«فورتنبيرى»: علاقات القاهرة وواشنطن أكبر من مفهوم «المعونة» ومصر مطالبة بتسويق قصة نجاحها
جيف فورتنبيرى
أكد جيف فورتنبيرى، عضو الكونجرس الأمريكى، أنه على مصر أن تستعيد دورها ومكانتها على المسرح السياسى الدولى، مشيراً إلى أن هناك قصوراً فى تسويق مصر خارجياً، لذا يجب على المصريين أن يروجوا لقصة النجاح التى حققوها، وتغيير الصورة السلبية التى يتم نقلها عن مصر خلال الفترة الحالية، مشدداً على ضرورة أن يلعب الإعلاميون والبرلمانيون المصريون دوراً فى هذا الشأن كونهم يتمتعون بمصداقية كبيرة لدى المجتمع الدولى.
أضاف: «لولا وجود مصر فى منطقة الشرق الأوسط وإبرامها لاتفاقية السلام مع إسرائيل منذ 40 عاماً، لتراكمت الأضرار ولحقت بالجميع ليس فقط على إسرائيل وإنما على المصالح الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط أيضاً، لذا يجب على المصريين أن ينشروا قصصهم ليعلمها الشعب الأمريكى، ويدركوا أن القرارات التى اتخذتها مصر منذ عام 1979 كانت فى صالحهم».
وأشاد بتجربة زيارته لمصر، معتبراً أن مصر هى البلد التى أكسبته خبراته الأولى فى العلاقات الخارجية، قائلاً: «زرت القاهرة 4 مرات منذ أن أصبحت عضواً بالكونجرس الأمريكى، وفى المرة الأخيرة التى استغرقت 3 شهور ضمن برنامج «تبادل» تجولت فى أرقى الأماكن وأبسطها، ورأيت جملة مكتوبة «هنا الحرب وهنا السلام» مما أثر فى شخصيتى ومنهجى كثيراً، كما لمست من الضيافة والكرم ما لم أجده فى أى مكان آخر».
البرلمانيون والإعلاميون فى مصر مطالبون بدور أكبر فى شرح الصورة الحقيقية لبلادهم
وأضاف: «رغم كل التعقيدات الحالية والمشاكل فى منطقة الشرق الأوسط، فإن مصر استطاعت أن تُلزم نفسها باحترام اتفاقية السلام مع إسرائيل، وبصفتى مسئولاً فى اللجنة المسئولة عن الشرق الأوسط فإننى مستعد لتسويق قصة نجاح مصر فى الدول المختلفة، وتعريف مسئولى الكونجرس بمدى النجاح الذى حققته مصر».
وتابع: «التمزق الذى لحق بسوريا والعراق لو لحق بمصر فإن حجم الكارثة وعدم الاستقرار فى العالم ربما يكون غير قابل للوصف، لأن استقرار الشرق الأوسط وبالتبعية استقرار العالم مرهون باستقرار مصر، كما أن الاستقرار الذى زرعه الرئيس السيسى فى مصر منذ توليه، ليس فقط مجرد استقرار ونمو اقتصادى، وإنما هو إعادة استقرار لشخصية وحرية الدولة مرة أخرى».
وأوضح عضو الكونجرس الأمريكى أنه اجتمع مع الرئيس السيسى منذ عامين ونصف العام لمدة ساعتين وبحضور وزير الخارجية الأمريكى وسفير الدولة بالقاهرة، حيث تمت مناقشة كيفية تأسيس نظام وطنى صحى، والحفاظ على هوية مصر الصحية الوطنية المتماسكة التى تتمتع بها الدولة. وأكد أن مصر هى قائدة الشرق الأوسط، وتمنى أن تعود لقيادة العالم العربى والمنطقة مرة أخرى، مشيداً بافتتاح الرئيس السيسى للكاتدرائية قائلاً «هذا الفعل يؤكد أن الدولة تقوم ببناء نوع فريد من المواطنة لجميع الفئات بمنتهى الشجاعة لتستعيد شخصيتها على الساحة الدولية مرة أخرى». ووجه بضرورة تبادل الحوار بين الإعلام المصرى والأمريكى لعرض وجهات النظر وتصحيح الصورة الخاطئة المنقولة عن مصر للشعب الأمريكى، وعرض وجهة النظر الأمريكية فى بعض القصور لكى تستعيد مصر مكانتها فى المنطقة.
استقرار الشرق الأوسط من استقرار مصر.. وافتتاح الكاتدرائية الجديدة يبرز نموذجاً رائعاً للمواطنة
أضاف: «نحن نُثمن للرئيس السيسى قدرته على استعادة الاستقرار بالدولة، ودوره فى توطيد العلاقات العقائدية بين الديانات المختلفة فى مصر». وأكد «فورتنبيرى» أن زيارة الرئيس السيسى للولايات المتحدة الأمريكية خلال الأسبوع الحالى ولقاءه بنظيره الأمريكى دونالد ترامب مهمة جداً لإعادة تكوين علاقات الصداقة الحميمية مع أمريكا، مضيفاً: «الفترة الأخيرة بين البلدين كانت تقتصر على التعامل العسكرى فقط، وفقدت الدولتان العلاقات الاجتماعية والاقتصادية، وهذا ما نسعى لإعادته مرة ثانية».