وسام سليمان: عملت فى مصنع ملابس من أجل «هيام»
رغم قلة أعمالها السينمائية مقارنة بمشوارها الذى بدأته قبل عشرة أعوام، قدمت فيها أربعة أفلام، فإن الكاتبة وسام سليمان استطاعت أن تحفر لنفسها مكانة متميزة بين كتاب السيناريو منذ أول أفلامها «أحلى الأوقات» عام 2004، مروراً بفيلميها «بنات وسط البلد»، و«فى شقة مصر الجديدة» وأخيراً «فتاة المصنع» الذى يعد اللقاء الثالث لها مع المخرج محمد خان. فى «فتاة المصنع» اقتربت وسام سليمان أكثر من عالم المرأة كما لم تقترب من قبل، وسارت على نفس النهج الذى بدأت به أفلامها السابقة، وهو الانحياز للمرأة بكل معاناتها فى المجتمع على اختلاف الطبقات التى تنتمى لها.
تتحدث فى البداية قائلة: «فكرة تقديم فيلم عن فتاة عاملة فى مصنع كانت فى الأساس للمخرج محمد خان، وتحدثنا سوياً فى الأمر خلال عام 2008، ولم أكن وقتها أمتلك تفاصيل كثيرة عن ذلك العالم تؤهلنى لخوض تجربة الكتابة عنه، فأردت أن أقترب منه ومن هنا بدأ البحث عن مصنع ملابس كى أعمل فيه دون أن يعرف أحد أننى كاتبة سيناريو، عشت تجربة أن أعمل فى مصنع ملابس، واختلطت بباقى الفتيات العاملات فيه، لأقترب من نموذج الفتاة التى تعمل فى اليوم ما يزيد أحيانا على ١٢ ساعة، وتعود للمنزل لتجد ما يتبقى لها من أعمال البيت. وتضيف وسام: «رغم اقترابى من تفاصيل ذلك العالم فإننى لم أستطع البدء فى الكتابة إلا بعد مرور عام تقريباً، ووقتها بدأت فى تحديد ملامح القصة، وبدأت فى كتابة العمل فى 2009 وانتهيت منه فى 2010». وعن شخصية «هيام» بطلة الفيلم تقول: «هيام نموذج مختلف عما قدمته من قبل، فهى طوال وقتها تعمل، وتعيش فى مجتمع قاس لا يمنحها حقوقها الكاملة رغم استقلاليتها، وهو ما يعطيها قوة فى مواجهة ظروفها، فهذه الشخصية مختلفة عن البنت التى تعلمت فى المدرسة والجامعة وتربت على تقاليد الأسرة المتوسطة، تملك الجرأة للسعى نحو من تحبه وتبادره بالحديث ببراءة شديدة، لديها ثقة فى ذاتها واعتزاز كبير بنفسها رغم مستواها الاجتماعى المتدنى، ومن هنا تستمد تفردها فى شخصيتها وتمردها». وأضافت: «رفضت «هيام» نظرة المحيطين واعتبرت مجرد توجيه الاتهام لها إهانة، وحاولت الدفاع عن نفسها، وفى نفس الوقت حاولت الانتحار عندما شعرت أن حبيبها سيتزوجها تحت ضغط وإكراه من أهلها». وعن أقسى المشاهد التى تخص «هيام» فى العمل قالت وسام: «مشهد قص شعرها من قبل جدتها وعماتها، كان يجسد جزءا من القهر الذى تعرضت له، وهو فعل كان المقصود به فى الأساس أمها لكى ترسل لها الجدة رسالة مفادها أنها فشلت فى تربية ابنتها».
وتختتم حديثها قائلة: «نموذج شخصية هيام هو الأقرب لى من كل ما قدمت من شخصيات نسائية فى أعمالى، تمنيت بشدة أن أكون مثلها وأمتلك نفس جرأتها وحبها للحياة، وإحساسها العالى بذاتها، وأتصور أن جيل «هيام» القادم، سيملك الكثير من تلك الملامح التى لم يمتلكها جيلى».