، أن بورسعيد مثل أي محافظة أخرى في مستوى الدخل والمعيشة وليست الأقل فقرا بل لأنها ذات مساحة صغيرة وليس بها ضواحٍ يجعل المراكز البحثية تعتقد إنها أقل فقرا، مشيرا إلى أنه يوميا يأتي له كثير من الشباب بحثا عن العمل، والشاب البورسعيدي يعمل أكثر من وردية أو مهنة وبكفاءة ليستكمل دخله وإيجار السكن في محافظة تعاني من ندرة الأراضي وأعلى ارتفاع لسعر المباني ولكن ما زال يرفض بعض المهن مثل عامل النظافة لاعتبارها مهينة ولدخلها الذي لا يناسب مستوى العيش في بورسعيد.
وقال إن بورسعيد كانت فى السابق من أقل المحافظات فى الفقر لوجود المنطقة الحرة وكان أبناء المحافظات الأخرى في مثل هذه الأيام يأتون إليها لشراء مستلزمات العيد والمدارس وتجهيز العرائس واليوم تشهد الأسواق ركودا تاما.
وقالت أمل مغازي، باحثة في الاقتصاد، إن بورسعيد بها أعلى نسبة ثراء فاحش لطبقة محدودة جدا، وأعلى فقراء لباقي السكان نتيجة للمنطقة الحرة واستيراد البضائع الممنوعة والتهريب التي رفعت البعض لأعلى مستوى مادي وجعلتهم يتحكمون في مستوى دخل السكان وأسعار الطعام والعقار بينما ما زالت الطبقة المتوسطة تعاني من الفقر والبحث عن طعام بسعر معقول فتجد طبيعة بورسعيد الجغرافية يحيط بها المياه من كل الجوانب والأسماك متوفرة ومع ذلك يرتفع سعرها بشكل مبالغ فيه لإقبال الطبقة العليا عليه ويضطر الفقير للعيش على بقايا الأكل.