حسين صدقي.. فتى "شاطئ الغرام" الذي اشتهر بالفضيلة والفن الهادف
"بحب اتنين سوا يا هنايا في حبهم.. الميه والهوا طول عمري جنبهم".. من منا لا يذكر هذه الأغنية للفنانة ليلى مراد في فيلم "شاطئ الغرام" والتي تظهر فيها الفنانة الراحلة تغني على صخرة بأحد الشواطئ ويجلس ذلك الشاب الأربعيني تحت "الشمسية" مرتديًا قميصه الأبيض وبنطاله الداكن ويستمع لها في إعجاب ثم يقترب منها أكثر ويزداد انبهاره وتتسع ابتسامته وما إن تنتهي ليلى مراد من أغنيتها وتمدح "ساكني مطروح" حتى يصفق الشاب الأربعيني قائلاً بصوته الهادئ القوي "برافوووووو".. إنه الفنان حسين صدقي الذي تحل اليوم الذكرى الـ38 لوفاته.
في حي الحلمية بالقاهرة، وتحديدًا في 9 يوليو عام 1917 وُلد الفنان حسين صدقي الذي أحب الفن منذ صغره، وكان فيلم "تيتاوونج" عام 1937 هو بداية مشواره الفني، وهو فيلم يتحدث عن فتاة تدعى "تيتاوونج" تحب "المحامي محسن" الذي يؤدي دوره حسين صدقي ولكنها كانت ضحية لابتزاز عمها الذي يسعى لأن يبيع جسدها للجميع ويدور الصراع وينتهي بزواج "تيتاوونج" و"محسن" ومقتل عمها.
الفنان الراحل عُرف عنه التزامه الديني وحفاظه على الصلوات في جماعة، وكانت زوجته تدعوه لترك الفن ولكنه استمر لاعتقاده بأن العلاقة بين الفن والدين علاقة قوية ومكمّلة، ومعظم أفلام حسين صدقي كانت تدعو لمعالجة قضايا المجتمع، مثل مشكلة العمال التي تناولها في فيلمه "العامل" عام 1942، ومشكلة تشرد الأطفال في فيلمه "الأبرياء" عام 1944م، وغيرها.
وبعد أن قدّم للسينما المصرية حوالي 32 فيلمًا، اعتزل حسين صدقي الفن في الستينات، وأوصى أبناءه الثمانية بحرق جميع أفلامه ما عدا فيلم "خالد بن الوليد" حتى تُوفي في مثل هذا اليوم 16 فبراير من عام 1976، ومن أشهر أفلامه (عمر وجميلة، العزيمة، ليلى، شاطئ الغرام، ليلة القدر، الحبيب المجهول، خالد بن الوليد).