هدى سلطان تكتب: حب ولد فى رمضان
هدى سلطان وفريد شوقى
كنت فى صراع عنيف مع أسرتى، صراع بدأ منذ قررت الاشتغال بالفن، واشتد عندما تزعمه شقيقى المطرب محمد فوزى، فقد كان يحارب مع أسرتى هوايتى الفنية ويعتبر اشتغالى بالفن خروجاً على التقاليد، ولكنى قررت أن أعمل بالفن ولتفعل القوة ما تشاء، ورآنى أحد المنتجين فعرض علىّ احتكار جهودى الفنية لمدة ثلاث سنوات لحساب شركته.
وذهبت إلى الاستديو الذى تملكه الشركة، ودعانى المنتج لزيارة البلاتوه وقدمنى إلى أبطال الفيلم الذى كان يجرى تصويره، وكان من بينهم فريد شوقى!
كنا فى شهر رمضان، وكنت متعبة من الجوع وقال المنتج وهو يقدمنى لفريد شوقى: «الست هدى سلطان. وجه جديد..»، وانحنى فريد شوقى فى رشاقة وقال وهو يبتسم: «أهلاً وسهلاً.. تشرفنا يا أفندم» وجلست أتفرج على المشهد الذى يجرى تصويره، ولاحظت أن فريد شوقى كان يختلس إلىّ النظر بين حين وآخر.
وانتهز فريد شوقى فرصة إعداد الأضواء واقترب منى ليقول: «تشربى حاجة ساقعة؟».
فقلت: «لا.. أنا صايمة!».
وبدت عليه مظاهر الدهشة وهو يقول «صايمة؟!».
فقاطعته قائلة: «وباصلى كمان.. غريبة!».
فقال: «أبداً.. أبداً!».
وغادرت الاستديو بعد ذلك، وكان الشىء الوحيد الذى تذكرته بعد ذلك وكان يطوف بذهنى دائماً هو نظرات فريد شوقى وابتساماته!
ووجدت نفسى فجأة أهتم بكل ما يقال عن فريد شوقى بأحاديث زملائه عنه، وبما تنشره الصحف وبأفلامه التى لم يفتنى منها فيلم، وأرادت الأقدار أن يكون فريد شوقى بطل أول فيلم ظهرت فيه وهو «حكم القوى».. وكان عملنا فى فيلم «حكم القوى» فرصة عرف كل منا الآخر معرفة وثيقة، والتقت عواطفنا وأحاسيسنا عند نقطة واحدة، وحاول كل منا أن ينقذ الآخر مما يعانيه من آلام النفس والقلب فلما عرض علىّ الزواج، كانت الإجابة أسرع من السؤال.. وتزوجنا فى اليوم الأخير من تصوير الفيلم.
الكواكب 1954