رئيس ائتلاف أمناء الشرطة: أكثر المستفيدين من ثورة 25 يناير هم أفراد الشرطة
بصوت متحشرج ولسان متلعثم، يتذكر مدحت معوض، رئيس ائتلاف أفراد وأمناء الشرطة بدمياط، ليلة 28 يناير عام 2011م، والمسماة بجمعة الغضب، حيث اقتحام السجون وحريق قسم شرطة دمياط، واصفًا تلك الليلة والليلة التالية لها بأنهما اليومان الأصعب اللذان عاشتهما الشرطة في مصر؛ بل إنهما أكثر صعوبة من هذه الأيام التي نمر بها حاليًا.
ويستطرد معوض في حديثه لـ"الوطن" قائلاً: أقسم بالله أن أكثر من استفاد في ثورة 25 يناير 2011م هم أفراد الشرطة، فللمرة الأولى نشعر بكرامتنا وآدميتنا وحريتنا بعد ثورة مجيدة ألغيت بعدها المحاكمة العسكرية للأفراد؛ ففي عهد حبيب العادلي تمت محاكمة ما يزيد عن 80% من الأفراد محاكمة عسكرية لمجرد أن يتقدم ظابط ببلاغ ملفق ضد أي فرد يقول خلاله "الفرد ده كلمني بأسلوب غير لائق"، كان يتم محاكمته عسكريًا وحبسه ما لا يقل عن ثلاثة شهور.
ويتابع معوض حديثه قائلاً: لم يستفد الضباط بثورتي 25 يناير أو 30 يونيو، ففي 30 يونيو أرادوا ألا يدفعوا الفاتورة مرة أخرى، فمنهم من تمنى تولي شفيق الحكم لعودة كيانهم وعودة السيطرة والهيمنة، مشددًا على عدم سماح الأفراد أن تنتهك حريتهم وكرامتهم مرة أخرى، قائلاً "الحرية التي حصلنا عليها لن نفرط فيها ولو بدمائنا؛ فنحن لم نعرف معنى لها في عهد حبيب العادلي؛ لأنها كانت تعني السجن العسكري".
وعن حبيب العادلي يقول معوض: حول ضباط الشرطة لآلهة يريدون من يعبدهم وينفذ أوامرهم، ففي عهده دخل العديد منهم كليات الشرطة لـ"الفشخرة" وليس لحماية البلد.
ويستطرد معوض حديثه قائلاً: فرد الشرطة كان عبد مأمور للضابط في عهد حبيب العادلي، ففي عهده كره المواطنون دخول أقسام الشرطة للإهانة والمعاملة السيئة و"العنجهية الكدابة" التي كانوا يلقونها، في عصره جعل العادلي الداخلية أداة في يد الشعب، حيث خلق مساحة عريضة من الكره والاحتقان بيننا وبينهم بسبب استخدامنا كأداة بطش وكبت للحريات، ففي حال تنظيم أي نقابة أو فئة تظاهرات كنا أداة الردع لفضها، علاوة على منع الشرطة للقوى السياسية من تظاهراتها المنددة بأوضاع البلد.
ونفى معوض أن يكون أحد من ضباط الداخلية بدمياط بتلفيق قضايا لمواطنين شرفاء في عهد حبيب العادلي، قائلاً: كان من الممكن أن تلفق قطعة حشيش لمسجل خطر سعى في الأرض فسادًا، ولم يكن بمقدرة الضابط حينها سوى تلفيق قضية له بعد أن بات خطرًا على الأمن العام للمواطنين وعلى الضباط أنفسهم.
كما وصف معوض الشرطة بعصاية قمع الشعب بجميع طوائفه؛ مما دفع الشعب للخروج على الشرطة في 25 يناير 2011م، وليس الإخوان وحدهم فحسب، فكل من كان لديه "تار" عندهم، علاوة على البلطجية الذين استغلوا الموقف والإرهابيين الذين فتحوا السجون من أجل هروبهم بمساعدات من دول أجنبية.
ونفى معوض كل ما أشيع حول صدور تعليمات لهم بالانسحاب من أمام أية منشأة شرطية، فإدارة المرور قام الأمين المكلف بتأمينها بأخذ السلاح والموتوسيكلات، وتم حفظها في أحد الأماكن الأمينة، وحينما توجه المواطنون على المرور يوم جمعة الغضب قال لهم اللواء عبدالسلام العفيفي، مدير إدارة المرور حينها: "البلد دي بلدكم، وأنا غريب عنكم، ودي أملاككم، عايزين تحرقوها احرقوها"، فما كان من المواطنين إلا أن قاموا بمنع البلطجية من حريق أو تحطيم قسم شرطة المرور.
ويتوقف معوض لحظات ثم يستطرد حديثه قائلاً: يوم حريق أقسام الشرطة واقتحام وحريق مركز دمياط يوم 29 يناير يوم لا يمكن أن يغيب عن ذاكرتي؛ فالمشهد كان رهيبًا جدًا، حيث تجمهر المواطنون بشكل رهيب، واندس البلطجية وذويهم حيث تم حرق قسم أول شرطة دمياط بالكامل، وسرقت الأسلحة التي كانت به، كما ألقيت زجاجات المولوتوف على ظهر مركز شرطة دمياط، وشكل الأهالي لجانًا شعبية حول مركز شرطة كفر سعد بعد قيام أهالي المساجين بتهريب نحو 37 مسجونًا ممن كانوا محبوسين على ذمة قضايا جنائية، وحينما توجه البلطجية لحرق مركز كفر سعد تصدى لهم البلطجية وشكلوا لجانًا شعبية.
وأكد معوض أن جميع مساجين دمياط السياسيين تم ترحليهم لبرج العرب من 25 وحتى 27 يناير تحسبًا لأي أعمال عنف.
ويؤكد معوض أن أغلب الأسلحة والملفات تم حرقها أو الاستحواذ عليها من قبل المقتحمين، ومن كان معه سلاحه هو من بقي للتأمين، أما الباقون فقد هرعوا، مشيرًا إلى قيام أمين العهدة بمركز فارسكور بأخذ كل الأسلحة التي كانت بالمركز لحمايتها من السرقة وقت الاقتحام، ثم قام بتسليمها حينما نزلت قوات الجيش البلاد، مشيرًا إلى هرب عدد من ضباط الشرطة فور اقتحام الأقسام خشية على أنفسهم.
واعتبر معوض أن دمياط أقل المحافظات التي تم حرق مؤسسات شرطية فيها ، وذلك لكون شعبها مسالمًا بطبيعته، مختتمًا تصريحاته لـ"الوطن" بتأكيده أن موقعة الجمل هي خطة مدبرة من الإخوان.