سرقة وخطف ورفع أسعار.. معاناة طالبات الجامعة فى السكن الخاص
أسماء عبدالمطلب ودولت البسيونى وأسماء الرفاعى
رغم وجود مدن جامعية كثيرة فى القاهرة تابعة لعدد من الجامعات، فإن هناك طالبات جامعيات لا يستطِعن الالتحاق بتلك المدن، نظراً لعدم قدرة تلك الجامعات على الاستيعاب، ما يضطر الطالبات للتفرق بين «بيوت المغتربات»، والسكن الخاص، ورغم ارتفاع أسعار تلك الأماكن، لا تحصل الطالبات على وسائل تأمين كافية، حسبما ذكرن.
توقيع عقد مع صاحب الشقة دون توثيقه هو كل ما تحتاجه لاستئجار شقة فى أغلب مناطق محافظة القاهرة، فضلاً عن الاشتراط بشكل ودّى ألا يزيد العدد على 8 فتيات فى بعض الأماكن وعلى 6 فى أماكن أخرى، دون أى وسائل تأمين، كان ذلك سبباً كافياً لتعرض عدد من ساكنات تلك الأماكن للسرقة، وأحياناً القتل، ففى يوليو من العام الماضى، لقيت الطالبة أسماء الرفاعى السعيد، طالبة بالفرقة الثالثة كلية التمريض جامعة الأزهر، مصرعها، على يد أحد سائقى «التوك توك»، بعد اقتحامه شقة سكن طالبات بمحطة المثلث الحى العاشر مدينة نصر، وهو ما تتذكره زميلتها «هند حسين»، طالبة بكلية الدراسات الإنسانية، جامعة الأزهر.
تقول «هند» إن زميلتها أسماء أنهت امتحاناتها الدراسية، ولم تترك القاهرة، بسبب التدريب وعملها ممرضة بمركز طبى، لمساعدة أهلها، الذين يعيشون بقرية الخواجات بالمحمودية التابعة لمركز دكرنس بمحافظة الدقهلية، مشيرة إلى أن المجنى عليه كان يعمل سائق «توك توك»، وأنه قام بتوصيل «أسماء» أكثر من مرة، ويعلم أن الشقة لا يوجد بها أحد لفترات، فخطط لسرقة محتويات الشقة، وعقب تسلله للشقة فوجئ بالطالبة بالداخل، وهو ما دفعه للانقضاض عليها، وخنقها بالإيشارب الذى كانت ترتديه نظراً لمعرفتها به، وخوفاً من افتضاح أمره.
"مها" تعرَّضت لسرقة أدواتها الدراسية.. و"أسماء": "الشارع اللى ساكنين فيه بيعدّى فيه موتوسيكلات وبنتعرض لخطف الشنط"
الشقق المفروشة لا تضع شروطاً صارمة وتصبح الحياة بها بلا وسائل تأمين، على حسب وصف مها السيد، طالبة بالفرقة الثالثة، كلية الصيدلة جامعة الأزهر، التى أكدت أنها على مدار العامين الماضيين حدثت لها أكثر من مشكلة، كان أهمها سرقة الأدوات الدراسية بـ3 آلاف جنيه، وهو ما جعلها تترك السكن بالحى العاشر، وتسكن بالقرب من فرع كلية البنات بالحى السادس. تقول «مها» إنها لم يكن لها نصيب فى السكن بالمدينة الجامعية، بسبب قرب محافظتها بنى سويف، من القاهرة، رغم حصولها على تقدير جيد على مدار سنتين: «طيب الولاد ممكن يتحمّلوا العيشة برة لكن إحنا كبنات، المفروض الجامعة تخاف علينا»، مشيرة إلى أن حادثة السرقة لم تكن الأخيرة، فكثيراً ما تتعرض هى وزملاؤها للمعاكسات من قِبل الشباب بالشقق المجاورة: «بنقفل الشبَّاك اليوم كله، عشان محدش يغلّس علينا، وبنفتحه وإحنا رايحين الجامعة»، وعن وسائل تأمينهن أكدت أنه لا يوجد بواب للعمارة، وهو ما يعرضهن للسرقة.
«المساكن الخاصة» عالم آخر تحكمه قوانين وضوابط ومواعيد للحضور والانصراف، وشروط تمنح حق الإقامة للطالبات فقط، لكن رغم ارتفاع أسعارها التى تتراوح ما بين 10 و25 ألف جنيه شهرياً، خلال شهور الدراسة، لا يتم توفير سبل الأمان للفتيات، فضلاً عن عدم توفير وجبات ثابتة لهن، وهو ما يعرضهن لاستغلال المطاعم خاصة بمدينة 6 أكتوبر، وفقاً لـ«أسماء عبدالمطلب» طالبة بالفرقة الرابعة، جامعة الأهرام الكندية، تقول: «أنا ساكنة فى الحى الأول، الإيجار فى السنة 10 آلاف، بس فيه واحدة معايا فى نفس الغرفة، يعنى مش غرفة فردى آخر ميعاد لينا برة البيت ١٠ مساء، وآخر ميعاد نطلب أوردر من برة هو ٨ مساء، عندنا بواب ودايماً البوابات مقفولة بالمفتاح»، وعن المشاكل التى تواجهن، تضيف: «أول مشكلة كانت واحدة فى السكن تعبت وأخدناها بالعربية لأقرب مستشفى وكتير بيحصل مشاكل فى السكن زى مثلاً النت والسباكة والغاز وغيرها».
"دولت": "زميلتى طلبت الأسانسير والباب فتح بس المصعد ماطلعش فوقعت من الدور الرابع وأهلها رفعوا قضية على أصحاب السكن"
وأكدت «أسماء» أنها تعرضت للسرقة أكثر من مرة هى وزملاؤها: «الشارع اللى ساكنين فيه بيعدى فيه موتوسيكلات كتير وبنتعرض لخطف الشنط والموبايلات، وواحدة من بنات سكنى اتسرق موبايلها، وماعرفناش نعمل أى حاجة، وأنا كمان كان هيتسرق بس الحمد لله»، وبلغناهم فى السكن بكده بس قالوا: «إحنا مش مسئولين، عن اللى بيحصل برة باب المبنى»، لافتة إلى أن المشكلات لا تقتصر على السرقة فقط: «بتحصل مشاكل كتير بين البنات ومحدش بيتدخل».
وتقول دولت البسيونى، طالبة بالفرقة الرابعة، كلية الإعلام، جامعة الأهرام الكندية: «قاعدة بقالى 4 سنين، فى شقة 4 غرف، وواخدة أوضة فردى وكنت بدفع 17 ألف فى السنة، ودلوقتى وصلوا لـ23 ألف جنيه فى السنة». وعن وسائل الأمان داخل السكن، أكدت «دولت» أنها شبه منعدمة، مستشهدة ببعض الأحداث التى شهدتها: «ماعندناش صيانة والأسانسير من فترة زميلتى فى سنة رابعة كلية صيدلة، طلبته والباب فتح بس المصعد ماطلعش، فوقعت من الدور الرابع عليه فى الدور الأرضى، وجالها كسر فى الحوض، وأهلها رفعوا قضية على السكن، ومشيت»، مشيرة إلى أن تلك الحادثة لم تكن الأولى: «وقبلها واحدة زميلتنا كانت طالعة على السلم، وكان فيه خشب فوقع على رِجلها، وحصل ليها تمزُّق».