م الآخر| دعوة للتفكير قبل التكفير.. سفك الدماء
سأتكلم هنا عن سفك الدماء ، من يريد أن يتحمل دم إنسان ؟ لا يوجد أي مبرر على وجه الأرض يجعلك تدعو إلى قتل إنسان حتي لو كان كافرا، فهو لم يعتدِ عليك شخصيا، فهذه الروح مسؤولية خالقها فقط ، ومع ذلك هو ضد القتل.
من يحرض على القتل ينفذ إرادة الشيطان، لأنه لا يمكن أن ننسب جريمة القتل للشيطان في أوقات وفي أوقات أخري ننسبها إلي الله ، فحاشا لله بأن يتقاسم نفس الصفات مع الشيطان .
فالضعيف في الحجه والإيمان يكون سريع الغضب وسريع الغلط في الآخر ، ولا يتقبل أي أراء معارضه له ، حتي يصل الحال به إلي الدعوه بإهدار الدم لأي سبب .
ولا أعرف من أعطاه السلطه وخوله لفعل ذلك ؟
أما الله القوي الصبور لا يمكن أن يبيح دم أحد حتي لو كفر ، لمعرفته بمدي ضعف هذ الشخص ، فهذه مسألة وقت سيبحث فيها إلي أن يعود إلي صوابه .
فلماذا أنت أيها الإنسان تقطع عليه الطريق وتحل دمه ؟؟
الإنسان عندما يقتل أحد أو يدعو لذلك يكون خائفا من هذا الشخص أو يمثل له نوع من أنواع التهديد.
فهل تعتقد أن من يدعو تحت إسم ( الله ) بإهدار دم أي شخص علي وجه الأرض ، أنه بهذا يكون أبعد مصدر هذا التهديد عن الله ؟؟
يجب أن نعلم جميعا أن الله بعيد جدا عن أي تهديد ولا يحتاج حمايه من أحد ، فلماذا تصر علي تشويه صورة الله بهذه الطريقه ؟ وتريد أن تنسب إليه دعاوي إهدار الدم ؟
أريدك أن تفكر معي ، فالله عندما خلق هذا الشخص المهدر دمه لأنه ألحد أو تحت أي سبب آخر ، فالله علي علم عندما خلقه بما سيحدث له ومنه إلي أن يموت ، ومع ذلك قرار خلقه يرجع له وحده وله حكمته في ذلك .
ولم يخلقك أنت يامن تدعو الآخرين بإهدار الدم مخصوص لتبني مثل هذه الدعاوي ، فالله ليس ضعيفا ليدعوك أنت لكي تكمل له عمله بإراقة الدماء .
فالله علي علم بأنه سيخطيء ويمكن أيضا أن يخطيء في حق خالقه ومع ذلك خلقه ، وعلي علم أيضا أنه سوف يمر بعدة مراحل في حياته إلي أن يصل لهدفه عن طريق التجربه التي سوف تثبت له في النهايه أنه مخطيء ، وممكن جدا أن يتوب ويرجع إلي الله ، والله سوف يسامحه عن كل ما إقترفه في حقه .
فالله رحيم جدا لدرجه لا يمكن أن يتخيلها البشر الضعيف ، الذين يريدون أن يقصوا بأقصي سرعه أي شخص بدون أستخدام الحكمه معه وإعطاؤه الفرصه والوقت الكافي أو حتي إستعمال الحوار البناء البعيد عن العنف وإراقة الدماء التي هي أصلا من فعل الشيطان .
إذا كان العنف والقتل لا ينسبوا إلي الشيطان ...... فإلي من ينسبوا ؟؟
الذي يدعو بإراقة دم شخص آخر تحت أي مسمي يكون آداه من أدوات الشيطان يحركها كما يريد لنشر الكراهيه والفرقه والعنف والقتل وكل ما هو عكس ما يدعو إليه الله .
فالشيطان نجح بجداره بإستعمال أدواته ونشر قناعاته علي الأرض من أن يبث العنف والكراهيه والقتل ..... الخ
لا يوجد أمان ولا حب ولا رحمه ولا سلام ، أصبحنا نتكلم بلغة الأسلحه والحرب والدمار وإراقة دم الآخر .
لماذا أبعدنا الله عننا وإتخذنا الشيطان مرجعا لنا ؟
الله رحمته واسعه جدا جدا، سأعطيكم مثال علي مدي رحمة الله علينا
الوالدين عندما ينجبوا أبناء يربوهم ويسهروا علي راحتهم ويحرموا نفسهم من كل شيء من أجل أبنائهم ، وبعد أن يكبروا وفي مرحله عمريه معينه يصبحوا متمردين علي كل شيء ، وتصل إلي حد بأن يخطؤا في حق والديهم بإستعمال العنف اللفظي والجسدي أيضا ، وبعد هذا كله يكون الوالدين علي أتم إستعداد بأن يسامحوهم وأن يفتحوا معهم صفخه جديده ، فهذا يحدث من البشر .
فهل تعتقد بأنهم أكثر رحمه من الله ؟؟ فما بالك بالذي لديه الرحمه المطلقه وبدون حدود ، والله يسامح أيضا بلا حدود.
ولا بد أن تعلم أيضا علم اليقين أن الله يظل يحبك تحت أي ظرف حتي لو أنكرته .
الله ثابت وغير متغير ، فالحب هو الطريق الوحيد له ، الله لا يعرف الكراهيه ، فهو أكبر من كل هذه التفاهات ولا يري فينا أي عيوب ، كل ما يراه بعض الضعف والتشتت والضياع أحيانا ، ما يجعلنا أن نحيد عن الطريق الصحيح .
ولكننا سنصححه في النهايه ونعرف الصواب .
الله لديه طرق عديده جدا ومختلفه تكون مسموحه لكل البشر بأن يجتازوها للنهايه ، لكي نصل كلنا إلي أهدافنا وبأن نعرف الله معرفه صحيحه وعميقه لا يمكن أن يتزعزع .
ولكن كل شخص له تجاربه الخاصه وطرقه الخاصه أيضا ، فما ينفعني لا ينفع غيري ، وما يؤثر في ليس بالضروره أن يؤثر في غيري .
فأنتم يامن تحلون دم الآخر كان بالأحري لكم أن تكونوا إيجابين معه وأن تقفوا بجانبه وتعطفوا عليه بدون أي ضغط .
إجعل نفسك سبب وهمزة وصل لا همزة فصل .
أريدك أن تفكر وتسأل نفسك ، بماذا سيفيد الله قتل شخص بدعوة إهدار دمه ؟
المستفيد الوحيد هو من أهدر دمه لأنه سيختفي من أمامه ويزال من طريقه ، وأيضا سيستعمل كاكارت إرهاب للآخرين .
أما الله فيكون هذا الشخص المهدر دمه في قبضته سواء كان حي علي الأرض أو اصبح روح بعد أن قتل ، في كلتا الحالتين هو في قبضة يده وغير بعيد عنه . من المستفيد من قتل هذا الشخص ؟
ويمكن أيضا أنه لا يكون خاطيء من أساسه ويكون كل الموضوع إختلاف في وحهات النظر ، وهذا يحدث كثيرا جدا ، بأن معظم الأشخاص الذين لديهم مواقفهم الخاصه في إحترام الحريات ويدعو الآخرين بأن لا يرضخوا إلي هؤلاء الناس المتحدثين بإسم الله ، وبأن لا يتبعوهم في فتاوي ثقافة القتل والتخوين والتكفير .
هنا هؤلاء الأشخاص أصبحوا أعداء شخصيون لهم ويريدون أن يبعدوهم عن طريقهم بدعاوي إهدار دمهم .
هنا يجب أن نفكر فلقد إتفقنا من البدايه أن من يقتل أو يدعو بذلك يكون خائفا من هذ الشخص أو يكون بمثابة تهديد له ، فالمثقفين ومن يدعون إلي الحريات وعدم الرضوخ إلي إرهاب الفكر أو العنف الجسدي ، يكونون بمثابة تهديد لمن يتبعون ثقافة القتل .
لماذا نتبع الآخرين بدون أن نفكر ، من صاحب المصلحه الحقيقيه في ذلك ؟
الله واضح جدا ويعلم تماما أنه لا يمكن أن يبيح القتل تحت أي ظرف ، لأنه يعلم تماما أن البشر سوف يوظفون كل شيء حسب أهواءهم الخاصه ومصالحهم الشخصيه .
يجب أن لا نسمح لأحد بأن يحكم قبضته علينا ، بعد أن كنا أسياد أنفسنا وعبيد الله الكامل وحده لا غير ، نصبح عبيد لبعضنا البعض ، ويركبنا الخزي والعار ، وننحني لمن يستعبدنا تحت أي مسمي ، وسوف يبيع ويشتري فينا ويستبيح أعراضنا أيضا تحت أي مسمي .
لا تعتقد أبدا ولا تحلم أن الذي يستعبدك من البشر سوف يعطيك الحق في أي شيء أو يجعلك تعيش بكرامه .
حقك وكرامتك يأتون فقط من خالقك ، وانت تنازلت عنهم .