المتحدث باسم التيار الشعبى: دعم الجيش لمرشح بعينه خطر حقيقى على الثورة
أكد حسام مؤنس، المتحدث باسم التيار الشعبى، أن التيار لا يقصد مهاجمة القوات المسلحة فى بيانه الصادر أمس الأول، إلا أنه كان يقصد المحافظة على دور القوات المسلحة فى إطار دورها الوطنى دون الدخول فى معارك سياسية، مشدداً فى حوار لـ«الوطن» على أن بيانهم لا يأتى دعماً لـ«صباحى» فى مواجهة «السيسى».
■ فسر البعض بيان «التيار الشعبى» أمس الأول بأنه هجوم على الجيش.. ما تعليقك؟
- التيار الشعبى المصرى كان ولا يزال يرى الجيش المصرى جيشاً وطنياً عظيماً، ولم يحدث أننا «هاجمنا» الجيش كمؤسسة، فربما نختلف أحياناً مع ممارسة أو سلوك أو موقف، لكن أبداً لا نهاجم جيشنا، فالتيار الشعبى منذ ٣٠ يونيو وقبلها كان موقفنا واضحاً فى دعمه لموقف الجيش الوطنى العظيم الذى انحاز لإرادة الملايين التى خرجت فى الشوارع لرفض سلطة الإخوان،
■ وما كان هدفكم إذن من البيان؟
- هدفنا الإبقاء على دور الجيش بحيث يكون وطنياً لا سياسياً، فنخشى أن يفهم بيان «الأعلى للقوات المسلحة» على أنه دعم من الجيش لمرشح أو طرح لمرشح باسمه، وهو خطر حقيقى على مصر وثورتها وجيشها، ليس للمفاضلة بين مرشح عسكرى ومدنى، وإنما لأن الإيحاء بأن الجيش له اختيار أو تفضيل فى الانتخابات خطر يدخله فى دائرة تنافس سياسى يكون فيها محل اتفاق وخلاف وهو ما لا نريده ولا نرضاه لجيشنا.
■ قال بيان القوات المسلحة إنهم تركوا الأمر لضمير «السيسى» الوطنى.. لكنكم اعتبرتموه إيحاءً لدعمه.
- هناك خلط كبير فى الواقع وفى الإدراك العام لا بد من مراعاته فى أى تصرف أو سلوك أو تصريح حاليا، نعم من حق السيسى أو أى عسكرى يترك موقعه قانونا أن يترشح ولا يستطيع أحد أن يصادر على ذلك، لكننا الآن نتحدث عن حسابات سياسية ووعى شعبى سائد سيجعل الكل يخلط بين السيسى كقائد للجيش، حتى بعد أن يخلع بدلته ويترك موقعه للترشح إذا قرر ذلك، وبين الجيش الوطنى كمؤسسة، وهذا خطر.. دعنى أفترض أن السيسى خاض الانتخابات وخسر هل هذه خسارة للجيش؟ دعنى أفترض أن السيسى خاض الانتخابات وفاز هل هذا معناه أن الجيش انتصر على منافس؟ لا ينبغى أن نضع أنفسنا ووطننا وثورتنا فى هذا المحك بالذات فى تلك اللحظة التى تعيشها مصر.
■ يرى البعض أن هدف التيار من بيانه تعزيز فرص حمدين صباحى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة.. ما تعقيبك؟
- التيار أعلن موقفه منذ فترة بأنه يرى «صباحى» المرشح الأنسب للمرحلة المقبلة وأننا سندعمه إذا خاض الانتخابات، والكل يعلم أيضاً أن «صباحى» طرح تصورا محددا لترشحه أو عدم ترشحه مربوطا ببرنامج يحقق أهداف الثورة وفريق يعبر عن خطها وأهدافها وتوافق يشمل قوى الثورة أحزابا وحركات وشبابا، وضمانات للالتزام بكل ذلك.. فموقفنا من «صباحى» معروف ومعلن، لكن بياننا لم يكن أبدا بهذا الخصوص، وكما ذكرت موقفنا به من الحرص على الجيش وما يواجهه الآن وخشية أن يكون له شبهة دور سياسى أكثر مما له أى علاقة برؤيتنا للانتخابات نفسها ومن يترشح فيها.
■ هاجم البعض التيار وقال إنكم تطالبون الجيش بالابتعاد عن المشهد السياسى فى حين طالبتم به مع جموع الثوار فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو.. ما تعليقك؟
- رؤيتنا للجيش هو أنه جزء من الوطن ومؤسسة ملك لكل المصريين، وأن دوره حماية الوطن والشعب وإرادته، عندما خرج المصريون فى ٢٥ يناير وفى ٣٠ يونيو كانت إرادة شعبية ضد سلطة وضد نظام، وكان انحياز الجيش لها طبيعيا بحكم أنه يحمى إرادة الشعب ويضمن أمنه، الجيش يتدخل فى مثل تلك اللحظات الفاصلة، وهو فارق كبير وجوهرى بين دور (وطنى) للجيش ودور (سياسى).. ما قام به الجيش فى ١١ فبراير و٣ يوليو لم يكن انقلابا ولم يكن تدخلا ولم يكن دورا سياسيا وإنما كان واجبا وطنيا يحترم إرادة الشعب، أما فى الانتخابات أو العملية السياسية الديمقراطية فيفترض ألا يكون الجيش طرفا فيها، حرصا عليه قبل أن يكون خوفا على الديمقراطية.