حُرموا من نعمة البصر، لكنهم لم يفقدوا شغفهم بالحياة وبتحقيق الأحلام التى تلمّسوا آثارها فى الظلام، مجموعة من الطلاب المكفوفين، أسسوا فريقاً مسرحياً باسم «جيل التحدى»، ليُثبتوا أنهم غير عاجزين عن تحقيق أى حلم، ويقوم أعضاء الفرقة بالتأليف والتمثيل والإخراج، وكانت مسرحية «صعيدى بعد التعديل»، هى باكورة إنتاجهم، التى تتطرق لعدة موضوعات، مثل الزواج المبكر فى الصعيد، تسلط الزوج، البطالة، التزوير فى الانتخابات.
كريم عادل، طالب بكلية حقوق جامعة القاهرة، هو مؤسس الفرقة، قام بإخراج وتأليف بعض المسرحيات، بدأ مجال التمثيل منذ 12 عاماً لدى بعض الفرق: «اشتغلت فى فرق كتير وبعدها قلت ليه ماعملش فرقة خاصة بالمكفوفين، شباب وبنات نعبر بيها عن اللى إحنا عايزينه».
فى العُطلات الدراسية، تكثف الفرقة البروفات والعروض التى تقدمها فى «المركز الاستكشافى للعلوم والتكنولوجيا»، فرع حدائق القبة، وتفتح للجمهور مجاناً عبر دعوة على «الفيس بوك»، وذلك رغم أن الفرقة فى حاجة ماسة إلى الأموال التى تمكنها من مواصلة عروضها.
أبوبكر محمد، ممثل فى الفرقة، سعيد بكونه يمارس الهواية التى يحبها، وهى التمثيل على خشبة المسرح، وهدفه الوصول إلى الناس مهما كانت الصعوبات: «بامثل كل الأدوار، باقول للناس إن الكفيف مش عاجز، إحنا نقدر نمشى لوحدنا، بدليل إننا بنقف ونتحرك على خشبة المسرح بكل ثقة وثبات».
لم يتلقَ أى من أعضاء الفرقة تدريبات فى مجال كتابة السيناريو والإخراج والتمثيل، معتمدين فقط على أنفسهم فى تقديم مواهبهم، والعرض المسرحى الذى تستعد له الفرقة حالياً سيُعرض فى أبريل المقبل باسم «حكاوى على القهاوى» تحت رعاية «المركز الاستكشافى للعلوم والتكنولوجيا».
تعليقات الفيسبوك