قبل مقتله بـ3 سنوات: تشخيص "إبيفانيوس" لإخطار الرهبنة.. وروشتة علاجها
الأنبا إبيفانيوس
حذر من خطورة الملكية الخاصة وحسابات البنوك للرهبان.. وطالب «البابا» بإصدار قرارات مركزية لإعادة الرهبانية لأصولها الأولى
فى يومى 12 و13 يناير عام 2015، شخّص الأنبا «إبيفانيوس»، أسقف ورئيس دير أبومقار، الأخطار التى تعترض الشركة الرهبانية، ووضع روشتة لمواجهتها، وذلك خلال الكلمة التى ألقاها فى «سيمنار» الرهبنة الثانى الذى عقد بالمقر البابوى فى دير «الأنبا بيشوى» بوادى النطرون، بعد المؤتمر الأول فى 2013.
فى كلمته التى ألقاها الأسقف قبل مقتله بـ3 سنوات، استشهد بدير «أنبا مقار» كمثال لاستعراض مخاطر الحياة الرهبانية، واضعاً حلولاً واقتراحات لمواجهتها، ملمحاً لإمكانية وجود بعض التشابه فى بعض النقاط التى سردها مع بعض الأديرة القبطية الأخرى.
دعا إلى وقفة شجاعة لإعادة النظر فى الرسامات الكهنوتية بالأديرة.. وقصر الرسامات فى أضيق الحدود
وأشار الأسقف المغدور به إلى أن سبب ضعف الحياة الرهبانية يعود إلى كثرة عدد الكهنة فى الأديرة، الأمر الذى يحتاج إلى وقفة شجاعة بإعادة النظر فى الرسامات الكهنوتية داخل الأديرة، وقصر الرسامات على حسب الاحتياج وأضيق الحدود، لافتاً إلى أنه فى حال حدوث تساوٍ فى عدد الرسامات، فلن تنشأ مشاكل الغيرة بين الرهبان، وبالتالى يجب أن تكون هناك فى البداية توعية بأهمية الحياة الرهبانية حسب أصولها الأولى.
وتابع «إبيفانيوس»، بأن ثانى الأخطار هو ضعف مفهوم حياة الفقر الاختيارى، موضحاً أن الراهب يفترض أن يتخلى عن كل ما يملك قبل الرهبنة، ولكن كيف له أن يقبل بعد ذلك بالعطايا والهبات من أهل العالم وأقاربه، أو يقبل بما يسمى الميراث بعد وفاة أحد الأقارب، داعياً إلى توضيح «الفقر الاختيارى» فى حياة الراهب، محذراً من خطورة الملكية الخاصة فى الأديرة بكل صورها، وانتشار «القلالى» الشخصية، وملكية السيارات وحسابات البنوك والشقق الخاصة.
ثالث الأخطار، بحسب كلمات الأسقف، كان الانفتاح الزائد للأديرة على العالم بكل صوره، سواء كثرة احتكاك الرهبان بأهل العالم فى مواضيع البيع والشراء، وكثرة تعاملهم، خاصة المبتدئين، مع ضيوف الدير، الأمر الذى يحتاج إلى إعادة نظر فى فتح الدير سبعة أيام فى الأسبوع، وفقاً لرأيه.
ورابع الأخطار كان حول الاختلاط الزائد بالراهبات، مشيراً إلى أن هذا الخطر بدأ يظهر فى الآونة الأخيرة، قائلاً: «أصبحنا نسمع عن رهبان كثيرين يذهبون للصلاة فى أديرة الراهبات، أو حضور الراهبات للمشاركة فى أعياد واحتفالات أديرة الرهبان، الأمر يحتاج إلى توصيات لاقتصار التعامل على الأب المسئول المُعين من المجمع المقدس للنظر فى شئون الراهبات أو حل مشاكلهن، دون تورط باقى الرهبان فى تلك التعاملات».
وأردف الأسقف: «خامس الأخطار هو انصراف الرهبان عن محبة القراءة والبحث مع تغير المناخ العام فى الأديرة»، واختتم الأنبا «إبيفانيوس» كلمته، بالتأكيد على سهولة علاج كل ذلك عبر تشجيع الرهبان إلى العودة للأصول الأولى للرهبنة، أو بإصدار «البابا» قرارات مركزية يخضع لها الجميع لـ«إصلاح المسيرة الرهبانية».
اللافت للنظر أنه بعد وفاة الأسقف، اتخذت لجنة الرهبنة والأديرة بالمجمع المقدس فى أغسطس 2018، عدداً من القرارات لضبط الحياة الرهبانية والأديرة، كان معظمها ما نادى به الأنبا «إبيفانيوس» قبل رحيله.