مع اقتراب حلول عيد الأضحى، استعدتا للموسم كعادتهما كل عام، بنصب الفرن الذى تحضران عليه الرقاق، بأحد شوارع منطقة عابدين، لتعلنا للجميع أن العد التنازلى للعيد بدأ.
تمسك «أم محمد»، 63 عاماً، بالمقشة لتزيل الأتربة من سطح الفرن، وتساعدها أختها «أم أميرة»، 58 عاماً، ولديها 4 بنات حرصت على تعليمهن جميعاً: «بنشترى الدقيق ونجيب الأمبوبة، ونعجن ونفرد ونكسر، والزبون بيستنانا كل سنة».
مهمة شاقة تمارسها الشقيقتان، ورغم ذلك تنتظران ذلك الموسم كل عام: «شغلانة صعبة، بنكون مش عارفين نلاحق على الشمس اللى فوق راسنا، ولا نار الفرن وحره، وربنا بيعينا»، حسب الشقيقة الكبرى، ليأتى حب الناس وإعجابهم بالرقاق، ليمحو كل لحظة تعب، ويبدلها سعادة ورضا: «كل عابدين بتستنانا، علشان بندى للشغل حقه، ومايبقاش عيد إلا لو أكلوا من إيدينا».
الرقاق البلدى الذى تخبزه «أم محمد» وشقيقتها، يختلف كثيراً عن الموجود فى المحال التجارية، وفقاً لروايتها، ولم يحددا سعره لهذا العام حتى الآن، المهمة التى تمارسانها منذ 18 عاماً، بمعدل مرتين كل عام، الأولى قبل رمضان والثانية فى موسم عيد الأضحى: «علّمنا نفسنا بنفسنا، أو تقدر تقول الزمن هو اللى علمنا».
تؤكد «أم محمد» أن الرقاق أكلة محبّبة لجميع المصريين، والدليل الإقبال الذى تشهده كل عام، حيث تعمل الشقيقتان من الصباح الباكر، وحتى التاسعة مساءً، ولديهما أحلام مختلفة وبسيطة: «نفسنا نعيش زى الناس، وأولادنا وبناتنا يعيشوا أحسن منا، ويبقوا فى أحسن حال».
لا تتردّد الشقيقتان فى إهداء الرقاق مجاناً، لأى زبون لا يملك ثمنه، للاحتفال بالعيد: اللى مش معاه بنديله، لازم نعذر الناس».
تعليقات الفيسبوك