«الوطن» ترصد أوجاع 100 أسرة فى مساكن الإيواء بسوهاج: الحياة تحت حصار مياه الصرف والقمامة
«مساكن البلاء».. هكذا يفضل أهالى مساكن الإيواء بسوهاج وصف المنطقة التى نقلتهم المحافظة لها بعد تهدم وحرق منازلهم، منتقدين تجاهل الحكومة معاناتهم وتركها أكثر من 100 أسرة تحت حصار مياه الصرف الصحى، والقمامة التى انتشرت فى المكان، وجعلت المنطقة مرتعا للفئران والحيوانات الضالة.
«الوطن» انتقلت إلى مساكن إيواء سوهاج بمنطقة غرب الكوبرى لرصد معاناة الأهالى، وكانت المفاجأة، وجود عمارات سكنية جديدة، على مقربة من عمارات الإيواء المتهالكة التى تحاصرها المياه، وقال الأهالى: اعتقدنا فى بداية إنشاء العمارات الجديدة أن مشكلتنا انتهت وأسدل الستار على معاناتنا، وأن الحكومة أخيراً ستنقلنا لمساكن آدمية غير التى يشاركنا بها الحياة الفئران والحيوانات الضالة، ولكننا صدمنا بعدما قامت المحافظة ببيع الشقق الجديدة لأشخاص آخرين، رغم أنهم قالوا فى البداية إن العمائر الجديدة شيّدت لتكون بديلة لمساكن الإيواء.
وأوضح حمودة ذكى حفنى -عامل- أنه تم بيع تلك المساكن والوحدات السكنية عن طريق سماسرة، جنوا أرباحا منها بالآلاف وأضاعوا حق الفقراء.
وأضاف: الآن ننام وسط المياه وبرك من المستنقعات، والعمارات ستنهار فوق رؤوسنا فى أى وقت، والثعابين والعقارب تعيش بيننا، ووصل الحال بنا إلى أن أغلب الأهالى يقضون حاجتهم داخل المقابر القريبة.
وحول معاناتهم، تقول هدى محمد عبدالسلام (45 سنة): أقيم فى تلك المساكن منذ 25 سنة ولدىّ 10 أولاد، وزوجى رجل مريض، وحياتنا هنا لا تطاق لأننا لا نجد مياها نشربها نظرا لتهالك جميع وصلات المياه، كما أن مياه الصرف الصحى سببت لنا الكثير من الأمراض، وأغلب السكان أصيبوا بفيروس الكبد الوبائى «سى»، وعدد منهم مصاب بفشل كلوى. وتضيف «هدى»: عندما قامت ثورة 25 يناير وجرت الانتخابات الرئاسية حضر إلينا مجموعة من الإخوان، وقالوا لنا انتخبوا «مرسى» وسنحل مشكلتكم على الفور، وبعد أن منحناه أصواتنا طلع كلامهم كذب، وإحنا كنا نعتقد أنهم ناس بتوع دين إلا أنهم طلعوا نصابين، لأننا عندما نجح مرسى ذهبنا إليهم وقلنا لهم أين وعودكم لنا، فكان ردهم «مشكلتكم صعبة وتحتاج سنوات لكى نحلها».
ويقول رجب هاشم سليم (عامل): أسرتى مكونة من 7 أفراد منذ عدة سنوات نعيش فى غرفة واحدة دورة المياه فيها، وبجوارنا وخلفنا أكوام القمامة والمخلفات.
وتضيف سعاد أبوزيد: عقب ثورة 25 يناير ساءت أحوالنا بشدة لأننا كنا نعتمد على مساعدات أهل الخير، وعقب الثورة لم يتمكنوا من الوصول إلينا، بل زادت معاناتنا عقب اكتشافنا أن رغيف الخبز أصبح يصرف بالبطاقة الشخصية وأنا سيدة كبيرة فى السن ولدى 5 أبناء وزوجى مريض، ولا يوجد معى بطاقة، فكيف أحصل على رغيف الخبز، وجميعنا نسكن فى غرفة نأكل ونشرب وننام ونقضى حاجتنا بها، فهل يرضى ذلك أحد؟
وتقول شادية حسن متولى، مدرسة بمدرسة الدعوة الإسلامية بنات: إن سكان الإيواء يعيشون مأساة كبيرة، فهناك طفح مستمر للمجارى، والمبانى متهالكة وآيلة للسقوط فى أى لحظة، ناهيك عن القمامة التى تجلب الحشرات والأوبئة والروائح الكريهة. وأضافت: سعينا على مدار 15 سنة على أبواب المسئولين لتوفير مسكن ملائم يليق بآدميتنا لكن المسئولين لم يلتفتوا إلينا، واكتفوا بوعود دون تنفيذ، وتابعت: أنا لدىّ طفل فى مرحلة التعليم الابتدائى وظروفى الصعبة جعلتنى أقيم فى تلك المساكن التى لا يوجد فيها أى مظهر للحياة وإذا أردنا الحصول على المياه فعلينا الانتظار فى طوابير أمام منازل جيراننا كى يجودوا علينا بالمياه.