آخرها الموسكي.. دعوات لوضع نظام أمان وضوابط للأسواق لعدم تكرار الحرائق
حريق الموسكى
أعلنت غرفة القاهرة التجارية حالة الطوارئ، منذ اندلاع حريق الموسكى بمنطقة العتبة، أمس، وشكلت لجنة عاجلة لمتابعة تداعياته على أرض الواقع، وإجراء عمليات الحصر للمتضررين.
وقال إبرهيم العربى رئيس الغرفة، إن المتابعة مستمرة مع كل الجهات المعنية لمساندة المتضررين من هذا الحريق، لافتا إلى أن معاينات تجري لتحديد حجم الخسائر.
ودعا "العربى" لإعادة هيكلة الأسواق الشعبية، على خلفية الحرائق الكبيرة التى حدثت خلال الفترة الماضية، وكشف عن أن معدلها قد يصل إلى 9 سنويا.
وأوضح لـ"الوطن" أن الأسوق القديمة تشكل نواة وبؤرة خصبة لنشوب الحرائق الخطرة كونها مواقع تصعب مهام فرق الدفاع المدني والجهات الأمنية الأخرى، نظرا لتداخلها وضيق سعتها وتجاورها، وعدم الاهتمام باشتراطات السلامة الخاصة التي تفرضها الدولة عند مزاولة المهنة.
وأشار "العربي" إلى أن العشوائية في التعامل مع الحرائق هو السبب في تحقيق خسائر كبيرة، وقال إن الحرائق التى تحدث فى تلك الأسواق تشوه الشكل العام، فضلاً عن الخسائر المادية التي تقع على كاهل التاجر، وهو الأمر الذي يتطلب إقامة دورات متخصصة لتدريب أصحاب المحلات التجارية الرسمية على كيفية التعامل مع الحرائق، بشرط توفر البنية الأساسية الخاصة بالإطفاء من أجهزة الكشف عن الحرائق وخراطيم المياه، وغيرها من لوازم تفي بالمطلوب في هذا الشأن، بالإضافة إلى أهمية دور الجهات المعنية في عمل الجولات على الأسواق للتأكد من توفر شروط السلامة تجنبا لمخاطر الحرائق.
من جهته، أوضح أسامة سعد جعفر رئيس شعبة الأدوات الكتابية السابق بغرفة القاهرة التجارية، أن أجهزة الأمن داخل الأسواق الشعبية غير كافية لمواجهة الحرائق، حيث أنها تساعد في إطفائها في بدايتها فقط، كما أن العمال غير متخصصين في أعمال الإطفاء، مشيرا الى أنه عند اشتعال الكرتون مع البلاستيك مع الكيماويات، تكون هناك صعوبة في السيطرة على الحريق.
وأشار إلى أنه لاحظ أن الأسواق الشعبية تفتقد إلى معايير الأمن والسلامة، وتحتاج إلى تطوير تام وإعادة هيكلة، فتلك الأسواق تمثل 60% من حجم الاقتصاد في المحافظات.
وشدد على ضرورة تواجد مركز للدفاع المدني بقرب كل منطقة أسواق، بهدف الإسراع في الإنقاذ قبل تفاقم الأمور في حالة اندلاع حريق، وأشار إلى أن خطورة هذه الأسواق تكمن فى استخدام الباعة الجائلين لمواد شديدة الاشتعال، وبسبب ضيق المكان، ولعشوائيتها، يصعب على أجهزة الدفاع المدنى الدخول إليها، وبالتالي تنتشر النيران أكثر بين المحال، وتتسبب فى إحداث خسائر بالجملة.
وقال نادر رياض، رئيس شركة بافاريا لطفايات الحريق، إن أسباب عدم تمكن أجهزة الإطفاء من إخماد الحرائق فى الأسواق الشعبية، يأتى بسبب الغش الصناعي الذى طال جميع الصناعات الناجحة، ومن بينها صناعة أجهزة الإطفاء، خاصة أن أغلب منتجيها يعملون في مناطق عشوائية، ويصعب التوصل إليهم.
وأضاف: "المشكلة هي أن المستهلكين يكونوا ضحايا هذا الغش، لأنهم يعتمدون على شراء ماركات أسماء طفايات معروفة، دون أن يدركوا أنها مجرد منتجات قديمة من هذه الماركات، تم طلاؤها، لإحكام الخداع والنصب".
ووجه عدة نصائح للتغلب على أساليب غش طفايات الحريق، كالتالي:
أولا: توعية المستهلك بضرورة التأكد من مصادر الطفايات التي يشتريها.
ثانيا: يفضل أن يكون الشراء من موزعين معتمدين، أو من المصانع المعروفة.
ثالثا: الحرص على إتمام عمليات الصيانة الدورية عن طريق هذه المصانع والمحال المعروفة.
رابعا: وضع ضوابط صارمة أمام مستوردي أجهزة الحريق، حتى لا تدخل أنواع قليلة الجودة، سعيا من هؤلاء المستوردين لتحقيق مكاسب كبيرة، خاصة أن بعضهم يقبلون على الأنواع المغشوشة لانخفاض سعرها مقارنة بالأصلية.
واندلع حريق هائل في منطقة الموسكي، أمس الجمعة 4 مايو، أسفر عن إصابة 51 مواطنًا بحالات اختناق، نُقل 6 منهم فقط إلى المستشفيات.
وأكد مصدر بمديرية أمن القاهرة، الدفع بـ14 سيارة إطفاء للسيطرة على الحريق، الذي نشب في 4 محلات تجارية.
وقال إن الخسائر المبدئية لحريق ممر الشابوري بمنطقة الموسكي، تمثلت في التهام النيران لـ40 محل ملابس وأقمشة وعطور.
وأضاف المصدر أن النيران تجدد اشتعالها أكثر من 3 مرات في أثناء إجراء قوات الحماية المدنية لعمليات التبريد، مشيرا إلى أن السبب في ذلك هو وجود العديد من محلات بيع العطور بالممر، ووجود كحوليات ومواد قابلة للاشتعال بها.
وسبق أن اندلع حريق في المنطقة نفسها، خلال أقل من عام (يوليو 2018)، بمحلات ملابس في الطابقين الأول والثاني وامتد الثالث، في عقار مكون من 4 طوابق في حارة اليهود بشارع الموسكي من ناحية مسجد الحسين.