«الكود كوبتر».. اختراع «مصرى» لحماية المنشآت والأفراد من الإرهاب
«إيهاب» مع عدد من المخترعين فى المعرض
نظام أمنى متكامل يعمل بطائرات «الكود كوبتر»، يعتمد كلياً على الذكاء الاصطناعى لحماية منشآت الدولة من السطو المسلح، أو العمليات الإرهابية، وفى حالة أى هجوم يتم رصد الخطر ونوع السلاح عن بُعد بالكاميرات الحرارية ويتم تحديد ملامح حامله وتحليل بياناته خلال ثوانٍ وبعد التأكد من خطورته يتم إرسال إشارة إلى السيرفرات المسئولة عن التحليل التى تعطى إشارة إلى الطائرات لتتعامل على الفور مع الأهداف بطريقتين؛ الأولى طلقات مخدرة إذا كان المهاجم فرداً أو فردين، والثانية تكون للأعداد الكبيرة وفيها يتم إطلاق عبوات مخدرة لتخدير أكبر عدد، وتقوم الطائرات بالتواصل مع الشرطة وصاحب المنشأة وترسل صوراً وفيديو لايف للعامة لتقدير خطورة الموقف.
هذا ليس خيالاً علمياً، لكنه ابتكار للشاب المصرى إيهاب موريس، صاحب الـ25 عاماً، أنجزه بمساعدة 10 مهندسين متخصصين لكل منهم تخصص وعمل ينجزه على أكمل وجه خلال 5 سنوات، وفاز الاختراع بالميدالية الفضية فى معرض جنيف الدولى للاختراعات هذا العام.
«خلال الفترة الأخيرة تعددت الهجمات الإرهابية على مستوى العالم، وأنا ليا أصدقاء مجندين كتير استشهدوا فى سيناء ورفح وقدام عينى دول إخواتنا وولادنا، ليه نخلى جنود الوطن خط الدفاع الأول لما ممكن نخلى شوية آلات مكانهم ونخسر آلة بفلوس ومانخسرش بطل من لحم ودم؟» هكذا شرح «إيهاب» دافعه الحقيقى وراء إنجاز هذا المشروع.
"إيهاب": ليه نخسر أبطال من لحم ودم لما ممكن نمنع ده بـ"الذكاء الاصطناعى"؟
وتابع: «الهيئة العربية للتصنيع تبنت المشروع لتصنيع الجسم الخارجى للطائرة بنوع معين ضد الرصاص، ثم استكملنا العمل داخل معاملنا الخاصة التى صنعناها فى منازلنا وما زال العمل مستمراً للوصول إلى أعلى مستوى من الدقة ومنع وجود أى نسبة للأخطاء، والاختراع يوفر على مصر تكلفة الصفقات الخارجية الباهظة مع الشركات الأمنية، وممكن إحنا اللى نصدر هذه الأجهزة ونستفيد من عائدها، وأتمنى أن تدعمنى القوات المسلحة فى إنجاز المشروع كاملاً».
«إيهاب»، طالب الدراسات العليا بكلية الحاسبات والمعلومات جامعة عين شمس، موهبته بدأت فى الثانية عشرة من عمره داخل غرفته البسيطة، ثم تعرف على المركز الاستكشافى للعلوم والتكنولوجيا بأحد البرامج التليفزيونية، ودون تردد انطلق إليه لتنمية موهبته فحصل على عدد من الكورسات العلمية فى مجال الإلكترونيات والبرمجة، وفى الصف الثالث الثانوى اتجه إلى التعمق فى هذا العلم فاتجه للدراسة بكبرى الجامعات العالمية، وقال: «أحببت هذا العلم لأن المادة العلمية فى مصر لا تكفى، اتجهت للدراسة بالخارج أون لاين فهناك جامعات عالمية مثل جامعة «إكسفورد» ومعهد «MIT»، تقدم دراسات علمية كاملة أون لاين، قدمت أوراقى وتم قبولى وما زلت أدرس معهم حتى الآن».
وأضاف: «أول مشروع بدأته وأنا فى أولى جامعة كان نظاماً أمنياً لمكافحة الحرائق، مثلت به مصر فى نفس المعرض عام 2017 وحصلت على الميدالية الذهبية، وتم تكريمى من قبَل الرئيس عبدالفتاح السيسى والدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى، وقداسة البابا تواضروس الثانى، وهذا كان أكبر دافع لمواصلة طريق النجاح».
وعن أكثر الداعمين له قال: «أمى هى مصدر التشجيع والدعم، كفاية أنا قالب غرفتى لورشة فيها أكتر من جهاز كمبيوتر، ودوائر إلكترونية ومعدات، الدولاب مليان أجهزة بدل الملابس، مفيش حد بيدخل الغرفة غيرها علشان تروقها وده بيتم بصعوبة جداً، وأتمنى دعم حقيقى من شخص أو مؤسسة لتبنى المشروع ومساندتنا لحد ما نحوله لمنتج صناعى يستخدم، مش يشتغل معانا ويعطلنا فترة وبعد كده مايكملش، لأنه من المعروف أن مجال البحث العلمى يحتاج لسنوات بيكون فيها نجاح وفشل لأننا نخترع أشياء أول مرة تصنع علشان نقدر نكمل مسيرتنا العلمية ونقابل الرئيس مرة أخرى ونناقشه فى مشروعاتنا».
ووجه فى ختام حديثه نصيحة للباحثين المصريين صغار السن قائلاً: «متخليش حاجة تعطلك، خلى عندك صبر، متخليش اليأس يتملكك أبداً، هتمر بصعوبات كتير ولحظات فشل كتير وده بيكون بداية طريق النجاح، زود نفسك علمياً بشكل مكثف وده الأهم عشان تنجح».