صاحب أقدم ستوديو في مصر لـ"الوطن": "العائلات كانت بتتصور في العيد كأنهم رايحين الأوبرا"
أشرف بيلا ونجله شهاب
يجلس أشرف محي الدين بين معدات التصوير وكاميرات تعدى عمرها 130 عاما، وصورا للأسرة المالكة حتى مطلع خمسينيات القرن الماضي، ونجوم الزمن الجميل من فنانين وسياسيين، التقطها والده، ليستكمل المسيرة ومعه نجله "شهاب"، داخل ستوديو "بيلا" الذي يعد أقدم ستوديو تصوير في مصر والوطن العربي.
ويقول أشرف محي الدين الشهير بـ"بيلا"، إن العائلات كانت معتادة حتى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي على الذهاب إلى الاستوديوهات لالتقاط صور تذكارية في أول يوم العيد، لكن بعد ظهور الهواتف المحمولة انقرضت هذه العادة (التصوير العائلي في العيد)، التي بدأت في الظهور منذ العام 1900 حيث كان أفراد العائلة يرتدون ملابسهم الجديدة وكأنهم ذاهبون إلى حفلة في الأوبرا".
وأضاف "بيلا" في اتصال لـ"الوطن": "الفنانون اعتادوا التصوير في الحفلات، ولم يأتوا للاستوديو خلال أيام العيد، وكنا نقوم بتصوير العائلة المالكة، حتى الملك فاروق وكبار السياسيين ووزراء الحكومة والسفراء والمشاهير من الأجانب المقيمين في مصر، وبعد ثورة 23 يوليو 1952، كنا نصور لرئاسة الجمهورية".
وواصل حديثه: "كل فترة ولها نجومها، حيث كان الفنان علي الكسار وفرقته يلتقطون الصور التذكارية لهم في الاستوديو، وآخرين مثل ستيفان روستي وإسماعيل ياسين ويوسف وهبي ورشدي أباظة وفريد شوقي وشكري سرحان ونور الشريف وهند رستم وأحمد ذكي، وصولا إلى نرمين الفقي وصابرين، فالاستوديو عبارة عن متحف، وكل من يزوره يوجه الأسئلة حول الكاميرات العتيقة ضمن محتوياته".
ويوضح أشرف بيلا، أن مقر الاستوديو تغير من وسط البلد إلى الدقي، بسبب حكم من المحكمة حول الإيجار القديم، لكن المقر الجديد ما زال محتفظا بالإضاءات القديمة، والمنصة الخاصة بتصوير العائلة المالكة سابقا، لافتا إلى أن مساحة الاستوديو القديم وصلت لنحو 600 متر مربع.
وتأسس ستوديو بيلا على يد المجري "مستر بيلا" في 1890، حيث أحضر أحدث تكنولوجيا للتصوير حينها، وذاع صيته منذ ذلك الوقت.
واشترى فهمي باشا علام، الاستوديو، في أربعينيات القرن العشرين، وأبقى على اسمه ومعداته كما هي، احتفاء بتاريخه.
ويختتم بيلا حديثه لـ"الوطن": "الاستوديو لا يحتوي على معدات تصوير قديمة فقط، بل نحن نواكب التكنولوجيا، ونمتلك أحدث كاميرات التصوير، ومعدات الدعاية والإعلان، ويساعدني نجلي شهاب الذي ورث المهنة عني".