معهد واشنطن: السيسي رئيس مؤكد لمصر.. واغتياله مطلب إخوانى
توقعت أوراق بحثية لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى فوز المشير عبدالفتاح السيسى بالرئاسة فى مصر بصورة مؤكدة، مشيرة إلى أن اغتياله سيظل مطلباً إخوانياً وأنه سيواجه تحديات صعبة فى الحكم، وانتقدت مواقف الرئيس الأمريكى باراك أوباما، موضحة أنه شجع الإخوان وحلفاءهم على التمرد والعنف والإرهاب. أكد الباحث الأمريكى إيريك تريجر فى مقال تحليلى، أن الانتخاب المؤكد للمشير عبدالفتاح السيسى رئيساً قادماً لمصر سيعزز من ديناميات «صراع الحياة أو الموت» الذى اتسمت به السياسة المصرية منذ يوليو الماضى، عندما استجاب الجيش للجماهير ومنع انهيار الدولة الوشيك من خلال الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى، مشيراً أن جماعة «الإخوان» وأعضاءها البالغ عددهم 500٫000 عضو يدعون بقوة وعلانية إلى اغتيال السيسى، ومن ثم يرجح رؤية «السيسى» أن دوام رئاسته يعتمد على المزيد من الإجراءات الأمنية.
وأضاف أن الاحتمالات تسير بقوة ضد «الجماعة»، لافتقارها إلى القدرات التى تمتلكها الدولة، بيد أنها سوف تواصل مقاومتها لسببين، الأول اعتمادها على تنظيم طليعى له هيكل هرمى صارم مع تسلسل قيادى عبر أنحاء البلاد يقوم فيه كبار القادة بتوصيل الأوامر إلى خلايا صغيرة من الأعضاء المنتشرين فى جميع أنحاء مصر، ورغم وجود العديد من قادة «الإخوان» فى السجون، فإن الخلايا لم يمسها ضرر إلى حد كبير، لا سيما فى الريف، كما تم فتح خطوط اتصال جديدة مع القادة المختبئين أو الموجودين فى المنفى، واستخدمت «الجماعة» هذه الشبكة الواسعة للفوز فى كل انتخابات بعد مبارك وحتى الإطاحة مرسى، وتنوى على ما يبدو استخدامها لمواصلة استراتيجية الاحتجاجات القائمة على المواجهة لبعض الوقت.
ولفت إلى أن السبب الثانى يرجع لوجود قناعة لدى «الإخوان» بأن الرأى العام فى جانبهم إلى حد كبير، برغم ما تقوله استطلاعات الرأى، وتنبع هذه الرؤية غير الواقعية من افتراض مركزى لأيديولوجية «الجماعة» التى ترى أن وجود دولة غير إسلامية فى مصر أمر غير طبيعى فرضه «العلمانيون» الذين تأثروا بالغرب، ومن ثم يرى «الإخوان» أن ما يسمونه «كسر الانقلاب» يؤدى إلى عودتهم الفورية إلى السلطة، وخلصت الورقة إلى أن الصراع سوف يستمر، مع مخاطر ارتفاع أعداد الضحايا بمجرد أن يصبح السيسى رئيساً للبلاد.
وفى إطار متصل، وفى ورقة بحثية أخرى، وصف الباحثان ديفيد بلوك وعادل العدوى، الدعم المقدم لمصر بأنه ليس منة أو فضلاً فى مقابل الديمقراطية، ولكنه استثمار لدى حكومة صديقة تدعم مصالح أمريكية حيوية وهى مكافحة الإرهاب والسلام مع إسرائيل، والعلاقات الجيدة مع الدول العربية الرئيسية المنتجة للنفط. واعتبرا الاتفاق النووى التكتيكى الحالى مع إيران خطوة لتعزيز العلاقات الأمريكية مع مصر وليس لتقويضها، مشيرين إلى أنه يساعد فى إعادة طمأنة حلفاء الولايات المتحدة الغاضبين من السياسة الأمريكية بأنها ستبقى إلى جانب أصدقائها، على أن تكون مصر فى القلب من اهتمامها على وجه الخصوص. وأشارا إلى أن الدعم المتذبذب للحكومة المصرية يؤدى إلى تشجيع ألد خصومها على شن حرب ضدها وبالتالى تصاعد العنف والحُكم على 90 مليون مصرى بمزيد من المعاناة، وبذلك ينتهى الأمر بالمؤيدين لسياسة ممارسة الضغوط من أجل الديمقراطية إلى إثارة حالة عدم الاستقرار البالغة التى يزعمون أنهم يسعون لتجنبها وفى ضوء ذلك، فإن المستقبل السياسى لجماعة «الإخوان» فى مصر ليس فى مصلحة الولايات المتحدة. ولفتا إلى أن علاقة واشنطن الأمنية الاستراتيجية عميقة الجذور مع أقوى جيش عربى لعبت دوراً بارزاً فى حربها ضد تنظيم «القاعدة» وعمليات مكافحة الإرهاب وأمن الطاقة الإقليمى والجيوسياسى، ولكن سياسة إدارة أوباما الحالية تجاه مصر تعرّض هذه المصالح المشتركة إلى الخطر، موضحين أن مستقبل المساعدات العسكرية الأمريكية إلى مصر يأتى فى مقدمة تلك المخاوف، حيث أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بياناً فى 9 أكتوبر، جاء فيه أنه سيتم تعليق بعض المساعدات، ولكن يمكن استئنافها «عند إحراز تقدم حقيقى نحو قيام حكومة مدنية شاملة لجميع الأطياف مُنتخَبة بطريقة ديمقراطية»، ومع ذلك، يبقى معنى «الشمولية» غير واضح نتيجة دمج شرائح واسعة من المصريين فى العملية السياسية منذ الإطاحة بنظام مرسى، ومن بينهم بعض السلفيين.