م الآخر| التغيير الأمريكي في قلب العرب
في أول مرة يتقدم باراك أوباما للانتخابات الرئاسية كان شعاره فيها (التغيير)، وردد كثيرًا أن من سبقوه ورّطوا أمريكا بحروب أنهكت الجيش الأمريكي وراح ضحيتها العديد من الأمريكيين وأنه مرشح من أجل التغيير.
وفرح الكثير من العرب وأنا منهم بتلك العبارات، خصوصًا وأن أوباما قرر زيارة الدول العربية والإسلامية، وعلى رأسها مصر والسعودية، واستشهد بآيات من القرآن وتقديم التحية بالانحناء للملك عبدالله بن عبدالعزيز، عاهل السعودية، ومن ثم اكتشفنا أن التغيير الذي دعا إليه باراك أوباما كان تغييرًا في سياسة وأسلوب الحروب تجاه الشرق الأوسط.
فها هي "الفوضى الخلاقة" في الشرق الأوسط التي تحدّثت عنها كوندليزا رايس من قبل وأتبعها مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي دعت إليه أيضًا تلك المرأة.. إنها الفتنة نتبناها من حيث كبت الشعوب العربية من حكامها بسبب الضغط النفسي والفساد المستشري بتلك الدول.
ونحن نهنأ ونعيش آمنين ولا يصاب من الأمريكيين أحد بمكروه.. أما العرب فكل يوم تجري الدماء في شوارعهم أنهارًا، ويستشري الغضب والكره والحقد والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد الإخوة والأقرباء والأصدقاء لدرجة جعلت منهم من يتمنى فناء الآخر أو قتله بعدما كنا أملا واحد وطنا واحد شعبا واحد.
أفيقوا.. فنحن مغيبون.. أفيقوا ياعرب!
فلسطين تفتت إلى غزة والضفة ودولة الاحتلال الصهيوني.. اليمن تفتت إلى 6 أقاليم.. العراق تفتت إلى سُنة وشيعة وأكراد.. ليبيا تفتت إلى برقا وفزان وطرابلس.. السودان تفتت إلى دولة السودان ودولة الجنوب وإقليم دارفور.. سوريا تفتت بين سُنة وشيعة.. لبنان تفتت إلى جنوب تابع لحزب الله وشمال مسيحي منفصل.
هذا ما وصلنا إليه إلى الآن ولو قدر الله ورحمته أن جعل في مصر جيشًا وطنيًا يحميها من التفتت واستكمال هذا المسلسل المشؤوم الذي يعمل على تنفيذه المنظومة الأمريكية بكل ما أوتيت من قوة.
حفظ الله أوطاننا ووحدها على كلمتيّ الحق والدين بقادة مخلصين لدينهم وأرضهم وشعبوهم.