يا بخت من كان «متطوع رياضى»: «بنشوف نجوم عالميين»
أحمد حامد ومحمد هيثم
كرنفال رياضى يلتف حوله عشاق الساحرة المستديرة من مختلف دول القارة السمراء، ينتظرونه كل عامين لمتابعة مبارياته والتفاعل مع نجومه، ومساندة فريق بلدهم، يبحثون عن الفرصة المناسبة ليكونوا جزءاً من الحدث، فلم يجدوا إلا بوابة التطوع التى تفتح ذراعيها للشباب من الجنسين للمشاركة وفقاً لشروط اللجنة المنظمة لكأس الأمم الأفريقية، التى تستضيفها مصر بعد غياب 13 عاماً. فور فتح باب التقدم للتطوع، بادر العديد من الشباب بتسجيل بياناته على أمل أن يكون بين الفائزين.
سجل «أحمد حامد»، خريج كلية تجارة لغة إنجليزية، فى اليوم الأول من فتح باب التقديم، معتبراً إياها فرصة تفتح أمامه الباب ليكون ضمن المتطوعين فى بطولة كأس العالم، يقول: «بقالى 7 سنين فى مجال التطوع واتعلمت كتير وحلمى كأس العالم»، قدم فى ثلاثة أقسام منها المعايشة والإقامة واللوجيستيات، متمنياً أن يكون ضمن المقبولين للمساهمة فى تقديم صورة مشرفة عن بلده واكتساب الخبرات، والتعرف على أناس جدد.
تقدمت «مريم محمد»، حديثة التخرج فى كلية الإعلام جامعة القاهرة، للتطوع فى بطولة كأس أفريقيا، مشيرة إلى أنها تطوعت فى أنشطة سابقة بوزارة الشباب والرياضة، وقبلها بالجامعة، حباً فى النشاط الخدمى الذى تكتسب منه خبرات تفوق المقابل المادى، تقول: «الحياة مش فلوس وبس»، لم تكن وحدها التى بادرت بملء بيانات التقدم فى لجنة المتطوعين، بل انضم إليها عدد كبير من أصدقائها ومعارفها الذين ينتظرون هذا الكرنفال القارى، ويضم جنسيات وثقافات مختلفة: «متحمسة للتجربة دى ونفسى أكون جزء منها».
"أحمد": حلمى أشارك فى تنظيم كأس العالم و"محمد": التطوع بيدِّى الإنسان إحساس جميل
قبل 3 سنوات، كان «محمد هيثم سكر»، الطالب بكلية الصيدلة فى الجامعة الروسية، يسأل الطلبة القدامى عن فرص التطوع المتاحة داخل وخارج الجامعة، يقول: «بحب التطوع جداً وعاوز أوجه طاقتى فيه»، هكذا تلقى عشرات النصائح التى قادته لاحقاً لأن يصبح رئيس اتحاد طلاب الجامعة الروسية، حيث يوجه جهوده فى عدد كبير من أشكال التطوع، على رأسها المجال الرياضى.
«التطوع عموماً بيدى الإنسان إحساس جميل، فما بالك لو التطوع ده فى مجال الواحد بيحبه وهو الرياضة»، لم يفوّت الشاب المجتهد فعالية دولية إلا وتقدم لها للمشاركة فى التنظيم، بما فيها الفعالية المرتقبة لكأس الأمم الأفريقية، بحثاً عن الاحتكاك بثقافات أخرى، لكن الحظ لم يحالفه بعد، ومع ذلك لم يفوت التجربة على نفسه، يضيف: «أنا متطوع بالمجهود فى متابعة ورصد الأحداث الرياضية وكتابة المحتوى الخاص بها لعدد من المواقع الرياضية، غير مسئوليتى عن صفحات السوشيال ميديا»، فضلاً عن تطوعه لتنظيم عدد كبير من الدورات الكروية داخل الجامعة وخارجها: «لما تكتب مقال وانت منتظر عليه أجر غير لما تكتبه بمزاجك وبراحتك، ومخاطبة 100 ألف شخص من أعضاء الصفحة اللى بديرها على موقع التواصل مش سهلة خاصة، مع الدور الكبير اللى بتلعبه مواقع التواصل، بتشيل مدربين ورؤساء أندية بسبب منشور أو تويتة أو توجهات رأى عام مع أو ضد، غير حالة التعصب اللى بحاول أساهم فى تقليلها». العديد من مهارات الكتابة والمخاطبة والتعامل مع الآخرين اكتسبها «محمد» خلال تجربته: «تجربة رائعة تستحق الوقت اللى بقضيه فيها».
التطوع لا يتعلق فقط بكرة القدم، هذا ما أثبته فريق «ستريت رانرز»، ويضم 5 أصدقاء قرروا القيام بالمهمة: «بننظم إيفنت أسبوعى كل يوم جمعة فى القاهرة الجديدة لسكان مدينتى، والرحاب، والتجمع، والشروق، والالتزام والقدرة على الحضور من أهم الشروط للانضمام للفريق»، يقولها عمر محمد، مشيراً إلى عدد آخر من الفعاليات.
محمود أحمد، سبق له التطوع فى أولمبياد «ريو دى جانيرو» الماضية فى الأرجنتين، وكانت التجربة ممتعة لدرجة إنه تحول إلى دعاية متنقلة بين الأصدقاء للحاق بالتطوع فى الأولمبياد القادمة، قبل إغلاق أبواب التقديم: «التجربة تستحق، والوجود بين قرابة 90 ألف شخص من جنسيات مختلفة ولغات وخلفيات مختلفة، ثرى جداً، وفعلاً بعض الأصدقاء قدموا، وفى انتظار التجربة الممتعة».
أحمد نجيب سبق له التطوع فى تنظيم أولمبياد ريو دى جانيرو 2016، وكأس الأمم الأوروبية أوكرانيا وبولندا 2012، وكأس العالم فى روسيا 2018، يقول: «الشغل مع فريق من جنسيات متعددة بيدى بُعد مختلف للتجربة، كل فريق من دول كان فيه ما لا يقل عن ٢٥ جنسية، وطبعاً الواحد بيشتغل جوه نظام قوى ومنظم جداً، واتعلمت أبقى طموح لأنى تعاملت مع أنجح رياضيين فى العالم عن قرب.