جدل قبطي حول حملة "استري نفسك في الكنيسة".. وداود لمعي يتبرأ
شعار حملة استري نفسك في الكنيسة
عاد من جديد الجدل بين الأقباط حول تصريحات القادة الكنسيين حول ملابس السيدات ومطالبتهن بالحشمة داخل أسوار الكنيسة، وانتشرت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي رفعت شعار "استري نفسك في الكنيسة.. خلي الناس تعرف تصلي"، وزعم مروجوها، أنهم يستمدون تلك الأفكار من القمص داود لمعي راعي كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة في القاهرة.
وبين مؤيد ورافض للحملة تراوحت آراء الأقباط، وقالت نيفين لطفي: "أي كلام عن ملابس بناتنا مرفوض، بناتنا زي الفل، وفيديو أبونا داود محزن ومحبط، ارفعوا أيديكم عن بناتنا مش هيبقي المجتمع والكنيسة، مفيش واحدة بتدخل تتناول ولبسها بيبقي غير لائق، يفرق إيه الكلام ده عن كلام السلفيين".
وقال وجدي وليم: "يا ريت تبقى حملة ومبادرة عامة في كل الكرازة، وكلام أبونا داود أسعد الغالبية، ولذلك انتشر الفيديو بسرعة مهولة والناس المعترضة على كلام أبونا هم صوت عالي فقط باسم الحرية الشخصية، فين روح المحبة وقبول الغير إلخ، لكن الرد عليهم بسيط، أين هي مخافة الله وأين هي روح تقديس بيت الله (ببيتك يا رب تليق القداسة) وأخيرا العيب على البيت وربنا يساعد كهنة كنيسته لأنهم لما أحبوا يصلحوا ما فسد في البيوت اتهاجموا".
وأعلنت كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة، القمص داود لمعي، أنهما غير مسؤولين عن أي حملات أو مبادرات أعلنت أو أستغلت اسمه أو أدعت أنها تحت رعايته، مشيرا إلى أنه لم يطلب من أي خدمات أو مواقع أو منتديات بالترويج لمثل هذه المبادرات.
وأشارت الكنيسة، إلى أنها لم تتدخل في ملابس المسيحيات ولم تحدد أزياء معينة مثل "كم طويل" أو مقاسات محددة، ولكنها طالبت بأن يكون اللبس غير خليع، مشيرة إلى أن بعض التصرفات التي لا تليق تحدث في الكنيسة وتحتاج توجيه.
كاهن مارمرقس: قلبي بيوجعني وكل رجل ترك زوجته ترتدى الملابس الخليعة سيسأل أمام الله
وكانت عظة لـ"لمعي"، انتشرت على الجروبات والمنتديات القبطية يؤكد فيها "أن قلبه يوجعه على الفتيات والسيدات اللاتي يدخلن الكنيسة بملابس غير لائقة لأنه يؤكد عدم الخوف من الله فهم لا يسعون لأخذ البركة، ولأنها معثرة لأنها تستهين ببيت الله"، قائلا: "الملائكة تقف فى صلوات القداس خائفة تغطي عينيها وأرجلها في حضرة الله فكيف للبشر أن يتجرأوا على هذا اللبس الخليع؟، أشعر أن كل رجل ترك زوجته ترتدي هذه الملابس سوف يسأل أمام الله وإلا ليس له كلمة في بيته".
كنائس تصدر قوائم المحظورات في الملبس: "اللبس القصير والجينز الممزق"
واستغلت بعض الكنائس كلام "لمعي" ونشرت "بوسترات" على أبوابها بقوائم الملابس الممنوعة داخلها والتي شملت: "الملابس القصيرة، التيشيرتات الكاشفة، الفساتين غير اللائقة، فساتين الأفراح المكشوفة، الجينز الممزق، الشورت والبرمودا، التيشيرتات الكت، والفساتين المكشوفة"، وذلك تحت شعار آية الإنجيل "ألستم تعلمون أن أجساهم هي أعضاء المسيح".
وقال هاني عزت: "ظهرت في السنوات الأخيرة بعض خطوط الموضة النسائية لاقت كثير من الاعتراضات لكن هذا لا يمنع حرية المرأة في ارتداء ما تريد وهذا حقها المشروع، والمشكلة في الفكر والشهوة أو الشو الإعلامي ضد المرأة وملابسها، وكان بالأحرى أن يتم التوجيه داخل الكنيسة في عظات أو في زيارات الافتقاد وليس بإعلانات على أبواب الكنائس ومن كهنة وأكليروس".
وطوال السنوات الماضية، ظهرت مثل تلك الحملات داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فكانت مطالبة الأنبا بيشوي مطران كفر الشيخ ودمياط الراحل في 2012 للمسيحيات بالاقتداء بالمسلمات في ملابس الاحتشام، وأصدر تنبيه على الفتيات القبطيات اللاتي تزيد أعمارهن عن 11 عامًا والسيدات بعدم ارتداء البنطال، أو وضع مكياج في أثناء تقدمهن لـ"التناول" وهو أحد أسرار الكنيسة السبعة، ما أثار عليه عاصفة من الهجوم وصلت لتنظيم وقفة ضده داخل جدران الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ليتراجع المطران عن تصريحاته عقب ذلك.
وفي 2015، حذر المجلس الإكليريكي المحلي في إيبارشية ملوي وأنصنا والأشمونين للأقباط الأرثوذكس، المعني بالأحوال الشخصية للأقباط، بشأن "ممنوعات ليلة الحنة"، والتي تشمل "الرقص الخليع، والدي جي، والمخدرات، والخمور".
وأصدر الأنبا بموا أسقف السويس، في 2015، تنبيه بإلزام العروس والمدعوات بالحشمة وارتداء "برنص طويل" داخل الكنيسة في أثناء مراسم الزواج، وألغى الزينة خلال الأفراح بالكنيسة.
كما منع الأنبا يؤانس أسقف أسيوط، الفتيات من دخول قداسات الأكليل أو نصف الأكليل بملابس غير محتشمة في الكنيسة، وأمر بتفصيل "برنص" للحشمة ترتديه الفتاة قبل دخولها الكنيسة.