حنان مطاوع: اعتذرت عن 6 مسلسلات لأننى لم أجد فيها دوراً يدهشنى
حنان مطاوع
أصبح اسمها علامة مسجلة فى النجاح، فمن عام لآخر تبرز قدرات تمثيلية جديدة، تثبت خلالها أنها ممثلة الأدوار الصعبة، التى تفيض بالمشاعر المتناقضة التى يحتار المشاهدون معها، لكنها تمسك بزمام أدوارها بعناية لتقدمها على النحو الأمثل، وفى الموسم الرمضانى الحالى اختارت حنان مطاوع شخصية «عايدة» فى مسلسل «لمس أكتاف» لتطل من خلالها على جمهورها، وتجذب انتباههم بتقديمها للشخصية بطريقة «السهل الممتنع»، وفى حوارها مع «الوطن» تكشف مطاوع عن ردة فعلها إزاء تأخر ظهورها إلى نهاية الحلقة الثالثة، وكيفية تعاملها مع متناقضات الشخصية التى تفاعل معها الجمهور بشكل كبير، وسبب استخدامها لطبقة صوتية معينة فى الكلام، والكثير من التفاصيل خلال السطور المقبلة.
ألم تنزعجى من تأخر ظهورك فى «لمس أكتاف» إلى نهاية الحلقة الثالثة؟
- لا أفُضل تأخر ظهور أدوارى بشكل عام، فإذا كانت مرتبطة بحدث درامى أو تتابع أحداث، فلا بد أن أحترم حينها طبيعة الدراما وأحكامها، لكننى أحب الظهور منذ الحلقة الأولى، لأن الجمهور العام يُحدد أولوياته منها، ويختار المسلسلات التى سيحرص على متابعتها، وبعيداً عن هذا وذاك، تظل القصة هى الفيصل لتوقيت ظهور الشخصيات، لكنى سعيدة بردود الفعل تجاه «عايدة» منذ لحظة ظهورها.
لا أفضل تأخر ظهور أدوارى.. وأرفض المقارنة بين "عايدة" و"روقة" فى "العار"
كيف تعاملتِ مع متناقضات شخصية «عايدة» التى احتار المشاهدون معها؟
- «عايدة» تشبه سائر البشر فى تركيبتها، وتُعتبر شخصيتها الفاسدة بمثابة أزمتها الرئيسية، بحكم أنها تاجرة مخدرات فى الأصل، لكن يظل السؤال: «مين فينا مافيهوش الخير والشر؟»، وذلك عملاً بقول الله تعالى: «ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها»، وانطلاقاً من هذه الآية الكريمة، فنحن كتلة من المتناقضات على الأرض، لكننا اعتدنا فى الدراما الظهور إما ملائكة أو شياطين، رغم أن الإنسان الأكثر شراً فى الوجود وله نقاط ضعفه وجوانب الخير فى حياته، وبقياس هذا الكلام على «عايدة» سنجد أن فسادها وتلوثها وشراستها يقابلها إنسانة محرومة من نعمة الإنجاب، وتواجه ضعفاً شديداً تجاه زوجها المُحبة له، فهى خلطة طبيعية لإنسانة عادية، لكننا لم نعتد درامياً على هذه الخلطات.
ولمَ تشعر «عايدة» بضعف إنسانى مع زوجها رغم زواجه من أخرى؟
- هى التى طالبته بالزواج من «كاميليا»، لأنها محرومة من الإنجاب كما أشرت، وبعيداً عن هذا السبب الإنسانى، فالمستوى الاجتماعى والتعليمى لـ«عايدة» يحد من درجة رفضها لفكرة زواج زوجها مجدداً، لأن المرأة كلما ارتفع مستواها الثقافى والاجتماعى وما شابه، زاد إحساسها بعزتها وكرامتها وزاد رفضها أن تكون زوجة ثانية.
ألا تجدين نقاط تماس بين «عايدة» وشخصية «روقة» فى فيلم «العار»؟
- لا مجال للمقارنة بين الشخصيتين، لأن «روقة» كانت ناعمة ومتفانية فى خدمة زوجها، أما «عايدة» فهى شخصية قيادية «بتسوق رجالة» بالمعنى الدارج، كما أنها تاجرة مخدرات وليست زوجة تاجر مخدرات.
أصبت بدوار بسبب تدخين الشيشة فى "لمس أكتاف" وطالبت المخرج باستخدامها كـ"ديكور"
ما سبب استخدامك لطبقة صوتية معينة فى طريقة الكلام؟
- بما أن «عايدة» تاجرة مخدرات، فبالتأكيد تناولت مواد منها، «وأى حد بيشرب بيبقى صوته غليظ مش ناعم»، كما أن طبيعة عملها تُحتم عليها التحكم فى تجار ومهربين، وعلى الرغم من أنوثتها المتفجرة مع زوجها «حمزة»، فإنها تتحول لـ«رجل شرس للغاية» فى مهنتها، ولذلك لا بد أن تكون طبقة صوتها عريضة.
ألم تبدى اعتراضاً على مشاهد شرب «الشيشة» بما أنك لا تشربينها فى حياتك العادية؟
- (ضاحكة) «مش بشرب أى نوع دخان أساساً»، لكن «الشيشة» مُكملة ومتسقة مع شكل «عايدة»، وتمنحها ما يُمكن وصفه بـ«الذكورة والفتونة»، لكنى أصبت بدوار عندما شربتها أثناء التصوير، وحينها حددت أولوياتى واخترت أن أكون واعية لأقدم أحاسيسى تجاه الشخصية والمشهد بشكل يفوق الشكل، لذلك طالبت المخرج حسين المنياوى بأن يجعل الشيشة «ديكور» أكثر من أن تكون «عضم» الموضوع قدر المستطاع.
فتحى عبدالوهاب "ممثل تقيل ويتعمل له حساب" و"الكدوانى" صادق وواصل لقلوب الناس
فتحى عبدالوهاب أعلن لـ«الوطن» رفضه اتخاذ مواقف أخلاقية ضد أدوار الشر فى الفن عموماً.. أتوافقينه الرأى؟
- نعم، لأن الإنسان يرتكب أى خطأ فى حياته عن قناعة وإيمان ووفقاً لدوافع معينة، وبالتالى لن يتخذ موقفاً نقدياً من نفسه عند ارتكابه لهذا الخطأ، وبقياس هذه الحالة على الدراما، فلا يجوز تقييمى لأى شخصية إلا بعد انتهائى منها، وأكون حينها فى مقعد المتفرج مثل الجمهور، لكن أثناء التصوير فلا بد أن أصدق دوافع الشخصية فى القتل على أنها انتقام، أو أنها، تحب شخصاً نذلاً لكنها تراه أفضل إنسان فى الوجود، وذلك بغض النظر عن تقييم «حنان» الشخصى، فأنا حينها أرتدى عباءة «عايدة» المتسقة مع مبرراتها ودوافعها بخيرها وشرها، وإذا وجدت فعلاً لم أصدقه فلا بد أن أتحدث مع المخرج والمؤلف، وأبلغهما أن هذا الفعل لا يتسق مع «عايدة»، لكن تظل الأخيرة ضد منظومتى الشخصية وتحديداً على المستوى الأخلاقى.
على ذكر «عبدالوهاب».. كيف تقيمين تعاونك معه فى ظل ثناء الجمهور والنقاد على دوريكما؟
- أحب فتحى لأنه زميلى العزيز وعشرة العمر، وسعيدة للغاية بتعاوننا معاً فى «لمس أكتاف»، لأنه «حد تقيل ويتعمله حساب».
بما أن الخط الدرامى لـ«عايدة» يمثل الجانب الشعبى.. ما رأيك فى الاتهامات الموجهة للأعمال الشعبية عامة بإفساد الذوق العام إثر تضمنها «شتائم وألفاظاً مبتذلة»؟
- الدراما بريئة من إفساد الشارع، لأن فساده سببه تردى الأخلاق والأوضاع الاقتصادية.. إلخ، كما أننا نسمع ألفاظاً سوقية يستحيل وجودها فى أعمال تليفزيونية، انطلاقاً من عدم إجازة الرقابة مثل هذه الشتائم والألفاظ، ومع ذلك فالشارع لن يرتقى سوى بارتقاء الفن والفكر والثقافة والوعى.
وماذا عن توصيات لجنة الدراما بالحد من مشاهد العنف والشتائم؟
- «مش عاجبانى» رغم إننى ضد الشتائم والعنف وما إلى ذلك، لكن المبدع لا بد أن يحظى بحرية الرؤية والإبداع، فهو لا يجب معاملته بـ«القلم والمسطرة»، بخاصة أن هناك جهازاً للرقابة على المصنفات الفنية، فلماذا نضيف رقابة فوق الرقابة؟ ونُحدث حالة من التشتت، حيث أصبح الوضع ينذر بحدوث نهضة فى البلدان العربية، وسنقف نحن محلك سر بل وسنعود خطوات عدة للوراء.
علمنا من مصادرنا أنكِ اعتذرتِ عن 6 مسلسلات دفعة واحدة هذا الموسم.. فما السبب؟
- لا أتعامل مع المسلسلات بالكم وإنما بالكيف، حيث لم أجد دوراً يدهشنى مثل «عايدة»، لذلك فضلت الاكتفاء بها فى رمضان.
لا أتابع المسلسلات المعروضة بشكل جيد لكنى أشاهد أجزاء من "ولد الغلابة" و"هوجان" و"زى الشمس"
ما المسلسلات التى تحرصين على متابعتها؟
- لا أتابع المسلسلات المعروضة بشكل جيد، لكنى أشاهد أجزاء من «ولد الغلابة» و«هوجان» و«زى الشمس».
ماذا عن مشاركتك فى المسلسل الإذاعى «حكاوى دكتور نفسانى»؟
- أعشق الإذاعة وأشعر بالمتعة فيها، كما أحب التعاون مع شركة «راديو وان»، وكذلك طاقم الإخراج والكتابة، ناهيك عن الموهوب الرائع ماجد الكدوانى، الذى أتعاون معه إذاعياً للعام الثانى على التوالى، وأتمنى تكرار التجربة على صعيد الدراما التليفزيونية أو السينمائية، لأنه ممثل صادق وحقيقى وواصل للناس بشكل كبير.
بما أن الأحداث عن طبيب نفسى ومريضة نفسية.. هل لجأت حنان مطاوع لطبيب نفسى فى حياتها العادية؟
- بالتأكيد، ولا أجد أزمة حيال ذلك، لأنه طبيب مثله مثل «دكتور الباطنة» بالضبط، حيث نلجأ إليه لاستشارته فى تفاصيل أدوارنا وحياتنا العادية.
أخيراً.. هل يحرمك تصوير «لمس أكتاف» من الاستمتاع بطقوس الشهر الكريم؟
- لأ، لأننى لا أصور بشكل يومى، ولذلك أكثر من العبادات والاهتمام بشئون بيتى، وإعداد وجبتى الإفطار والسحور والتجمعات الأسرية ومقابلة أصدقائى.
تعاطى المخدرات على الشاشة
«لمس أكتاف» لا يتضمن مشاهد تعاطى مخدرات، ولكن إذا تحدثنا عن هذه الجزئية بشكل عام، فلا يجب التعمق فى التفاصيل التى تبرز هذه المشاهد، ولكن لا بد من إبراز مساوئ تعاطى المخدرات، وتسببها فى خراب وهدم حياة عائلات وشباب صغار السن.