العاملون فى السياحة: نعانى آثار سنوات «الثلاثية السوداء» عقب «25 يناير».. والعام الحالى سيعيدنا إلى إنجاز 2010
السياحة الأجنبية عادت بعد استقرار مصر أمنياً
أطلق العاملون بالقطاع السياحى على السنوات الـ3 التى تلت ثورة 25 يناير 2011 اسم «الثلاثية السوداء»، نظراً للركود الذى أصاب القطاع السياحى نتيجة الفوضى الأمنية والسياسية التى سادت مصر خلال تلك الفترة، وتغير نوعية السياح الذين يفدون لمصر ومستوى دخلهم، لكن أحوال القطاع بدأت فى التحسن تدريجياً بعد ثورة 30 يونيو 2013 وعودة الاستقرار من جديد، وبدأ يجنى ثمار هذا التحسن حالياً بعد ارتفاع أعداد السياح خلال العام المالى 2017 - 2018 إلى نحو 47%، بالمقارنة بالعام الذى يسبقه، وسط توقعات بتحقيق السياحة أرقاماً غير مسبوقة سواء فى الإيرادات أو أعداد السياح خلال العام الجارى.
وقال حسام هزاع، عضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية، إن الحركة السياحية الوافدة لمصر تأثرت بالسلب عقب ثورة يناير 2011، وذلك بسبب عدم الاستقرار الأمنى الذى ضرب مصر، وأدى لتخوف السياح من زيارتها، لاسيما مع زيادة الاعتصامات والمظاهرات المستمرة، وحالات قطع الطرق واختطاف السياح، التى انتشرت خلال تلك الفترة، وأضاف، لـ«الوطن»، أن أكثر من 500 ألف من العمالة المدربة تركوا القطاع بسبب حالة الركود، واتجهوا إما للسفر للخارج أو الاشتغال بمهن أخرى، كما أرغم تراجع أعداد السياح عدداً كبيراً من الشركات والفنادق على تسريح عاملين لديها.
"هزاع": 500 ألف عامل هجروا القطاع منذ 2011 و47% ارتفاعاً فى أعداد السياح خلال 2017-2018
وأكد «هزاع» أن ثورة يونيو 2013 كانت بداية النهاية لحالة فوضى الشارع التى أثرت بالسلب على الحركة السياحية، وبدأت العديد من الدول رفع حظر سفر سائحيها إلى مصر، حتى بعد سقوط الطائرة الروسية بشرم الشيخ فى 2015 وتأثر الحركة السياحية بها، جاءت زيارات الرئيس عبدالفتاح السيسى للعديد من دول العالم لتعيد التوازن النسبى للقطاع مرة أخرى، وأدت لارتفاع أعداد السياح والإيرادات خلال العامين الماضيين.
ولفت عضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية إلى أن تقرير وزارة المالية أكد أن أعداد السياح الوافدين لمصر خلال العام المالى 2017-2018 ارتفعت بنحو 47% عن العام الذى سبقه، كما أنه من المتوقع أن يتجاوز أعداد السياح الذين يزورون مصر نهاية العام الجارى حاجز الـ14 مليون سائح، كما ستتخطى الإيرادات حدود الـ12 مليار دولار، مشيراً إلى أن اتحاد الغرف السياحية ينظم دورات تدريبية للعاملين بالقطاع السياحى كافة، وذلك للارتقاء بمستوى العمالة والخدمة المقدمة للسائح ومحاولة جذب عمال مهرة للقطاع من جديد.
"فلا": 1.7 مليون ألمانى زاروا مصر فى 2018 و2010 كان يعتبر عام الذروة للسياحة المصرية
من جهته، قال محمد عثمان، نائب رئيس غرفة شركات السياحة بالصعيد، إن «الثلاثية السوداء» التى تلت ثورة يناير 2011، أثرت سلباً على الحركة السياحية الوافدة إلى مدن الصعيد، بخاصة الأقصر وأسوان، مشيراً إلى أن متوسط نسب الإشغال خلال تلك الفترة لم يتعد بمدن الصعيد السياحية حاجز الـ15%، ومن 2011 وحتى منتصف عام 2013 كان العديد من أصحاب شركات السياحة والفنادق يفضلون عدم قدوم السياح الأجانب لمصر، حتى لا تتأثر الصورة الذهنية للسائح عن مصر بمشاهد الفوضى، والتى كانت تستهدف السياح أنفسهم فى بعض الأحيان.
وأشار «عثمان» إلى أن متوسط إنفاق السائح خلال هذه السنوات الثلاث كان لا يتخطى الـ 30 دولاراً فى اليوم، وهو قليل للغاية بالمقارنة بتكاليف البرنامج السياحى والرواتب، ما دفع أعداداً كبيرة من العمالة المدربة بالصعيد لترك العمل بالسياحة، لكن العامين الأخيرين شهدا تغير الصورة الذهنية لمصر لدى السائح بصورة إيجابية، كما ارتفع متوسط إنفاق السائح من 30 دولاراً يومياً إلى أكثر من 80 دولاراً، وباتت الحجوزات مستمرة فى الأقصر وأسوان خلال موسمى الصيف والشتاء، بعد أن كانت مقصورة فقط على شهرين طوال العام.
"عثمان": ارتفاع متوسط إنفاق السائح اليومى حالياً لـ80 دولاراً بدلاً من 30 دولاراً
ومن جهته، قال محمد فلا، عضو جمعية مستثمرى البحر الأحمر، إن «الثلاثية السوداء» عقب ثورة يناير هى أعوام للنسيان، فقد كان القطاع السياحى هو الأكثر تأثراً بها بشكل سلبى، ما أدى إلى إغلاق العديد من المنشآت السياحية والفندقية، بخاصة بالغردقة وشرم الشيخ، وما تبعها من هجرة العمالة المدربة، منوهاً بأن الفنادق كانت تعمل خلال تلك الفترة بنصف طاقتها، وكان الهدف الرئيسى من ذلك هو دفع رواتب العاملين بها، ورغم التحسن الحالى، ما زال القطاع يدفع فاتورة تلك الفترة، فقد تسبب تراجع الحركة السياحية فى عدم إجراء أعمال صيانة لغالبية الفنادق.
وأشار «فلا» إلى أنه بعد ثورة يونيو 2013 بدأت الأمور تتحسن تدريجياً حتى وصلت إلى المعدلات الحالية، والتى ستقترب من الأعداد التى تحققت عام 2010، الذى كان يعتبر عام الذروة للسياحة المصرية، فالعامان الماضيان أثبتا قوة صناعة السياحة وأنها ليست هشة، وشهدا فتح أسواق جديدة والاستغناء مرحلياً عن السياحة الروسية التى كانت تمثل نحو 30% من الحركة السياحية قبل 2015، مشيراً إلى أن السوق الألمانية نجحت فى تعويض أعداد السوق الروسية، وزار مصر خلال عام 2018 نحو 1.7 مليون سائح ألمانى، وقد يشهد العام الحالى زيادة فى أعدادهم.
مصدر: الوزيرة تتطلع إلى أن يكون فى كل بيت مصرى فرد يعمل بالسياحة قبل 2030
ومن جهته، كشف مصدر بوزارة السياحة أن الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة، تستهدف أن يكون لدى كل أسرة مصرية فرد يعمل بالسياحة، وذلك فى إطار خطة الدولة لتحقيق التنمية المستدامة 2030، باعتبار أن قطاع السياحة هو قاطرة التنمية ويقود أكثر من 70 صناعة خلفه، لافتاً إلى أن السياحة عانت بشكل كبير جراء حالة الفوضى التى أعقبت ثورة يناير 2011، موضحاً أن أعداد العاملين بالقطاع السياحى بصفة مباشرة أكثر من 400 ألف عامل، أما من يعتمد عملهم على السياحة بصورة غير مباشرة فيتخطى عددهم 2 مليون عامل.