أهالي قنا ينتقدون تأخر تنفيذ مشروعات مياه الشرب
وعود ومواعيد كثيرة أطلقها مسؤولون في محافظة قنا، وخاصة من الشركة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي في جنوب الصعيد وفرع الشركة بقنا، حول افتتاح مشروعات مياه الشرب؛ لحل مشكلة تؤرق مئات الآلاف من المواطنين في قرى ومدن المحافظة، فرغم مرور المدد المحددة للانتهاء من محطات المياه وكان آخرها 30 يونيو الماضي إلا أن هذا لم يتحقق.
كان الوعد الأول تلقوه أهالي مدينة فرشوط وقراها ونجوعها، في نهاية فبراير من العام الحالي، من أحد المسئولين عن التشغيل التجريبي لمحطة فرشوط التي تقع على مساحة 15الف متر مكعب بتكلفة 130 مليون جنيه في تاريخ غايته 30 مارس؛ لتنتهي معاناة الأهالي في الحصول على احتياجاتهم من المياه من محطات مياه نجع حمادي التي تضخ بضع ساعات ولا تكفي المواطنين.
وقال عبدالرحمن الفرشوطي، أحد أبناء مدينة فرشوط، ما زلنا نعاني من من كثرة الوعود فبعد وعد 30 مارس الذي لم يتحقق جدد المسئولين في المحافظة وعودهم أن التشغيل التجريبي سيتم تأجيله بسبب تأخر المقاولين في تنفيذ مهامهم، حتى شهر مايو، وعندما اشتد الأهالي غضبًا بسبب احتدام المشكلة في شهر رمضان جددوا وعدهم على 30 يونيو، وانقضى ولم يتم تشغيل المحطة إلى هذه اللحظة.
أبو ملاك عبده صموائيل، قال "المشكلة واضحة في أي مشروع أن عدم اعتماد التوريدات المالية للمقاولين أدى إلى تأخرهم في تنفيذ خططهم، ومنها عدم توصيل خط المياه أسفل السكة الحديد عبر الدفع النفقي"، مطالبًا الحكومة بتوفير الاعتمادات المالية للانتهاء من المشروع الحيوي الذي سيخدم عشرات الآلاف من المواطنين، ورفع كاهل كبير عليهم في البحث عن مياه الشرب.
مشكلة مياه الشرب ونقصها ليست في مركز فرشوط فقط بل في مركز دشنا الذي يعاني قراه ونجوعه منها، فالرغم من أن التوسعات التي تجرى في محطة المدينة بزيادة انتاجها إلى الضعف 800 لتر في الثانية بدلا من 400 لتر في الدقيقة، بتكلفة 120مليون جنيه، وتوقف العمل في محطة السمطا التي تخدم قرية أبودياب شرق وغرب بسبب مشكلة في توفير موارد مالية لمدة المأخذ إلى نهر النيل بدلا من ترعة الكلابية، كان مقرر لهذه المشروعات التسليم في 30 يونيو المنقض منذ أيام قليلة، بحسب تصريحات المسؤولين في المحافظة.
وقال أحد المسؤولين في شركة مياه الشرب في دشنا، إن مشكلة تأخر تسليم محطة مياه دشنا قلة المورد المالي، وأن مشروع التوسعات سينتهي بعد شهرين على الأقل وليس كما تم تحديده في 30 يونيو، مطالبًا الشركة المسؤولة عن التنفيذ سرعة الانتهاء لضخ المياه، أما بالنسبة لمحطة السمطا سيتم استئناف العمل بها قريب بمد المأخذ على نهر النيل.
الحال نفسه، في قرية حجازة بمركز قوص جنوب قنا، أكبر قرى المحافظة والتي يتخطى عدد سكانها 110 آلاف نسمة، بمحطة مياه القرية وتوقف العمل بها بسبب مأخذ مياه الشرب على ترعة الكلابية وعدم الانتهاء منه وتشغيل المحطة ورفع معاناة المواطنين في البحث عن المياه.
وقال محمد رفاعة، أحد أبناء قوص، إن القرية بسبب المياه الملوثة بها أكثر من 110 حالات فشل كلوي، مطالبًا المسؤولين سرعة الانتهاء من تشغيل محطة مياه الشرب.
من جانبه، قال اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا، إن هناك جهد كبير يبذل في حل مشكلة نقص مياه الشرب في المحافظة من خلال المتابعة الميدانية على عمليات التنفيذ لتشغيل المحطات والتوسعات الجديدة، مؤكدًا أنه في القريب العاجل سيتم الانتهاء منها، بالنسبة لمحطة السمطا جرى اعتماد ثمانية ملايين جنيه، لمد مأخذها على نهر النيل.
وأضاف أن قطاع مياه الشرب بقنا شهد طفرة كبيرة خلال الأربع سنوات الماضية ساهمت في إيصال المياه العذبة لعدد كبير من المناطق المحرومة، وتطوير العديد من محطات المياه.