توقعات عالمية بتخمة في أسواق النفط وانخفاض الأسعار خلال 2020
خام برنت - أرشيفية
توقعت الوكالة الدولية للطاقة تخمة أسواق النفط خلال عام 2020، على الرغم من الاتفاقية الأخيرة لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، والتي تهدف إلى كبح أي زيادة إنتاج في السوق العالمي، وتابعت الوكالة أن الرسالة الرئيسية لتقريرها الذي تم إعداده بعد مراقبة الأسواق العالمية عن كثب هي أن المعروض من النفط في الأشهر الستة الأولى من عام 2019 تجاوز الطلب بمقدار 0.9 مليون برميل يوميًا.
وقالت وكالة الطاقة الدولية، التي تتخذ من باريس مقرا لها، وتضم 16 دولة صناعية، وتهدف إلى العمل الجماعي لمواجهة أزمات النفط، إن هذا الفائض يزيد من تراكم المخزون الضخم الذي بدأ يظهر في النصف الثاني من عام 2018 عندما ارتفع إنتاج النفط كما بدأ تعثر نمو الطلب.
وصرح نيل أتكينسون، رئيس قسم صناعة النفط والأسواق في الوكالة لشبكة "سي إن بي سي" الإخبارية الأمريكية أنه بالإضافة إلى ما الأشهر التي تبقت من هذا العام، فإن التوقعات لعام 2020 تتمحور حول زيادة كبيرة في العرض لأن هناك نمو كبير في إنتاج الولايات المتحدة و بعض الدول الأخرى. وقال "أتكينسون": "لذلك، فيما يتعلق بمسألة إعادة التوازن إلى الأسواق، فإن ذلك لا يزال بعيدا بعض الشيء".
وكانت منظمة "أوبك" وحلفاؤها بقيادة روسيا قد أبقت على 1.2 مليون برميل في اليوم كسقف للإنتاج منذ بداية العام، وجدد تحالف الطاقة، الذي يشار إليه أحيانًا باسم "أوبك +"، الأسبوع الماضي الاتفاق حتى مارس 2020 لتجنب تراكم المخزونات التي قد تتسبب في انهيار الأسعار.
وقالت وكالة الطاقة الدولية: "إن القرار الذي كان متوقعا بشكل كبير من قبل وزراء "أوبك +" بتمديد اتفاق الإنتاج إلى مارس 2020 يمنح توجيهات لكنه لا يغير النظرة الأساسية لسوق العرض المفرط" ، حيث بلغ سعر خام برنت القياسي الدولي حوالي 66.99 دولارًا صباح اليوم، مرتفعًا بنسبة 0.7٪ تقريبًا، في حين كان سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عند 60.52 دولار، مرتفعًا بنسبة 0.5٪ تقريبًا، وأضافت وكالة الطاقة الدولية إن المخاوف من تباطؤ الطلب العالمي تسببت في انخفاض خام برنت بنسبة 10 ٪ في يونيو، على الرغم من العوامل الجيوسياسية.
وتابعت وكالة الطاقة، اليوم، أنها تتوقع زيادة 2.1 مليون برميل يوميًا في إمدادات النفط من خارج أوبك العام المقبل، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى ارتفاع الإنتاج الأمريكي، ومن شأن ذلك أن يمثل زيادة طفيفة عن مليوني برميل يوميًا في عام 2019، ما يقلل من الطلب على خام أوبك.
وتابعت أن الانخفاض المتوقع في الطلب على خام أوبك في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2020 يشهد انخفاضًا في إنتاج المجموعة إلى 28 مليون برميل يوميًا، وهو أدنى مستوى له منذ الربع الثالث من عام 2003.
وكانت منظمة "أوبك"، نشرت تقريرا، أمس، قالت فيه إنها تتوقع أن ينخفض الطلب العالمي على الخام العام المقبل مع زيادة المنافسين الإنتاج، وقالت أوبك، في أول توقعاتها لعام 2020، إن العالم سيحتاج إلى 29.27 مليون برميل من النفط الخام يوميًا من أعضاء أوبك البالغ عددهم 14، عام 2020، بانخفاض 1.34 مليون برميل يوميًا عن العام الحالي.
ويبرز التراجع المتوقع في الطلب على خام أوبك التعزيز المستمر لسياسة خفض العرض التي يتسبب فيها إنتاج النفط الصخري وغيره من المنافسين، ومن المحتمل أن يعزز ذلك قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات على إيران وفنزويلا العضوين في أوبكن كما تفوقت الولايات المتحدة على المملكة العربية السعودية وروسيا لتصبح أكبر منتج في العالم هذا العام.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، حذر رئيس أبحاث النفط والغاز في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في مؤسسة "جي بي مورجان" المملكة العربية السعودية وأوبك من العمل لاستعادة بعض حصتها في السوق من الولايات المتحدة قبل وقت طويل، ومن المتوقع أن يتسارع نمو الطلب العالمي من 310 ألف برميل، وهي كمية ضعيفة بشكل استثنائي" في الربع الأول من عام 2019 و 8مم ألف في الربع الثاني، ليصل إلى 1.8 مليون برميل يوميًا في النصف الثاني من العام بأكمله، وذلك بحسب توقعات وكالة الطاقة الدولية. وبالنسبة لعام 2020، قالت الوكالة إن معدل نمو الإنتاج سيبلغ 1.4 مليون برميل يوميًا، مقارنة بـ 1.2 مليون برميل يوميًا هذا العام.
من جانبه، توقع بنك جولدمان ساكس، في تقرير له، استقرار أسعار النفط في 2020 دون تغيير عند حوالي ستين دولارا للبرميل لبرنت و50.55 دولار لخام غرب تكساس الوسيط، وقال البنك إن استعداد أوبك لمواصلة التنازل عن حصة من السوق يحد من انخفاض الأسعار، ومن جهة أخرى، انخفضت أسعار النفط بفعل مخاوف بشأن الطلب بعد أحدث مؤشرات على استمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، كما تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 14 سنتا إلى 97.63 دولار للبرميل.
وتؤثر التوترات السياسية في المنطقة على أسعار النفط، حيث أعلنت بريطانيا أنها سترسل سفينة حربية إلى الخليج العربي، وسط تصاعد التوتر مع إيران بعد محاولات لاستهداف ناقلة بريطانية، وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت إن السفينة "أتش أم أس دنكان" ستنتشر في الخليج بينما ستخرج السفينة "أتش أم أس مونتروز" من المهمة لأعمال صيانة مخططة سلفا.
وأكد "هانت" أن بلاده ستواصل مع شركائها الدوليين دعم حرية حركة السفن العابرة بهذا الممر الحيوي، وأوضح الوزير البريطاني أن لندن لا تسعى لتصعيد الوضع بشأن إيران، قائلا:" نريد تجنب تصعيد قد يكون خطيرا".
ومن المقرر أن تصل السفينة "إتش إم إس دنكان" إلى الخليج العربي في الأيام المقبلة، بعد أن أكملت مؤخرًا تدريبات لحلف شمال الأطلسي في البحر الأسود، كما ذكرت وكالة "رويترز" أن المتحدثة باسم رئيسة وزراء بريطانيا أكدت أن المناقشات مستمرة مع الولايات المتحدة بشأن بناء وجود عسكري في الخليج، كما وأعلنت شرطة جبل طارق توقيف اثنين من أفراد طاقم ناقلة النفط الإيرانية المحتجزة.
وفي وقت مبكر من صباح أمس، أعادت وزارة الخارجية الإيرانية تحذير بريطانيا من إجراءات متبادلة إذا لم تفرج عن ناقلتها النفطية العملاقة التي احتجزها مشاة البحرية الملكية البريطانية في جبل طارق، الأسبوع الماضي، للاشتباه بخرقها عقوبات أوروبية بنقل النفط إلى سوريا، وذكرت وكالة رويترز أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي أبلغ وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء بأن إيران تدعو بريطانيا للإفراج الفوري عن الناقة.
ويأتي هذا التحذير بعد يوم من مواجهة إيرانية بريطانية في مضيق هرمز، حيث قالت لندن إن ثلاث سفن إيرانية حاولت اعتراض سبيل ناقلة نفط مملوكة لها لدى مرورها عبر مضيق هرمز، الذي يتحكم في تدفق النفط من الشرق الأوسط للعالم، لكنها انسحبت بعد تحذيرات من الفرقاطة "مونتروز" التابعة للبحرية الملكية البريطانية.