جمال عنايت يحكي عن 45 سنة "صحافة وإعلام": محاولات تطوير لم تكتمل
الإعلامي جمال عنايت
تزخر الشاشات المصرية بعدد كبير من إعلاميي برامج "التوك شو" الذين يطلون على المشاهدين في برامجهم سواء كانت يومية أو أسبوعية عبر الفضائيات المختلفة.
"الوطن" حاورت عددا من هؤلاء الإعلاميين الذين تحدثوا عن نشأتهم ومسيرتهم الإعلامية ورأيهم في المشهد الإعلامي الحالي والغرائب التي واجهتهم وأيضًا رأيهم فيما يحدث في مصر الآن.
جمال عنايت مقدم برنامج "القاهرة اليوم" عبر فضائية "اليوم"
حكى الإعلامي جمال عنايت تفاصيل 45 عاما قضاها في العمل الصحفي والإعلامي متنقلًا بين عدد من الجرائد والمجلات ومبدلًا دوره من خلف الكاميرات إلى مواجهتها عبر عدد من الفضائيات وذلك في حوار خاص مع جريدة "الوطن".
عنايت يحكي عن طفولته وشبابه
تحدث عنايت عن طفولته حيث ولد في شارع إسماعيل أباظة بجاردن سيتي وتعلم في مدرسة آمون الخاصة بشارع ضريح سعد زغلول وكانت المدرسة مجاورة لمنزلهم، متذكرًا من زملاء طفولته الكاتب الصحفي عمرو الخياط، رئيس تحرير أخبار اليوم، بينما كان يسكن معهم في نفس "العمارة" الفنان الراحل صلاح منصور ورسامي الكاريكاتير إيهاب شاكر وبهجت عثمان وكانوا يرتبطوا بعلاقة صداقة وطيدة مع والده وأيضًا كان يسكن معهم في نفس العمارة الفنان الراحل حسين الشربيني.
وأوضح عنايت أنه تعلق بالفن منذ طفولته وتعلم العزف على الدرامز في المرحلة الإعدادية في مدرسة آمون واحترفه لمدة تقارب العامين وفي المرحلة الثانوية التحق عنايت بمدرسة مصر الجديدة الثانوية وكان زميله فيها يحيى راشد وزير السياحة السابق، وهشام عز العرب رئيس البنك التجاري الدولي، متذكرًا من هذه المرحلة أن مدرس الرياضيات كان سيد متولي والذي تولى رئاسة النادي المصري البورسعيدي فيما بعد.
عنايت و45 عاما في مجال الصحافة والإعلام
وقال جمال عنايت إنه حصل على 81% في الثانوية العامة والتحق بكلية الإعلام جامعة القاهرة وتخرج فيها عام 1977 وبدأ العمل الصحفي قبيل تخرجه، في مجلة روز اليوسف عام 1975 وعمل بعد التخرج في مجلة صباح الخير وبعدها في جريدة الشرق الأوسط ثم أنشأ جريدة خاصة لحسابه أطلق عليها "اليوم" ثم ساهم في إصدر جريدة "العالم اليوم" مع الكاتب الصحفي والإعلامي عماد الدين أديب معتزًا بعمله كصحفي: "أنا صحفي وسأظل صحفيا".
زامل عنايت الإعلامي عماد أديب لفترة طويلة وعمل معه كرئيس تحرير لبرنامج "على الهوا" الذي قدمه الإعلامي عماد أديب عبر شاشة قناة "أوربت" والذي يعتبر أول برنامج يستقبل مكالمات المشاهدين على الهواء وكان يعتبر سابقا لعصره، لافتًا إلى أنه قدم هذا البرنامج خلفًا لأديب.
قدم عنايت برنامج "أبعاد"، كما خاض تجربة تقديم البرامج عبر القنوات المفتوحة وقدم أحد البرامج على التليفزيون المصري "مقابلة شخصية" لمدة 63 حلقة، وقدم برنامج "مساء جديد" عبر شاشة قناة "التحرير" التي تحولت إلى "TEN".
وقدم عنايت برنامج "شاهد عيان" ثم كانت المحطة الأخيرة ببرنامج "القاهرة اليوم" والذي يعتبر من أقدم برامج التوك شو وهو البرنامج الرئيسي على قناة "اليوم" وكان يقدمه الإعلامي عمرو أديب الذي انتقل لقناة "ON E" بعدما ترك "أوربت".
عنايت يعتبر أن قنوات "أوربت" أفادته وصاحبة الفضل عليه ولم تؤثر على انتشاره باعتبارها قناة مدفوعة، مؤكدًا أن المستقبل سيكون للقنوات المدفوعة وتنبأ بأن تكون كل القنوات في مصر مدفوعة: "الحمد لله دلوقتي إن الناس كلها في الميديا رايحين ناحية القنوات المدفوعة ومش هيبقى فيه قنوات ببلاش".
جمال عنايت: محاولات لتنظيم المشهد الإعلامي ولكنها لم تكتمل
وعن المشهد الإعلامي في مصر قال عنايت إن هناك محاولات لتنظيم المشهد الإعلامي ولكنها محاولات غير مكتلمة حتى الآن، لافتًا إلى أنه يشاهد كل الإعلاميين ولكنه ينبهر بأداء الإعلامي عماد أديب نظرًا للصداقة وعشرة العمر التي بينهم "صديقي وأخوايا وتزاملنا من سنة 74 لحد النهاردة".
وعن الفرق بين الإعلام في الماضي والإعلام الحالي أوضح عنايت إن المجتمع كان مختلفًا والظروف السياسية كانت مختلفة "أنا كنت بشتغل في روز اليوسف أيام مكانت بتوزع 110 آلاف نسخة".
عنايت أبدى ضجره مما سماها "مدرسة الصوت العالي" في الإعلام معتزًا بانتمائه لمدرسة العقل والتي ينتمي إليها إعلاميون كُثر مثل شريف عامر وعماد أديب وعمرو عبدالحميد، لافتًا إلى أنه يتمنى استضافة المهندس كامل الوزير وزير النقل، وأن يجري حوارًا معه.
وعن أبرز من أثروا في مسيرته وتعلم منهم أكد عنايت أنه تعلم من الكاتب الصحفي صلاح حافظ والكاتب الصحفي فتحي غانم، مشيرًا إلى أن أول معلم له كان والده الكاتب الصحفي والمفكر راجي عنايت والذي له عدد من الكتب والمؤلفات وكان يهتم بالعلوم والفنون نظرًا لأنه تخرج في كلية العلوم قسم الرياضة البحتة ودرس النحت في كلية الفنون الجميلة.
عنايت يحكي عن أطرف موقف تعرض له على الهواء
وحكى عنايت عن موقف طريف تعرض له في برنامج "أبعاد" والذي كان يقوم على مواجهة الضيف حيث كان ضيفه جمال الصوراني عضو منظمة التحرير الفلسطينية، ولم يتحمل الصوراني مواجهة عنايت وانسحب على الهواء ولم يلاحظ أن "المايك" الخاص به مربوط بسلك، ما جعل عنايت ينادي عليه من أجل فك المايك "ما سبب حالة من الهرج في الاستديو بسبب الأسلاك.
الموقف الطريف شاهده الرئيس الراحل ياسر عرفات وحينما قابل عنايت سأله "إنت عملت إيه في جمال الصوراني" وضحكا على هذا الموقف.
عنايت بين عام حصار مدينة الإنتاج الإعلامي وعما يحدث الآن
وعن فترة الإخوان قال عنايت إنه مثل باقي الإعلاميين الذين واجهوا مضايقات كثيرة ويكفي فترة حصار مدينة الإنتاج الإعلامي: "كنا بنط من على السور ونزوغ وإحنا داخلين"، مؤكدًا أنه كان يتناقش معهم بالعقل ويثبت لهم خطأهم.
وعما يحدث في مصر حاليًا قال عنايت: "أنا سعيد جدا باللي بيحصل في مصر وأنا شايف مصر بتتعمل من أول وجديد وأنا باصص لها بعيد وأن انت بتبني بلد من أول وجديد والبلد دي بعد فترة الإخوان جت أرض ومكنش فيه سينما ولا دراما ولا صحافة ولا سياحة ولا أمن انت بتعمل ده كله من أول وجديد وبتعمله بأحدث مستوى مش بتبتدي من الأول لكن بتبتدي من حيث انتهى الآخرون".
عنايت أكد أنه ينظر لموضوع الطرق والأنفاق والكباري بشكل آخر، حيث حصلت الشركات المصرية على الخبرة اللازمة التي تؤهلها لمشاريع إعادة الإعمار في سوريا وليبيا والعراق، لافتًا إلى أن مؤتمر إعادة الإعمار أعلن استعداده للإستعانة بالعمالة المصرية المدربة ومن المنتظر أن تتجاوز تكلفة إعادة الإعمار 200 مليار دولار: "الشركات المصرية أخدت خبرة تؤهلها لأن تتولى مشاريع إعادة الإعمار في سوريا وليبيا والعراق بسوابق أعمالها طرق وأنفاق ومحطات كهرباء وجسور ملجمة وكباري وغيرها".