حكاية.. «إيزيس المسرح».. سهير المرشدى: مثلت أول أدوارى فى رمضان و«سماسم العالمة» الأقرب إلى قلبى
«المرشدى» فى مشهد من «ليالى الحلمية»
بملامحها المصرية التى لا يستطيع أحد تجاهلها، استطاعت الفنانة سهير المرشدى أن تتصدر بطولة العديد من الأعمال الدرامية التى تناولت الحارة والحياة المصرية بكل تفاصيلها والتى عرضت فى السباقات الرمضانية، فتركت بصمتها من خلال شخصية «سماسم العالمة» فى مسلسل «ليالى الحلمية، و«ساكنة بيه» فى مسلسل «بوابة الحلوانى»، و«عدولة» التى ما زال جمهور الدراما يتذكرها من خلال مسلسل «أرابيسك» وما زالت هى تتذكر تفاصيلها رغم مرور 25 عاماًً على عرضه تحكيها لـ«الوطن» فى الحوار التالى.
رمضان كريم قوى معايا، ووشه دايماًً حلو علىّ، أول عمل اشتغلته كان فى رمضان وكان من إخراج الأستاذ نور الدمرداش وكان اسمه «خماسية الساقية» اللى ألفها الأستاذ عبدالمنعم الصاوى وأنا كنت مشتركة فى أحد أجزائه وكان اسمه «الرحيل» وطبعاًً كنت سعيدة جداً بشغلى مع رموز الحركة الفنية كلها فى مصر والعالم العربى زى الأستاذة سميحة أيوب وعبدالله غيث.
أول مرة تمثيل كان على مسرح مدرسة الحلمية الثانوية للبنات وكان فيه مسابقة وكانت لجنة التحكيم فيها نور الدمرداش وسعد أردش وحسين رياض وشافونى وقالولى لازم تمثلى وتدرسى وبالفعل اتخرجت من الثانوية ودخلت أكاديمية الفنون وكنت محظوظة باختيار أستاذ نور للتمثيل أول مرة تحت قيادته، وكنت كل رمضان أشارك فى عمل، ودلوقت أنا حزينة عشان مش بشتغل حاجة السنة دى وقاعدة على كرسى المتفرج فقط.
مش فاكرة أول راتب أخدته كمقابل فى «خماسية الساقية»، ولكن أنا من أول ما بدأت لحد وقتنا هذا وأنا بصرف أجرى كله على أدوارى، أهلى كانوا موفرين ليا كل حاجة وكل قرش كنت أبقى حريصة أصرفه على دور بجهز له وكنت غير مكترثة بموضوع الفلوس وحسيت بالمسئولية فقط لما كبرت.
مسلسل «ليالى الحلمية» أعتبره حالة خاصة جداً من جميع الجوانب، أنا قبلها كنت عاملة دور تاريخى وعلامة فارقة فى حياتى المهنية وهو مسرحية «إيزيس» وكنت متقمصة الشخصية جداً ولما عرض عليا شخصية «سماسم العالمة» كان دور غريب عليا فى سن غريب، وماكانش ينفع بعد ما حصلت على لقب «إيزيس المرشدى» من الكاتب الكبير توفيق الحكيم وكمان النقاد أطلقوا عليا «إيزيس المسرح والفن»، وكان اهتمام الناس كثيراً جداًً بهذا الدور إلا أنه أحدث مسافة بينى وبين الناس وكانت الناس تخاف منى فأصبح لدى عزلة مع الناس ومن زملائى الفنانين وكانت الناس تبجلنى جداًً بسبب هذا الدور ولذلك قررت أن أقدم دوراً آخر يكون قريباًً من الناس فقدمت بعدها شخصية «سماسم العالمة» فأعجبنى الدور ووضعت معه البعد الإنسانى الذى وضعه نجيب محفوظ فى بنات الليل وبنات الهوى فى رواياته فكل سيدة لديها حالة هى التى أرغمتها لفعل ذلك وكونت شخصية «سماسم العالمة» من شخصيات كثيرة، وبالفعل قدرت أعمل حاجة بنت بلد جداً، واحدة بملاية لف، وطبقت فيها كل الدراسات اللى عملتها عن «إيزيس» وكل اللى عرفته فى التاريخ وحولتها لإيزيس الشعبية وطلعت سماسم العالمة.
أنا فاكرة أثناء تصوير «ليالى الحلمية» و«بوابة الحلوانى» كنت صايمة وكان فيه ناس معايا فاطرين وقالولى عندك رخصة كنت برفض وكنت مستمتعة جداً بالشغل والتصوير وجالنا وقت كنا بنفطر فى «اللوكيشن»، و«سماسم» الدور الأقرب لقلبى لأنها أحدثت قلقاًً فى الشارع المصرى والعربى الجمهور وقتها خرج يطالبنى أعمل شريط وأغنى ودا كان مطلب شعبى حقيقى وهناك بعض المقاهى غيرت اسمها لـ«سماسم» وطلبوا منى أحضر افتتاحها ودا حصل فى مصر وبعض الدول العربية، ولحد اللحظة دى ما زالت مقدمة العمل محفورة فى الوجدان واللى كتبها سيد حجاب وغناها محمد الحلو ولحنها ميشيل المصرى.
الشخصية اللى اتمنيت أقف قدامها وأنا صغيرة هو الأستاذ محمود مرسى لأنى كنت معجبة بيه جداً والحمد لله ربنا حقق لى أمنيتى ووقفت قدامه، وأحمد ربنا على كرم مطاوع إحنا الاتنين دعمنا بعض وكان متفهم جداً حبى للفن والتمثيل.
الراجل الأول فى حياتى هو والدى المرشدى بك منتصر ومن بعده أخويا الشهيد، وعمرى ما هنسى والدى لما اشترى تليفزيون عشان يشوف بنته اللى مصر كلها بتتكلم على نجاحها، أنا فى اللحظة دى عرفت إن سهير نجحت بجد، دى الحاجة اللى هزتنى من جوه، أما ماما فهى الفنانة الحقيقية مش أنا، لأنها كانت بنت مشايخ وكانت بتعلمنى الابتهالات الدينية وقراءة القرآن، بصراحة هى اللى حببتنى فى الفن لما كنت أصوم لآخر اليوم وأنا صغيرة كانت تكافئنى بدخول السينما وكانت عملالى طبق وسميناه «طبق سهرانة»، أو «طبق سو المؤجل» والطبق ده كنت بحط فيه كل حاجة نفسى آكل منها وأنا صايمة وأفطر منه فى نهاية اليوم، الحمد لله قدرت أحتفظ بالطبق كعادة كل حاجة نفسى فيها أحطها فى طبق وآكل منها على الفطار، ولذلك رمضان كان وشه حلو عليا وكريم معايا قوى.
أنا عملت كل الأدوار اللى نفسى أعملها ولكن هناك عمل نفسى أعمله جداً فى الوقت الحالى وهو حاجة تتحدث عن حرب أكتوبر، فى دور نفسى أقدمه للجمهور وهو أم الشهيد، ولكن للأسف محدش بيهتم بالجانب ده عندنا مع إن عندنا أساطير خلدوا قصص فى الاستشهاد لم يسمع عنها العالم من قبل.
طفولتى كانت غنية جداً وعشت أجمل مراهقة، كانت حياتى بكل ما فيها من جراءة وتحدى حلوة، لكن اللى غلبنى أحزانى وهى الفراق، وعلى راسها استشهاد وفراق أخويا اللى من بعده صغرت كل حاجة.