المفتي: ترشيد استهلاك المياه من مقاصد الشريعة
شوقى علام
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن الماء من أّجّل النعم الإلهية التي أنعم الله عز وجل بها على الإنسان بل وعلى جميع المخلوقات، وجعل منه الحياة مصداقا لقول المولى عز وجل "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ".
وشدد مفتي الجمهورية، في كلمته اليوم الجمعة، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمياه الذي يوافق 22 مارس كل عام، على ضرورة ترشيد استهلاك المياه والحفاظ عليه، والالتزام بالمخططات التي تضعها الدولة للحفاظ على الماء وحسن استخدامه والاستفادة به في مختلف مجالات الحياة.
وقال، إن الشريعة الإسلامية الغرّاء كانت سبّاقة في التأكيد على ضرورة التوسط والاعتدال في استهلاك المياه، وعدم الإسراف مطلقا لأن الإسراف في استعمال الماء من الأمور المذمومة، كما يعد الاعتدال والتوسط في استهلاك المياه من مقاصد الشريعة الاسلامية، فالله تعالى قد حرم علينا الإسراف في كل شيء فقال سبحانه وتعالى ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾، وأيضا ﴿وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ﴾.
وأضاف المفتي: "كما تدعونا الشريعة الإسلامية إلى الحفاظ على الماء وحمايته من التلوث حيث نبّه المولى عز وجل من أن أي إفساد في البيئة على وجه العموم وبيئة الماء على وجه الخصوص، إنما من كسب البشر وتدخلهم السيئ الذي أفسد البيئة وأخل بأساسها المتوازن، كما نهى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، عن تلويث الماء ، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه، قال (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبال في الماء الراكد).
واستدل فضيلة المفتى بما رواه الإمام أحمد وابن ماجة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ: مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ؟.. قَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ؟ قال: نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ).