اختراع لتبريد محطات الكهرباء و«الديزل» باستخدام «النانو»
المخترع أحمد الشامى
تخرج المخترع أحمد الشامى، 23 عاماً، فى قسم القوة الميكانيكية بهندسة المطرية جامعة حلوان، العام الماضى، وفاز بالميدالية الفضية فى معرض جنيف الدولى للاختراعات، العام الحالى، بمشروع لتبريد محطات الكهرباء ومحركات الديزل باستخدام جزيئات «النانو».
يقول أحمد لـ«الوطن»: عملت على المشروع مع 10 أصدقاء، وكان خاصاً بآخر سنة دراسة فى الكلية، ثم انشغلنا جميعاً فى دوامة الحياة، وبعد فترة فكرت فى إحيائه مرة أخرى، حيث لاحظت أن المحطات الكهربائية وشركات المولدات تنفق الكثير من الأموال على دورة التبريد فى المحركات، فأجريت التجارب داخل معمل الكلية على مدار أكثر من 8 شهور على الرادياتير ومحركات العربات الصغيرة، وحقق نتائج جيدة وفقاً للأبحاث والتجارب التى اطلع عليها متخصصون فى هذا المجال بمصر، وما زال المشروع بحاجة إلى بعض التحديثات، ويلزمه بالتأكيد دعم فنى ومادى من قبل الجهات المسئولة».
وعن أبرز المعوقات التى واجهته، قال: «واجهتنى صعوبة فى كيفية الحصول على جزيئات النانو بطريقة محترفة وذات جودة عالية، وتغلبت عليها باستيرادها من الخارج، وأيضاً عدم دعم أى جهة حكومية لتطبيق المشروع على أرض الواقع».
أحمد الشامى الفائز بـ"فضية جنيف للاختراعات": "باحلم أكمل مشروعى عشان أخدم مصر"
يعمل «أحمد» فى إحدى شركات البترول لتوفير دخل مادى، حتى يتمكن من الإنفاق على مشروعه واستكماله، يضيف: «ربنا بيقدرنى وبقدر أوفق بين شغلى فى الشركة والمشروع، وأول ما بروح الشركة بركز كل جهدى فى شغلى، ولما باخرج من باب الشركة بسعى بكل طاقتى للعمل فى مشروعى، اللى بحلم إنى أستكمله فى أسرع وقت لخدمة بلدى».
ويشرح تفاصيل المشروع، قائلاً: «اكتشفنا طرقاً مبتكرة لزيادة كفاءة الدورة التبريدية، وتقليل تكاليفها عبر استخدام بعض المعادن بتركيزات مختلفة ثم خلطها، باستخدام الموجات فوق الصوتية، وإضافة بعض المواد الأخرى لإنتاج خليط متجانس يسير فى مسارات التبريد بدلاً من المياه، لتزيد كمية الحرارة المتنقلة، فيقل حجم المكونات بدائرة التبريد، وكذلك تكلفة التشغيل».
يؤكد المبتكر المصرى أن تطبيق المشروع يحقق عوائد اقتصادية كبيرة، حيث يمكنه خدمة كل محطات الكهرباء الثابتة، والمحطات النووية، وشركات مولدات الديزل والمعدات الثقيلة ومصانع الكيماويات، وأى مصنع يستخدم أى مولد حرارى».
وعن مدى اهتمام الدولة بالباحثين خلال الفترة الأخيرة، قال: «فيه حاجة حلوة جديدة، فاهتمام الدولة بدأ يزيد جداً، ودعم الابتكار والبحث العلمى أكثر من السابق، ومن 5 سنين ماكانش لفظ مخترع أو مبتكر أو باحث علمى بيتردد كتير، لكن دلوقتى منتشر وفى مختلف الأعمار، وفيه طلاب ثانوى بيقدروا ينجزوا اختراعات وينافسوا بها فى المسابقات العالمية، وينالوا مراكز»، ويتابع: «لكن، للأسف الدعم يقف عند الشكل العام، لكن التطبيق هو ما ينقصنا، وده الركن الضعيف فى البلد، عايزين نطبق عملى لكى نستفيد من ابتكارات العقول المصرية، احنا بنفكر علشان نستفيد ونفيد البلد، وعايزين نطبق أفكارنا فى مصر أفضل ما يشتريها حد من بره، حرام إنهم يرموا أفكارنا على الأرض».
وفى ختام حواره، قدم «الشامى» الشكر لكل من ساندوه، بدءاً من وزير التعليم العالى، الدكتور خالد عبدالغفار، والدكتورة ياسمين عبدالمنعم، مشرفة أكاديمية البحث العلمى على البعثة المصرية فى معرض جنيف، وأردف: «كانت أفضل مشرف فى الوفود المصرية التى سافرت للمعرض، وساعدتنا كثيراً بشكل فنى ومعنوى».