«البدرى» شيخ الحسبة
فى كل الصور التى التُقطت له ظهر رافعاً سبابته مهدداً كل من يقف أمامه بأن مصيره المحكمة.. بلحية بيضاء وعينين صغيرتين وعباءة دائماً على كتفه، رحل الشيخ يوسف البدرى، عضو مجلس الشعب الأسبق عن عمر يناهز 67 عاماً، بمستشفى الحسين الجامعى، بعد رحلة طويلة مع أمراض الكبد والسكر والضغط.
«البدرى» الذى كان داعماً للإخوان وكان من المعتصمين بـ«رابعة العدوية»، وحضر أكثر من مرة وكان موجوداً به قبل فض الاعتصام بيومين.
وُلد الشيخ يوسف البدرى العالم فى محافظة الشرقية عام 1938م، ،تخرج فى كلية دار العلوم سنة 1959م، وتعرض لمرض «الرمد» وظل يعالج فى صغره حتى استعد لدخول الأزهر «كفيفاً» ثم عاد إليه بصره فى سن الخامسة.. عرف الشيخ يوسف البدرى نفسه بأنه «وُلد فى العصر الملكى وكان شاباً فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ثم رجلاً على عهد السادات، ثم شيخاً فى عهد مبارك».
يعرف «البدرى» بأنه «عدو الإعلام الأول» بعدد القضايا التى رفعها لوقف برنامج أو إغلاق قناة أو وقف طباعة صحيفة.. وحصل على عدد كبير من أحكام ضد صحفيين كبار، منها حكم ضد الشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى، بتغريمه عشرين ألف جنيه، وضد الروائى جمال الغيطانى والصحفى محمد شعير اللذين تم تغريمهما 20 ألف جنيه، بالإضافة لحكم صدر لصالح «البدرى» ضد رئيس المركز القومى للترجمة الناقد المصرى جابر عصفور وصحيفة «الأهرام» بتغريمهما مبلغ 50 ألف جنيه مصرى.
أعلن «البدرى» عن تشكيل حزب سياسى بعنوان «الصحوة» فى عهد الرئيس السادات، وكتب فى برنامج الحزب أن «لا جماعات فى الإسلام وتعالوا بنا على كلمة سواء ونحن جميعاً كما قال السابقون، أهل السنة والجماعة» وتقدم بأوراقه عام 1980 ورفضته المحكمة الإدارية العليا عام 1988، وتم انتخابه عضواً بمجلس الشعب عن دائرة المعادى وحلوان عام 1987 ثم تم حل مجلس الشعب حيث وقع الغزو العراقى على الكويت وكان وكيلاً لحزب الأحرار الاشتراكيين برئاسة الراحل مصطفى كامل مراد.
لم يكن «البدرى» بعيداً عن الجدل السياسى برغبته فى إنشاء «وزارة الحسبة» فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك.
ويعد «البدرى» أحد مؤسسى جامعة الدراسات العربية والإسلامية بباكستان ومدير وإمام مجمع عمر بن الخطاب الإسلامى بالولايات المتحدة، وعمل فى الإفتاء والوعظ العام بإمارة الشارقة بدولة الإمارات، واشترك فى حركة تعريب، وتولى رئيس قسم اللغة العربية بجامعة دار العلوم بكاراتشى بباكستان.
ألَّف أكثر من أربعين كتاباً فى العلوم الإسلامية والعربية منها «اللسان العربى لغير الناطقين به».