"حرب الفراولة" يعتبر أحد التجارب السينمائية الهامة والمختلفة في السينما المصرية والعربية، لتناوله موضوعا فلسفيا في الأساس، شغل بال كثير من المفكرين.
ورغم أن الفيلم يتناول "فلسفة السعادة" والبحث عنها وطرحه لتساؤل متى يكون الإنسان سعيدا؟، إلا أنه فريق العمل استطاع تقديم الفكرة في شكل بسيط يستطيع الجمهور بجميع ثقافاته من فهم الفيلم.
كتب قصة الفيلم والسيناريو والحوار مدحت العدل بمشاركة المخرج خيري بشارة الذي أخرج الفيلم أيضا، ومن بطولة "محمود حميدة، يسرا، سامي العدل، أمينة رزق، سحر رامي"، وشارك بالفيلم المطربة عايدة الأيوبي بالغناء وعدد من النجوم كضيوف شرف مثل "عزت أبو عوف، علاء ولي الدين".
تدور أحداث الفيلم حول "ثابت" الرجل الثري الذي يمتلك عدة مصانع ويعيش بمفرده فى قصر كبير ويبحث عن السعادة بعد موت ابنه الوحيد، ويتعرف على البائع المتجول "حمامة" ويدعوه لزيارته في قصره ويفاجئه بسؤاله عن معنى السعادة وما هي؟، يتوجه "حمامة" لزيارته مع خطيبته فردوس الأرملة التى تبيع الورد في إشارات المرور ولديها ابن، وفي القصر يقرر "ثابت" أن يعرض عليهما مشروع إتفاق ينص على مصاحبتهم له ليكون سعيدا مقابل مائة ألف جنية وشقة، وتدور أحداث الفيلم حول كثير من التجارب التي جمعت البائع المتجول بالشخص الثري لإيجاد معنى للسعادة وسط طموح البائع في الحصول على المبلغ والشقة، وبالنهاية يتزوج "ثابت" من "فردوس" خطيبة "حمامة"، وحينها يجن جنونه ويطلق الرصاص على "ثابت" خلال حفل الزفاف.
برع الفنان محمود حميدة في تقديم شخصية الشاب الشعبي العشوائي الذي يرى أن يعيش في الدنيا بمبدأ المعركة إما ينتصر هو على الدنيا أو تنتصر هي عليه، وجسدت الفنانة يسرا شخصية "فردوس" بشكل مميز تلك السيدة التي تبحث عن أمان في علاقة حب تجمعها برجل يحبها، ويعتبر دور رجل الأعمال الثري من أهم الأدوار التي قدمها الفنان سامي العدل خلال مسيرته الفنية.
تميز خيري بشارة في الفيلم بإخراج الصورة بشكل يجعل المشاهد وكأنه يعيش عالم من الأساطير، ووظف "كادرات" الكاميرا لنقل الفارق بين حياة "حمامة" البائع والثري "ثابت" وبأن كل منهم يبحث عن ضالته، وبالرغم من فلسفة قصة الفيلم وبأنها قضية فلسفية بالمقام الأول إلا أن السيناريست مدحت العدل استطاع تبسيط هذه الفلسفة بشكل مبهر، ورسم خطوط شخصيات الفيلم بشكل واقعي يجعل الجمهور يتفاعل معهم.
تم إنتاج الفيلم في عام 1993، وتم عرضه في أغسطس من نفس العام وصنف بأنه فيلم "دراما".
تعليقات الفيسبوك