خبير يرصد احتمالات المواجهة بالخليج بعد صفقة أسلحة بـ8 مليار دولار
حاملة الطائرات الأمريكية إبراهام لينكولن
في ظل تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة، يتزايد القلق حيال تفجر صراع محتمل بمنطقة الخليج في وقت تشدد فيه واشنطن العقوبات والضغوط السياسية على طهران، وتكثف وجودها العسكري في الشرق الأوسط، حيث أصدر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تعليمات بالموافقة على إبرام صفقات أسلحة بقيمة 8.1 مليار دولارإلى الأردن والسعودية والإمارات، متجاوزا الكونجرس، لمواجهة إيران، حيث هددت إيران بمواجهة أي تحركات عدائية محتملة برد "مؤلم"، فما الهدف الحقيقي وراء تلك الصفقة وإلي أي مدى قد يصل الصراع فى منطقة الخليج؟.
قال "بومبيو" في بيان له: "اتخذت اليوم قرارا وفقا للمادة 36 من قانون مراقبة تصدير الأسلحة وأوعزت بإكمال الإخطارات الرسمية على الفور بشأن 22 صفقة لتوريد الأسلحة إلى الأردن والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بقيمة نحو 8.1 مليار دولار سيتم إرسالها لكبح عدوان إيران وبناء قدرات الدفاع عن النفس لدى الشركاء"، وأكد أن قرار تجاوز الكونجرس هو إجراء "لمرة واحدة" فقط.
"استطاع الرئيس دونالد ترامب استخدام إيران كذريعة للدخول إلى منطقة الخليج" هكذا بدء الباحث في الشأن الإيراني الدكتور هشام البقلي حديثه لـ "الوطن" عن الأزمة التي تشهدها منطقة الخليج العربي، لافتاً إلى أن الهدف الحقيقي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب من وراء صفقة أسلحة بتلك المليارات هو دعم الخزانة الأمريكية في هذا التوقيت كما وعد شعبه، ليثبت قوته ونجاحه في إدارة أمريكا وليس كما أعلنت الخارجية الأمريكية بأنه وسيلة لدعم دول المنطقة ضد هجمات إيران.
وأكد " البقلي" أن المؤشرات الإقليمية والدولية لا تشير إلى نشوب حرب في منطقة الخليج سواء كانت بين إيران وودول المنطقة أو مع الجانب الأمريكي، فأعلنت إيران ودول الخليج أنها لا تسعى للحرب وتفضل التفاوض دائماً ولذلك لا فائدة بالنسبة لهم من تلك الأسلحة الأمريكية في الوقت الحالي،
وتابع: "دول الخليج لن تستخدم أسلحة أمريكا في وجه إيران"، مشيراً إلى أن تلك الصفقة لن تؤثر بالسلب على إيران ولن تجعلها تغير موقفها ضد ضغوطات أمريكا وذلك مقارنة بالتحركات الأمريكية التعسفية الأخيرة كمنع استيراد النفط من إيران التي أثرت بشكل سلبي على الإقتصاد الإيراني، قائلا: "لهجات التصعيد الحكومية من الجانبين أمر طبيعي، ولكن هناك وساطة قائمة في الوقت الراهن لتهدئة التصعيد بين أمريكا وإيران".
وكان أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي أعلنوا في وقت سابق، أن أمريكا تستعد لبيع أسلحة بمليارات الدولارات إلى السعودية والإمارات، وقالوا إن الرئيس دونالد ترامب سيقر بيع أسلحة بمليارات الدولارات للسعودية ودول أخرى.
وأرسلت الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية إلى الشرق الأوسط تضمنت حاملة طائرات وقاذفات من طراز (بي — 52)، وصواريخ باتريوت، في استعراض للقوة في مواجهة ما يقول مسؤولون من الولايات المتحدة إنه تهديدات إيرانية للقوات والمصالح الأمريكية في المنطقة، وأصدر الجيش الأمريكي تحذيرا شديد اللهجة من أن إيران ووكلاءها قد يستهدفون السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب، حسب "رويترز".
ورداً على ذلك قال الجنرال مرتضى قرباني مستشار القيادة العسكرية الإيرانية، إن بوسع إيران أن تغرق السفن الحربية بطواقمها التي ترسلها الولايات المتحدة إلى منطقة الخليج باستخدام صواريخ و"أسلحة سرية"، وأضاف: "أمريكا قررت إرسال سفينتين حربيتين للمنطقة فإن هما ارتكبتا أقل حماقة، فسنلقي بهاتين السفينتين إلى قاع البحر بطواقمهما وطائراتهما باستخدام صاروخين أو سلاحين سريين جديدين"، بحسب وكالة "رويترز".