الشمال السوري يشتعل.. احتجاجات عشائرية ضد المشروع الانفصالي للأكراد
قوات سوريا الديمقراطية.. صورة أرشيفية
فيما يبدو أنه فشل لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" ذات الغالبية الكردية في احتواء غضب العشائر العربية المنتفضة ضدهم في مدينة "دير الزور"، تواصلت احتجاجات العشائر في شمال شرق سوريا ضد "قسد" ونظام الإدارة الذاتية خاصة في "بلد الشحيل".
وعقدت قوات سوريا الديمقراطية، أمس، لقاءات مجمعة مع العشائر العربية لتهدئة غضبهم، إلا أن اللقاءات لم تفض إلى شيء، ما يثير تساؤلات حول أسباب الاحتجاجات العربية ضد الأكراد في هذه المنطقة.
محلل وإعلامي سوري: العشائر تنتفض ضد المشروع الانفصالي لقوات "قسد"
قال الدكتور خالد المطرود، مدير شبكة البوصلة الإعلامية السورية، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن "السوريين الأكراد عاشوا على هذا الوطن وعلى هذه الأرض، وكان لهم دور وطني وقيادات على رأس العمل. وفي عام 2011 مع بداية الحرب على سوريا قام المشروع الانفصالي الذين أرادوا أن يكون لهم نصيب من الحرب السورية ورهنوا أنفسهم للخارج الأمريكي والإسرائيلي وطرحوا مشاريع انفصالية منذ بداية الحرب السورية".
وأضاف "المطرود": "بعد 8 سنوات من الحرب على سوريا وما حققه الجيش السوري في محاربة الإرهاب وتحرير الأرض السورية من الإرهاب، فكان لذلك ارتدادات كبيرة على المنطقة الشمالية الشرقية في سوريا، التي تسيطر على قسم منها قوات سوريا الديمقراطية".
وتابع: "الآن أهلنا من العشائر والشرفاء انتفضوا في كيانات وتجمعات عشائرية ومظاهرات ضد ما يسمى بقوات قسد وسياستها التي تدعو إلى الانفصال عن الدولة السورية وإلى المشروع الكردي السياسي مع توحيد الجهود الشعبية كافة عند العشائر لرفع الصوت ضد تقسيم سوريا، وخاصة أن العشار العربية تضرروا كثيرا من ظروف الحرب هناك".
وعادة ما يعلن أكراد سوريا أن مشروعهم لا يقوم على فكرة الانفصال عن الدولة السورية، وإنما على أساس إقامة نظام لا مركزي يتمتعون فيه بإدارة ذاتية تحت العلم السوري، كأحد أشكال الدول.
وتعقيبا على ذلك قال "المطرود": "المشروع الذي بدأوا فيه يضاهي ما حدث في العراق من مطالبة بحكم ذاتي ثم دعوة إلى الانفصال والاستقلال وكلها محاولات لزعزعة الاستقرار في سوريا وتهديد وحدة سوريا".
وأضاف: "والدولة السورية أخذت قرارا بتحرير كل سوريا والقضاء على كل المخططات التي تنال الدولة السورية، وأحد نتائج ذلك هو انتفاض العشار العربية ضد وحدات سوريا الديمقراطية، خصوصا مع زوال تنظيم داعش الإرهابي، (البعيع) الذي اعتمداوا عليه وهو الذي لم يعد غطاء يصلح للمطامع الانفصالية".
وتضم قوات سوريا الديمقراطية خليطا من السوريين بما في ذلك العرب إلا أن الأغلبية للأكراد، وقد ساهموا بشكل رئيسي في معارك الإطاحة بتنظيم "داعش" الإرهابي والتي كانت آخرها معركة "الباغوز" في مارس الماضي.
القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية: نؤمن بوحدة سوريا لكن لن نعود إلى ما قبل 2011
في المقابل، قال القائد العام لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، مظلوم عبيدي، في كلمة ألقاها، أمس، خلال ملتقى العشائر السورية الذي نظمه "مجلس سوريا الديمقراطية" في عين عيسى: "قواتنا تؤمن بوحدة الأراضي السورية وتكافح في سبيل وحدتها، ونؤمن بالحوار السوري - السوري لحل مشاكل كل المنطقة، ولكن نؤكد أيضا أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال العودة إلى فترة ما قبل 2011".
وأضاف: "ونؤكد أنه لا يمكن حل المشاكل الموجودة في المنطقة عن طريق المصالحات أو بأساليب أخرى. نحن مستعدون للحوار مع حكومة النظام السوري والحكومة المركزية من أجل الوصول إلى حل للأزمة".
كما شدد على أنه "لا يمكن الوصول إلى سوريا الديمقراطية بدون الاعتراف بحقوق الشعب الكردي دستوريا، ولا يمكن الحل دون الاعتراف بالإدارة الذاتية، التي تخدم مكونات المنطقة".
واعتبر أن "الوصول إلى الحل لا يتحقق إلا من خلال القبول بخصوصية قوات سوريا الديمقراطية ودورها في حماية هذه المنطقة مستقبلا، فكما قامت بتحريرها، فهي جديرة بأن تحظى بخصوصية في سوريا المستقبل".
وتضع الحكومة السورية قوات سوريا الديمقراطية أمام حلين لا ثالث لهما، إما القبول باتفاقات المصالحة أو الحل العسكري، والتي أبرمتها دمشق خلال السنوات الماضية، إثر عمليات عسكرية، ما سُمي بـ"اتفاقيات مصالحة" مع فصائل مسلحة، نصت على إجلاء رافضي التسويات إلى أراض خارج سيطرة الحكومة على أن تعود كل مؤسسات الدولة الإدارية والأمنية إليها.
وبالتوازي مع احتجاجات العشائر العربية ضد الأكراد، دعا المشاركون في ملتقى العشائر السورية الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية إلى خروج القوات التركية من ريف حلب الشرقي والغربي، وفق بيان صدر أمس عن هذا الملتقى.
وأكد المشاركون على وحدة تراب سوريا وسيادة شعبها "وإنهاء كل الاحتلالات التركية للمناطق السورية جرابلس واعزاز والباب وإدلب، وتحرير عفرين وعودة آمنة ومستقرة لشعبها والسعي بأسرع وقت ممكن للتخلص من آثار الصراعات المسلحة وخلق شروط حياة جديرة لشعب سوريا على أساس العيش المشترك وأخوة الشعوب".
خريطة النفوذ العسكري في سوريا بعد 8 سنوات من الحرب
- الحكومة السورية استعادت السيطرة على حوالي 95% من الأراضي التي فقدتها.
- الحكومة السورية تسيطر على حوالي 60% من سوريا.
- تنظيم "داعش" الإرهابي: هزم في "الباغوز" التي لا تتجاوز 4 كيلومترات.
- الفصائل المسلحة: تجمعت في "إدلب" آخر معاقلها بنحو 10% من مساحة سوريا.
- الأكراد: يسيطرون على منطقة شرق الفرات التي تبلغ أكثر من 30% في سوريا.