منصور ياسين
لأسباب حياتية وجدوا أنفسهم مشردين فى الشوارع، يواجهون قسوة الأيام وحدهم، يحاربون من أجل البقاء، حتى احتضنتهم مؤسسة «معانا لإنقاذ إنسان»، خضعوا لبرامج تأهيلية وتعافوا من الأمراض التى سكنت أجسادهم، تحولوا بعد فترة إلى عمال داخل المكان، يخدمون إخوانهم بكل حب.
يعمل حمدى حسين، 42 عاماً، منذ فترة، مرافقاً للمرضى فى الدار، يحكى أنه عاش أسوأ لحظات حياته فى عام 2016، حين عاد من الإسكندرية ووجد شقة والديه مبيعة من قبل أشقائه، فسقط على السلم وأصيب بشلل: «اتصدمت ولقيت نفسى فجأة فى الشارع».
بعد أن كان يعمل كهربائى سيارات، عاش 6 أشهر مشرداً، حاول الانتحار أكثر من مرة، وتم إنقاذه حتى تعرف على شخص اصطحبه إلى الدار وبدأ حياة جديدة بمساعدة المسئولين فيه: «كنت ماشى على عكاز، عملوا لى عمليتين، لحد ما بقيت بامشى لوحدى»، فضّل العمل وبدأ يساعد الحالات، يسقيهم ويطعمهم ويراعيهم على مدار اليوم.
تجربة أخرى مر بها منصور ياسين، 71 عاماً، حين وجد نفسه على الرصيف بعد هدم بيته: «كنا ساكنين فى العشوائيات، ولما البيت وقع سكنت فى الشارع»، يتذكر حين تحدث إليه أحد المارة وسأله عن قصته وحكى له، ثم اختتم كلماته بالبكاء، فأصر أن يأخذه إلى الدار، ومن هنا عادت إليه الحياة مرة أخرى: «حسيت بالأمان، وأنه بقى ليا حق فى الحياة وهاموت بكرامة»، يعتبر الدار وطنه الذى آواه من بشاعة الفقر وقسوة الحياة: «حاسس إنى شريك فى الحلم».
تؤكد شيماء وحيد، سكرتير عام المؤسسة، أنهم يقدمون جميع الأنشطة التى تناسب كل فئة، سواء الشباب أو كبار السن، فضلاً عن تنمية مواهبهم، وإقامة الحفلات والرحلات لإسعادهم، إلى جانب برامج التأهيل لدمجهم فى المجتمع: «بنصالح الناس مع حياتها تانى».
تعليقات الفيسبوك