احتفالات موالد أهل البيت: مواسم للتجارة مع الله والناس.. وأشياء أخرى
مسجد السيدة زينب
يختلف الكل بشأن تصنيفهم تجاه الموالد، فهو موسم الجميع "للحرامي والبائع والتاجر والصيدلي وكل بحسب شاكلته" وذلك وفقا لتعبير عم حسين الغلبان الذي يملك محل "فسيخ ورنجة" المعروف بـ"الغلبان" ببلدة "نبروه بالمنصورة" والذي يعتبر أن المولد بالنسبة له موسم للبيع والشراء، خاصة أنه يتزامن هذا العام مع موسم شم النسيم حيث الاقتناء على سمك "الفسيخ والرنجا والملوحة" من قبل مختلف الطبقات والفئات من جميع المناطق.
ويرى "عم حسين" الذي افتتح فرعا لمحل رزقه أمام مسجد السيدة زينب منذ 7 أشهر، أن الجميع يستفيد من هذا المولد، يلعب الأطفال ويمرحون بين ألعاب الملاهي التي خصصت لمثل هذه الأحداث، ينصب القادمون من مختلف المحافظات الخيم ليقيموا بها طوال الأسبوع منذ ليلة الافتتاحية إلى الليلة الختامية، يتردد المتجولون في الشوارع على باب الله لربما يحصلون على بسيط الرزق من هنا أو هناك، ينتظر أصحاب المطاعم والمحال والباعة الجائلين الحشد الذي سيتردد عليهم ويزيد يوما بعد يوم.
وعلى الصعيد الآخر، هناك طائفة من الناس في البقعة ذاتها لا ينتظرون في مثل هذه المناسبات، سوى تقديم الخدمات لجموع الناس، والتي تتمثل في إطعام الطعام والتحلي بطيب الذكر من قصائد المريد وأوراد التوحيد والاستغفار والتسبيح وقضاء الحاجة لمن يحتاج، رافضين أن يتخللهم ما يغضب الله من الدخان كالشيشة والسجائر وما شبه وفقا للشيخ جمال الحبشي رفاعي، شيخ الصوفية وصاحب خدمة آل البيت لسيدي أحمد الرفاعي، والذي يرفض أن يتخلى المحبين لحضور تلك الليالي عن أعمالهم ودراستهم، ويجعلوا لها أولوية عن مصلحتهم وعملهم الذي هو عبادة بالأساس معبرا "أفضلي تيجي عشر دقايق أحسن ما تقعد أسبوع موقف فيه حياتك" بكرم من الله أعطانا أحد الرجال هذا البيت الذي نتردد عليه كل مولد ونقوم بتجهيز الطعام وعمل جميع الخدمات التي نسعى لتقديمها بداخله وفقا للشيخ جمال، الذي يعمل بمهنة الجزارة وتخرج في كلية الحقوق، وطور ذاته في كتابة قصائد المدح والمريد الذي يعتبرها إلهام من الله، معترضا على كلمة بدعة في وصف ما يقوموا به، موضحا أن كل ما يقوم به لا يتعارض مع وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم.