"سانت فنسنت" تتحدى الكبار بـ"مجلس الأمن".. ورئيس وزرائها"إنجاز تاريخي"
الجمعية العامة للأمم المتحدة-صورة أرشيفية
انتخبت تونس، وإستونيا، والنيجر، وفيتنام، و"سانت فنسنت وجرينادين"، الدولة الواقعة في قارة أمريكا الوسطى والكاريبي، أعضاء غير دائمين في مجلس الأمن الدولي، أمس الجمعة.
وتنضم الدول الخمس الجديدة إلى المجلس في يناير المقبل، لفترة عامين، لتحل محل "غينيا الإستوائية، وساحل العاج، والكويت، وبولندا، والبيرو".
وفي اقتراع سرّي أجرته "الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة"، تنافست إستونيا مع رومانيا على مقعد أوروبا الشرقية، بينما نافست السلفادور، "سانت فنسنت وجرينادين" على مقعد أمريكا اللاتينية.
كما خاضت الدول الثلاث الباقية السباق بدون منافسة إذ رشحتها تكتلاتها الإقليمية سلفًا، وفقا لما ذكرته وكالة "فرانس برس" الفرنسية.
وحصلت فيتنام على 192 صوتًا، بينما حظيت كل من تونس والنيجر بـ191 صوتًا، أما سانت فنسنت وجرينادين ففازت بـ185 صوتًا، مقابل ستة أصوات فقط حصلت عليها السلفادور، خلال الاقتراع الذي تم في الجمعية التي تضم 193 عضوًا، وحصلت إستونيا على المقعد بـ132 صوتًا في مواجهة رومانيا التي صوت 58 من أعضاء الجمعية لها.
وستكون هذه المرة الأولى التي تشغل فيها كل من إستونيا - جعلت من الأمن عبر الإنترنت أساس حملتها، وسانت فنسنت وجرينادين- التي تعهدت دعم التحرّك الدولي لمكافة التغيّر المناخي، مقعدًا في المجلس.
فيما علّق مدير برنامج الأمم المتحدة لدى "مجموعة الأزمات الدولية" ريتشارد جوان على النتائج، بالإشارة إلى أنها قد تفاقم الانقسامات.
وقال: "أعتقد أننا سنرى مجموعة قوية مناهضة للغرب في المجلس، ما من شأنه أن يتسبب بمزيد من الدبلوماسية الملتهبة، ويصعّب على الولايات المتحدة وحلفائها تمرير قراراتها عبر المجلس".
واضاف: "يبدو من المرجح أن تصطف فيتنام وسانت فنسنت إلى جانب الصينيين والروس في ما يتعلق بملفات مثل فنزويلا، على غرار ما قامت به إندونيسيا وجنوب أفريقيا هذا العام".
بدوره، وصف رئيس وزراء "سانت فنسنت وجرينادين"، رالف جونسالفيس انتخاب بلاده في عضوية المجلس بالإنجاز التاريخي.
وقال في تصريحات، اليوم السبت، إن مواطني بلاده يأملون في العمل على معالجة العواقب الأمنية لتغير المناخ الحاد، من بين أمور أخرى، موضحا أن بلاده ملتزمة بمبدأ التنمية المستدامة، وباعتباره دولة جزرية صغيرة نامية معرضة لخطر الإغراق في أعالي البحار، موضحًا أنه يشعر بقلق بالغ إزاء عواقب التغير المناخي.
وأشار جونسالفيس، إلى أن الأمم المتحدة لديها قيود، لكن لديها نقاط قوة عميقة.
وهنأ وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أريزا، "سانت فنسنت وجزر جرينادين"، على الفوز في انتخابات تاريخية، وكتب في تويتة، أمس الجمعة: بلا شك، سيتم تمثيل"أمريكتنا" ومنطقة البحر الكاريبي بشكل جيد لحماية السلام والأمن الدوليين.
من جانبه، قال رئيس وزراء "أنتيجوا وبربودا"، جاستون براون، في رسالة تهنئة إلى نظيره في "سانت فنسنت وجرينادين"، "إن انتخاب سانت فنسنت وجزر جرينادين هو نتيجة للعمل الجاد"، موضحا: "لقد أثبتت أن الصغر ليس عقبة أمام المشاركة الفعالة في صنع القرار العالمي"، وفقا لما ذكره موقع "أنتيجوا أوبزرفر".
وسانت فينسنت وجزر جرينادين"، هي دولة في سلسلة جزر الأنتيل الصغرى وبالتحديد الجزء الجنوبي من جزر "ويندوارد" الواقعة على الطرف الجنوبي للحدود الشرقية لمنطقة البحر الكاريبي.
وتقع "سانت فنسنت وجزر جرينادين" بين البحر الكاريبي وشمال المحيط الأطلسي، وتبلغ المساحة الإجمالية للدولة 389 كيلو متر مربع، فيما تبلغ مساحة "سانت فنسنت" بمفردها 344 كيلو متر مربع.
وتتألف من الجزيرة الرئيسية سانت فينسنت والثلثين الشماليين من جزر الجرينادين والتي تشكل سلسلة من الجزر الصغيرة تمتد إلى الجنوب من جزيرة سانت فينسنت وصولاً إلى جزيرة "جرينادا.
وتعد "كينجستاون" هي عاصمة البلاد، وهي أيضاً الميناء الرئيسي، والدولة تعد جزء من الكومنولث ومجموعة الكاريبي.
وتتميز ""سانت فنسنت وجزر جرينادين" بمناخ استوائي، فيما يبدأ موسم الأمطار من مايو إلى نوفمبر، وتتميز تضاريسها بأنها بركانية وجبلية، ومن أهم الموارد الطبيعية بها الطاقة المائية، والأراضي الصالحة للزراعة، ويتركز معظم السكان في وحول العاصمة "كينجستاون".
ويبلغ تعداد "سانت فنسنت وجرينادين"، 110 ألف و470 نسمة حسب إحصاء 2018.
وأغلب سكان الدولة يدينون بالمسيحية، واغلبهم من المذهب البروتستانتي حيث تبلغ نسبتهم نسبة 70.6 %. وتتمثل التركيبة السكانية في الدوة من الأفريقيين ذو البشرة السوداء، حيث تبلغ نسبتهم 72.8% من السكان، فيما يمثل الأوروبيين 4%، حسب إحصائيات تقديرات 2001.
وبلغ إجمالي الناتج القومي للدولة في عام 2017: 785 مليون دولار، وكان نصيب الفرد من الدخل القومي: 11 ألف و500 دولار حسب احصائيات 2017، وكان المعدل بلغ 11 ألف و400 دولار في عام 2016، وبلغ كذلك في عام 2015، 11 ألف و300 دولار.
من جانبها، ذكرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو"، أن مساعدة المنظمة في سانت فنسنت تتمحورحول ثلاثة مجالات ذات أولوية، وهي: الأمن الغذائي والتغذوي، بما في ذلك وضع إطار للسياسات العامة، ويشمل الدعم في هذا المجال معالجة الأسباب الرئيسية لانخفاض الإنتاج الزراعي، وتعزيز الأنشطة التسويقية، وتعزيز صمود المنتجين للكوارث، والتنمية الزراعية والريفية، التي تهدف إلى زيادة الإنتاج المحلي والصادرات الزراعية، والقيمة المضافة فضلا عن استثمار رؤوس الأموال، والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية والتكيف مع تغير المناخ، مع التركيز بشكل خاص على إزالة الغابات وتآكل التربة وتدهور مصادر المياه والحفاظ على التنوع البيولوجي.
وكان مركز الاتصال الوطني المعني باللوائح الصحية الدولية في "سانت فنسنت وجرينادين"، أبلغ في 25 فبراير 2016، "منظمة الصحة للبلدان الأمريكية منظمة الصحة العالمية"، بأول حالة إصابة بعدوى فيروس زيكا في البلد.